نشر موقع الجزيرة نت مؤخراً تقريراً بعنوان "الضفة في 2025 حصاد عام من الدمار وتغيير الواقع الديموغرافي" ، التقرير بمعلوماته حول الاستهداف الاسرائيلي سواء عن طريق جيش الاحتلال او المستوطنين للأرض والانسان الفلسطينيين بمثابة رسالة مرعبة وقرع للجرس للجميع اقليمياً ودولياً بأن فرض واقع ديمغرافي هو المطلوب اسرائيلياً ، فبحسب مراسل الجزيرة شهد الاستيطان خلال عامي 2024 و2025 تصاعدا لافتا مع زيادة بنحو 40% منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة وذلك مع إنشاء نحو 114 بؤرة استيطانية جديدة في مختلف أنحاء الضفة الذي يشير ايضاً ان العمليات العسكرية شمالي الضفة أدت إلى تهجير نحو 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس وذلك في إطار إعادة هندسة أمنية وجيوسياسية للمنطقة ، هذا فضلاً عن تدمير ما يزيد عن 3500 مسكن ومنشأة صناعية منذ تشرين الاول 2023م .

التقرير الصادر بالتزامن مع نهاية 2025 يؤكد ان التصعيد في الضفة الغربية هو انعكاس لخطاب اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يتعامل مع الضفة باعتبارها ساحة لتكريس مشاريع انتخابية من خلال تعزيز الاستيطان وتقويض حل الدولتين عن طريق المصادقة الأسبوعية على مشاريع استيطانية وتحويل البؤر إلى مستوطنات رسمية ، وينوه التقرير ايضاً أن قرارات مثل إلغاء أوامر الاعتقال الإداري بحق المستوطنين وفرت غطاء كاملا لاعتداءاتهم في مسار يهدف إلى فرض سياسة الأمر الواقع رغم الانتقادات الدولية المتصاعدة ، ليختتم التقرير بأن عام 2025 ينتهي على ضفة غربية مثقلة بالدمار مع تقاطع الاستيطان والتهجير والهدم في مشروع واحد يهدف إلى إعادة رسم الجغرافيا الفلسطينية بالقوة.

مقولة تملص إسرائيل من الالتزامات سواء مع الفلسطينيين او جيرانها العرب أصبحت هنا ايضاً من الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان وذلك في ظل امعانها بمشروعها الاستيطاني في الضفة الغربية رغم وجود سلطة فلسطينية قائمة تعتبر نفسها نواة الدولة الفلسطينية الموعودة التي شهدت موجة اعتراف دولي ملحوظ في الفترة الاخيرة ، والأردن وهو الاقرب جغرافياً وديمغرافياً يدرك جيداً انه في ظل دعوات التهجير والترانسفير الموجودة هو المستهدف وهو الامر الذي جاهر به صراحة وزراء حكومة التطرف الاسرائيلية ، وفي ظل قاعدة عدم الارتهان التام لحسن نوايا الاخرين مهما كان مكانتهم يجد الاردن نفسه كرأس حربة حقيقي في مواجهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدفه مباشرة وهو أهل لذلك بلا شك بقيادته الحكيمة الشجاعة المشرفة على دبلوماسيته التي كان لها الباع الاكبر في كشف وفضح مخططات التطرف الاسرائيلي في عدوانه الاخير على غزة امام العالم.

نتنياهو ماض في شرور مخططاته على كافة الجبهات وخاصة في الضفة الغربية هو الامر الذي يؤكده التقرير ، وحكومة التطرف لا تعرف الا لغة الربح والخسارة المباشرة بعيداً عن لغة التطمينات المكتوبة منها والشفهية وهو الامر الذي يعيه الاردن جيداً بحكم تجربته مع هذا العدو على مدى سنيين المواجهة العسكرية والدبلوماسية .