facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سيادة اللغة العربية وكتاب دولة رئيس الوزراء


أ.د. عدنان المساعدة
07-10-2015 07:01 PM

كتاب دولة رئيس الوزراء رقم م ج 3/38350 بتاريخ 2/9/2015 المتضمن طلب الإلتزام بالعمل على سيادة اللغة العربية وتعزيز دورها في المجالات الإقتصادية والإجتماعية وفي الأنشطة العلمية والثقافية، والموجه إلى مؤسسات الدولة وبشكل خاص الوزارات والجامعات قرار يجب أن يتابع بجدية في هذه المؤسسات، لا أن يكتفي مدراء هذه المؤسسات بشروحات كلمة "يعمم" أو "يحفظ" دون أي إجراء عملي بهذا الخصوص. والأهم من ذلك، إحتراما لمؤسساتنا أن تكون لغة الخطاب في المراسلات خالية من اللغة الركيكة والأخطاء الإملائية الفادحة وعدم المعرفة بقواعد اللغة أو الإلتزام بها، وكذلك خلال إفتتاح اللقاءات والورش التي تتم هنا وهناك. ومن المؤسف حقا، أن تجد أخطاء يندى لها الجبين من قبل البعض من حملة الشهادات الجامعية والشهادات العليا من خلال المخاطبات الرسمية التي توثق او تؤرشف في مؤسساتنا التعليمية وغيرها وقد سبق لي أن أشرت في مقال سابق بعنوان "لغتنا هويتنا". وكان الله في عون معالي وزير التربية والتعليم الذي وضع أصبعه على الجرح النازف بجرأة وحرص المسؤول على تشخيص الداء حيث أشار الى وجود ما يقارب 100000 طالب وطالبة على مقاعد الدرس في مدارسنا لا يجيدون القراءة والكتابة، والجرح الأكثر إيلاما يا معالي الوزير أيضا ان نجد في مدارسنا وجامعاتنا ممن لا يجيدون الكتابة الصحيحة في اللغة العربية وأنت الاستاذ الجامعي ربما واجهك مثل ذلك من خلال تدريسك الجامعي، والأمر الذي ينفطر له القلب ألما هو الأكثر بشاعة وإساءة إلى لغتنا أن نجد عددا من حملة الشهادات في مختلف التخصصات يخطئون جهارا نهارا في حق لغتنا التي وسعت كتاب الله لفظا وغاية حيث يستحي طالب ابتدائية نبيه أن يخطيء فيها. إن تراجع الإهتمام في لغتنا أصبح ممارسة غير محمودة حتى من طلبة الجامعات وحملة الشهادات العليا... لماذا نهتم باللغات الأخرى على حساب لغتنا وأرجو أن لا يفهم من ذلك عدم الدعوة إلى تعلم اللغات الأخرى وإتقانها ولكن الشيء المؤسف حقا هو عدم إجادة لغتنا الأم وخصوصا في مجال الكتابة والخطاب بشكل عام. وهذا الأمر ليس وليد اللحظة وانما نتيجة تراكمات خاطئة منذ سني الدراسة الاولى.
الجامعات الاجنبية وجامعاتنا العربية والأردنية تشترط على الطلبة الذين يلتحقون في برامج الدراسات العليا على إجتياز امتحان التوفل ( TOEFL) أو ما يعادله وهذا أمر جيد ليتمكن الطالب من الإطلاع على المراجع الأجنبية في مجال تخصصه، ومن حقي وحق الكثيرين أن يتسألوا هنا، لماذا لا يكون إمتحان توفل باللغة العربية -إن جاز التعبير- ليمتلك الطلبة والعاملون في جامعاتنا ومؤسساتنا ناصية لغتنا الجميلة التي ندعو لها السيادة والإحترام من خلال الندوات العلمية والمؤتمرات والمرافعات وكل ما من شأنه يعكس إحترامنا لذواتنا؟ǃ لأن الكثيرين يرون أنه من العيب أن تبقى الأخطاء اللغوية تمارس في مؤسساتنا، ثم لماذا لا يكون هناك متخصصون في اللغة لصياغة الكتب والمراسلات تلافيا لهذه الأخطاء وحفظا لماء وجه الذين يمارسون هذه الأخطاء عن غير معرفة تامة باللغة ودونما إلتزام بإحترام قدسية الكلمة واللغة، وهم يقفون موقف المتفرج بل ويساهمون في صنع الوهن الذي أصاب اللغة، هذا واقع علينا أن نعترف به ومسؤوليتنا جميعا وخصوصا وزارة التربية والتعليم والجامعات واللجنة الملكية المناط بها مراجعة وتصحيح مسار التعليم العام والتعليم الجامعي التي يرأسها وزير تعليم عالي ووزير تربية وتعليم ورئيس جامعة سابق، ومتابعة أيضا من مجمع اللغة العربية أن تولي هذا الأمر كل إهتمام ومتابعة وأن تقوم برصد مجلدات الأخطاء التي تمتهن لغتنا التي تشكل الوعاء الثقافي والفكري والتعليمي، والواجب يقضي أن نحترم لغتنا وثقافتنا ونعتبرها من الأولويات في لغة الخطاب وبالطريقة السليمة والصحيحة التي تدخل ضمن إحترام الذات والهوية، كما أن العودة إلى لغتنا والإهتمام بها أصبح ضرورة، وهذه دعوة إلى مدارسنا وجامعاتنا لتعيد للغتنا ألقها وكبرياءها التي تستحق.
وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر، أن حرب السنوات السبع التي وقعت بين فرنسا وبريطانيا التي هزمت فيها فرنسا حيث عزت أسباب الهزيمة إلى أسباب ثقافية وتعليمية وإلى تراجع الإهتمام باللغة الفرنسية، فكان منها أن غيّرت المناهج وعملت على تنقية لغتها من كل العيوب والشوائب، وأن يقوم في تدريس اللغة الفرنسية القادرون والمؤهلون لذلك، وبعدها نهضت فرنسا وأصبحت من الدول المتقدمة وأصبحت اللغة الفرنسية على قائمة أولوياتها التي تعتز بها وإعتبرتها هويتها الأصيلة في كل مجال.

وبعد، قصدت هنا من هذا المقال، أن يؤخذ كتاب دولة رئيس الوزراء بالجدية والمتابعة، لا أن نكتفي بكلمة يعمم أو يحفظ أو تم الإطلاع حيث نجد من يكتب كلمة يحفظ ب "يحفض" ونجد من يكتب عبارة "يعمل بذلك حسب الانضمة" بدلا من ان يكتب " حسب الأنظمة" ونجد من يكتب كلمة "أيضا " ب "أيضن" ونجد من يكتب كلمة "إضافة" ب "اظافتا"، هذا ناهيك عن عدم الإلتزام بأبسط قواعد اللغة مثل (على العاملون القيام بواجباتهم بدلا من على العاملين، ومثل "أرحب بالعالمان الفاضلان" بدلا من "أرحب بالعالمين الفاضلين" ناسيا أو متناسيا أن حرف الجر يجر سلسلة جبال الهملايا، أليس في ذلك إهانة للغتنا من قبل من يعتقد نفسه أنه عبقري الزمان والمكان، ولنتقي الله في لغتنا، ولنحترم ذواتنا بإحترامنا لهويتنا، وكان الله في عون معالي وزير التربية والتعليم الذي يسعى لإعادة التعليم إلى المسار الصحيح وترميم ما يمكن إصلاحه، ولكن ذلك ليس بمقدوره وحده ما لم تتعاضد الجهود كافة بصدق وضمير مؤسسي مسؤول ومتابعة وإنتماء لهويتنا التي تتمثل في لغتنا ترسيخا وفهما لمكنوناتها، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

* كاتب وأستاذ جامعي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :