تجربة ابن عدوان الدرامية التي تقدم عبر الفضائيات العربية ، شابها بعض النواقص الفنية التي أثارت النقاد الدراما، نواقص ابن عدوان الدرامية التقطها المشاهد منذ الحلقة الاولى حيث برزت شخصية الشاعر ابن عدوان بمعزل عن السياق التاريخي و الاجتماعي والاقتصادي لها ، هذا الانعزال الذي بنيت الشخصية فنيا به ساهم في خلق قطيعة بين المشاهد و النص الاولى ( للراوية التاريخية والشعبية ) للشاعر البدوي ابن عدوان الذي لازالت اشعاره توظف في سياقيات سياسية و اجتماعية عديدة من قبل العامة و المثقفين على سبيل التقاطع مع تجربة اردنية ابداعية ظهرت في فترة سياسية واجتماعية ضمن بنى مختلفة تحكمت في انتاج القصيدة البدوية التي تغنى بها ابن عدوان بالمراة والحرية والعدالة و الوطن و الطبيعة والزمان . ما قدم عبر الشاشة الصغيرة أفرغ التجربة التاريخية لابن عدوان من حواضنها الانسانية و عرضها فنيا للمشاهد مفرغة من وحدة التاريخ التي يعتبرها النقاد بنية استراتجية في الاعمال الفنية التي تبحث بعرضها عن النجاح التاريخي واستمراية العرض باوقات مختلفة .
تجربة فنية لو مؤسسة الانتاج أشتغلت عليها بالوثيقة و النص التاريخي و عالجت الشخصية وفقا لمعطيات السابقة فانها تكن فعلا أسست لاول عمل تاريخي أردني يوثق فنيا لشخصية شعبية وتاريخية متميزة .
اللجؤء للتاريخ والرواية ( الذاكرة الشعبية ) استراتجية فنية يلجأ اليها كبار مخرجو الاعمال الفنية الدرامية ، كون الذاكرة الشعبية تشكل مسرحا ومرتعا خصبا للتقاطع مع الابعاد النفسية والاجتماعية للذاكرة الجماعية ، فابن عدوان ضمن سياق اجتماعي ليس ببعيد بفكره قبيل قرن ونصف عن ما يجري حولنا وكذلك وعيه السياسي الذي تشكل منسجما مع البيئة المحلية التي كان يعيش بها ، لذا فان المشاهد كان أحوج فنيا الى عمل يقارب عوالم الحاضر السياسية والاجتماعية والفكرية ويقترب منها بمسافة فنية .
العمل الفني يحتاج الى مراجعة نقدية واسعة تعيد بنائه من جديد ليكون مادة فنية ترتقي من حاجات المشاهد الاردني والعربي فنيا ودراميا .