وزير الشباب صاحب الوجه البشوش، تجده دائمًا مبتسمًا، ولا أعتقد أن أحدًا منا رأى صورة له أو التقى به دون أن يبادله الابتسامة. ولعلّي أكاد أسميه وزير الابتسامة والشباب، إذ ترتسم الضحكة دومًا على محيّاه، ووجهه بشوش لمن يلقاه. وشكرًا لمعاليه لأنه يبتسم في زمان كادت "الكشرة" فيه أن تكون من متطلبات الوقار عند الكثيرين، فلا يبتسمون إلا لمن كانت بسمته أكبر من ضحكتهم.

حالَفنا الحظ في الملتقى الوطني للتوعية والتطوير أن يكون معالي الدكتور رائد العدوان، وزير الشباب، مندوبًا عن دولة رئيس الوزراء في رعاية فعالية وطنية لنا جرى تنظيمها في "بيت شباب عمّان". وكم كان حضوره مبهجًا، أدخل السرور في نفوس الحاضرين بخفّة ظله، وطيفه اللطيف، ووجهه الوسيم، وكلامه المفعم بالتفاؤل، ووقوفه الأنيق. وقد جاء معاليه ليكرّم الجهد المتميز، ويبارك لأصحاب العطاء وروّاد المسؤولية المجتمعية والأداء المبدع من الشباب.

دار في ذهني وقتها مقارنات ومفارقات؛ ففي إحدى المناسبات الوطنية جاءنا أحد المعنيين لرعايتها بتكليف من دولة الرئيس آنذاك، وكان بين الحضور سفراء وقامات وطنية وممثلون لمنظمات دولية. اعتلى منصة التكريم متجهّم الوجه، بنظرات حادّة وصمتٍ أربك الحضور، لتفسد كشرته البهجة في نفوس الموجودين، وكأنه حزين على وقتٍ أضاعه أثمن من مشاركتنا. ولم يعلم وقتها أنه يقف على منصة تكريم تحمل إرثًا تاريخيًا لأكثر من ربع قرن، مضى به الملتقى الوطني للتوعية والتطوير في تكريم روّاد العطاء والإنجاز على المستوى الوطني، ولا زلنا نسير على هذا النهج السنوي حتى يومنا هذا برعاية أصحاب الدولة الرؤساء المتعاقبين.

نعود للحديث عن معالي الدكتور رائد العدوان؛ فهو بحق وزير الابتسامة والشباب، وتليق به وزارة الشباب. فله منا ألف تحية وسلام، لأنه الإنسان الخلوق الذي يتعلم منه الآخرون حسن الأدب والخلق الحسن. وفي مثله تزهو المناصب وتعلو الرتب، وله مني كل الاحترام وجليل الإكبار، وليس له عليّ دين ولا عتب.