إن من مفارقات القدر ان يقبع في سجن الجويده كل من النائب السابق الدكتور احمد العويدي العبادي ، والفريق المتقاعد محمد الذهبي مدير دائرة المخابرات ، وبالرغم ان الذهبي قد ساهم مباشرة في تشويه صورة العويدي عند متخذي القرار الاردني ، والذي ادى بدوره الى سجنه لسنتين دون اي وجه حق ، ولنرى مقدار التاثير المادي والمعنوي الذي لحق بالعويدي وعائلته من تعذيب نفسي ومعنوي لقضية كانت غريبة وعجيبه في حينها ، ومع هذا فان العويدي كان جباراً اثناء لقاءي له بالسجن عدة مرات وتحمل بكل شجاعة فترة الظلم التي وقعت عليه بدون اي ذنب .

إن المتابع لحياة وقصة العويدي يرى مقدار الظلم والاقصاء المتعمد الذي تعرض له سواء على مستوى القبيله او بعض مسؤولي اجهزة الدولة دون اي وجه حق فمن منا لا يتذكر ماذا جرى من قصة تشويه له من قبل سميح البطيخي وتحويله الى محكمة الجنايات وانا شاهد على فحوى هذه القضية وكيف تم بناء سيناريو معين لمعاقبته الا ان قضاءنا الشريف لم يرضى بحينها الا ان يحكم بالعدل بها .

ولذا فان العويدي لم يكن يوماً الا جندياً مخلصاً لوطنه ولشعبه ومليكه ، وما قدمه من سلسلة كتاباته ومواقفه النضالية المشرفة باعتباره كاتبا وباحثا ، والتي تمثل ضمير الشارع الاردني،حيث شرع بمحاربة الفساد،والوقوف في وجه الفاسدين،والانحياز الخالص الى صفوف الفقراء والمسحوقين،وكثيرا مادق ناقوس الخطرعندما حذر من المؤامرات الخطيرةالتى يقودها نفر من الليبراليين الجدد الذين تنادوا الى اطلاق شعارهم المشؤوم(بيع الأوطان من الإيمان)، فأجهزوا على اصول الدولة ومقدراتها،ومرافقها التي دشنها الاردنيون بجهدهم وعرقهم،فتصدى لهم بكل حزم ورجولة،وكشف خباياهم الخبيثة تجاه البلد،وحذر من انهم سيلحقون عمان بالكازينو ويعطفون عليها معان والعقبة.

وبالرغم انني لا اتفق معه مطلقاً بما جاء به موخراً وما صرح به الا انني استغرب بعض التصريحات وكتاب المقالات وبعض الاشخاص الذين حاولو ان يصطادو بالماء العكر لتحقيق مكاسب معينه من وراءها ، فانني اقول لهم ان عصر العطايا والهدايا قد ولى وادبر وان الاردن وترابه وقدسيته اكبر من كل الاصنام وازلامه.

والسؤال الذي يطرح هل سيتم محاكمة العويدي على ابداء رايه وترك فاسدين الاردن يعيثون فساداً وافساداً وهم حرقوا الارض ونهبوا قوت اولادنا ومستقبلهم ، ومن هنا فان طي ملف العويدي واحقاقا للحق ان يترك وشانه رحمة بعمره وصحته وحفاظاً على عائلته واسرته الكبيرة التي عانت الامرين بصلة القرابه بالعويدي، وما اظن الهاشميين الذين نحبهم يقدموا دوما صوراً في العدل والمساواه ان يرضوا بوقوع الظلم على ابناء شعبهم .

bsakarneh@yahoo.com