facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إلى المحامي .. الذكاء الاصطناعي لن يستبدلك لكنه قد يُقصيك


المحامي اسامة البيطار
31-12-2025 04:24 PM

إذا كنتَ محاميًا وتقرأ هذه السطور، فربما تشعر بقلقٍ خفيف، حتى إن لم تعترف به ليس القلق من الذكاء الاصطناعي ذاته، بل من السؤال الذي لا نحب سماعه

هل ما أقدّمه اليوم سيبقى له قيمة غدًا؟

عام 2025 لم يكن عامًا تقنيًا عابرًا في القطاع القانوني، بل كان عام الاختباراختبارًا لطريقة عملنا، وحدود أدواتنا، وصلابة قناعاتنا المهنية لم يعد الذكاء الاصطناعي فكرة مستقبلية

صار حاضرًا في البحث القانوني، ومراجعة العقود، والتقاضي، وحتى في تواصل المحامي مع موكّله أنظمة تختصر ساعات البحث في ثوانٍ، أدوات ترصد البنود الخطرة بسرعة، وتطبيقات تحلّل أنماط الأحكام وتقدّر فرص النجاح. لكن عام 2025 كشف حقيقة لا مفرّ منها وهي

الكفاءة التقنية لا تعني بالضرورة سلامة قانونية، ولا عدالة مضمونة.

سُجّلت حالات استخدم فيها محامون أدوات ذكاء اصطناعي قدّمت سوابق قضائية غير موجودة أصلًا، مصاغة بثقة ومقنعة، لكنها مختلقة وهنا ظهر الخطر الحقيقي

الذكاء الاصطناعي لا يكذب… لكنه قد يهلوِس.

والمسؤولية، في النهاية، مسؤوليتك أنت.

كان هذا أحد أوضح دروس 2025:

لا عدالة بلا تحقق بشري، ولا مسؤولية يمكن تفويضها للأداة.

لا تقل: «هذا لا يعنيني»

إن ظننتَ أن النقاش تقني أو يخصّ غيرك، فتوقّف لحظة

الملكية الفكرية كانت المختبر الأوضح لهذا التحوّل ...

أسئلة من نوع: من المؤلف؟ من يملك المخرجات؟ هل التدريب على المحتوى انتهاك؟ ومن يُسأل عن الضرر؟

هذه لم تعد أسئلة نظرية،

بل ستصل إليك—أيًّا كان تخصّصك—في نزاعٍ حقيقي، لا في ندوة أكاديمية.

الاختبار هنا بسيط وقاسٍ إمّا أن تتعلّم باستمرار وتفهم التقاطع بين القانون والتقنية،

أو تخرج من هذا المسار بصمت.

هل المهنة في خطر؟ لنكن صريحين الذكاء الاصطناعي لن يستبدلك،

لكنه سيُقصي المحامي الذي يكتفي بالمهام الروتينية.

الأعمال المتكررة تتراجع، بينما ترتفع قيمة

1. التحليل
2. الاستراتيجية
3. التفاوض
4. إدارة المخاطر

هذا لا يعني انكماش المهنة، بل إعادة هيكلتها.

ماذا يعني هذا لك—اليوم؟

اسأل نفسك بصدق هل تضيف قيمة فكرية، أم تكرّر ما تستطيع الخوارزميات إنجازه؟

عام 2025 لم يُقصِ أحدًا بعد، لكنه وضع الجميع أمام ساعة العدّ التنازلي.

كيف تعبر إلى 2026؟

Blueprint 2026 للمحامي

1- ثبّت قاعدة التحقق لا تستخدم أي مخرجات ذكاء اصطناعي دون مراجعة المصدر، والنص، والسوابق بنفسك.

2- حوّل مهاراتك من “تنفيذ” إلى “قرار” ركّز على الاستراتيجية، والتفاوض، وإدارة المخاطر.

3- ابنِ تخصصًا تقاطعيً (ملكية فكرية + تقنية) أو (تحكيم + اقتصاد) أو (شركات + امتثال رقمي).

4- اعتمد أدواتك بدل أن تخافها اجعل الذكاء الاصطناعي مساعدًا للبحث والصياغة الأولية، لا حكمًا نهائيًا.

5- استثمر في التدريب المنتظم ساعة أسبوعيًا ثابتة أفضل من دورة كل سنة؛ المهم الاستمرارية..

ما كشفه 2025 بسيط ومزعج في آن واحد:

الذكاء الاصطناعي لم يُضعف العدالة، لكنه كشف هشاشتها حين تُدار بلا وعي.

والمحاماة لا تواجه خطر الزوال، بل اختبار النضج.

الذكاء الاصطناعي لن يستبدلك…

لكنّه سيكشف إن كنتَ محامي تفكير أم محامي إجراءات.

والسوق—للأسف—يعرف الفرق.

كل عام والمحاماة والعدالة بخير…





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :