facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




علماؤنا والدور المطلوب


حسين الرواشدة
02-12-2011 02:50 AM

تتلمس امتنا - اليوم - طريق النهضة، وتحاول ان تعاود اقلاعها من جديد نحو مشروعها الحضاري الانساني ، وتبحث في مقاومتها ضد اعدائها عن مخرج للمحنة التي عاشتها من قرون ، وهي في كل ذلك - تثبت انها ما تزال حية ، وان عافيتها موجودة في قلوب شبابها وعلمائها الذين يجددون فيها ارادة الصمود والانبعاث.

ونهضة الامة بحاجة الى مقومات ودوافع والى ارادة وامكانيات ، والى وحدة تجبّ فواصل القطيعة والاحتراب ، والى روح وثّابة لا تخضع ولا تقنط ، والى مراجعة شاملة لمسيرة التخلف التي اربكت خطواتها ، ولعوامل الهزيمة التي تغلغلت في النفوس ، وهذه كلها منوطة قدرة العلماء على صياغة المنهج وتقديم النموذج وتخويل التدين الذي بدأ يجتاح مجتمعاتنا الى روح فاعلة ، تنهل طاقتها من الدين الحقيقي ، وتتساوى مع مقاصده ، وترتقي الى درجات سموه ، على ضوء فهم راشد ، وعمل منتظم وحركة دائبة تراعي بين المراد الالهي وبين حاجات الناس وواقعهم ، وبين الجهد البشري المطلوب والسنن الالهية القائمة.

وللعلماء - هنا - اكبر الدور في ذلك ، فهم ورثة الانبياء ، وملح الارض في الارض، اذا استقاموا استقامت احوال الناس ، واذا انحرفوا اهلكوا الامة ، وحملوها ما لم تحتمل، وهذا الدور منوط بالعلماء الربانيين الذين اخلصوا لله دعواتهم ، وانتدبوا انفسهم لحماية دينه والاهتمام بقضايا امتهم ، وليس كل من ادعى العلم عالم ولا كل من جلس في مقاعد العلم حسب منهم ، وانما ثمة شروط للعلماء لا بد ان تتحقق فيهم ، وثمة مواقف لا بد ان تتوفر لهم ، وما احوجنا اليوم الى قراءة نماذج اولئك السلف الذين حملوا الفقه ولواء الجهاد معا ، او كانت مواقفهم تزعزع اركان السلاطين ، او آخرين ضحوا بأنفسهم لأجل كلمة حق ، او تحملوا السجن والغربة لكي لا يقعوا في مصيدة الفتنة ، او لكي لا يكتب التاريخ انهم باعوا دينهم وامتهم بثمن بخس.. منافع او مناصب او غيرها.

وعلماؤنا - اليوم - ليسوا سواء ، فمنهم من آمن بربه وامته وجاهد من اجلها، ووقف كالطود امام الاغراءات والترهيبات، ولم يقطع علاقاته من جمهوره ولا تكسب باسمهم في المنابر والمحافل ، ومنهم من انحاز لمصلحته العابرة ، وانشغل بهمومه واتخذ من الدين معبرا نحو الشهرة وجمع المريدين والمعجبين ، ومع ذلك فان تيار العلماء الواقفين على صراط الله ، والعاملين لنصرة دينه ، والمدافعين عن قضايا امتهم ، ما زال هو التيار الغالب الذي يحظى بحب الشارع وتأييده ، ويؤثر فيهم ، واحسب ان هؤلاء العلماء استطاعوا ان يبدأوا العمل ، وان يدعوا الامة الى طريق نهضتها ويعيدوا اليها الامل بالمستقبل والثقة بنصر الله تعالى لعباده المؤمنين.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :