facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من توجيه ولي العهد إلى سلوك المجتمع: النظافة نهج حياة


لانا ارناؤوط
29-12-2025 11:56 AM

لم تعد النظافة اليوم مجرد سلوك شخصي مرتبط بالمظهر أو النظام العام، بل أصبحت مرآة حقيقية لوعي المجتمعات، ومؤشرًا على عمق التربية وقوة الانتماء وفي هذا السياق، تأتي توجيهات سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، لتعيد تسليط الضوء على قضية تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها في جوهرها تمسّ بنية المجتمع وأخلاقه وسلوكه الجمعي .

إن الحديث عن النظافة ليس ترفًا ولا موضوعًا هامشيًا، بل هو مدخل أساسي لبناء إنسان مسؤول ، يدرك أن احترام المكان العام يبدأ من احترامه لذاته، وأن المحافظة على الشارع والمدرسة والمرفق العام ليست واجب الدولة وحدها، بل واجب كل فرد يعيش على هذه الأرض.

ومن هنا، تتجلى أهمية التربية المبكرة، حيث تُغرس القيم الأولى في وعي الطفل داخل الأسرة، وتحديدًا من خلال الأم، التي تشكل النموذج الأول للسلوك اليومي ، فالطفل الذي ينشأ على ترتيب غرفته، واحترام نظافة منزله، وعدم إلقاء المخلفات في الشارع، يكبر وهو يحمل هذا السلوك كجزء من هويته، لا كقانون مفروض عليه وهنا تتحول النظافة من ممارسة وقتية إلى عادة راسخة، ومن توجيه خارجي إلى قناعة داخلية.

إن أخطر ما نواجهه اليوم هو التعامل مع النظافة بوصفها “مشكلة” تظهر حين تتراكم النفايات أو تتدهور المرافق، بدل أن نراها كمسار وقائي يمنع الأزمات قبل وقوعها فالمجتمعات التي تنجح في بناء سلوك يومي واعٍ لدى أبنائها، تقلّ فيها كلفة المعالجة، وتزداد فيها جودة الحياة، ويقوى فيها الإحساس بالمسؤولية العامة

ومن هنا، فإن دعوة سمو ولي العهد للاهتمام بالنظافة ليست مجرد توجيه بيئي، بل رؤية متكاملة لبناء إنسان يحترم وطنه من خلال تفاصيل حياته اليومية فالطفل الذي يحافظ على نظافة مدرسته، هو ذاته الذي سيحافظ غدًا على مؤسسات دولته، وعلى ممتلكاتها، وعلى مقدراتها الاقتصادية والبيئية .

إننا بحاجة إلى الانتقال من منطق “المعالجة بعد الخطأ” إلى منطق “الوقاية بالسلوك”، ومن ثقافة اللوم إلى ثقافة التربية فحين تصبح النظافة سلوكًا تلقائيًا، نكون قد وضعنا حجر الأساس لمجتمع أكثر وعيًا، وأكثر انتماءً، وأكثر قدرة على حماية نفسه ومستقبله

وهنا تحديدًا، تبدأ معركة الوعي… من البيت، ومن المدرسة، ومن القدوة اليومية التي تصنع مواطنًا يدرك أن الحفاظ على الوطن يبدأ من أبسط التفاصيل





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :