facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحزب الشيوعي الصيني فـي مؤتمره .. ماذا تبقى من النظرية؟


محمد خروب
16-10-2007 03:00 AM

كل خمس سنوات (عند انعقاد المؤتمر الدوري للحزب الشيوعي الصيني) يعاد طرح هذا السؤال، الذي لا يخلو من خبث وسوء نية، وأصحاب السؤال وهم يطرحونه على هذا النحو الاستنكاري (لا الاستفهامي) وكأنهم يريدون نعي الحزب الشيوعي الصيني ودفن جمهورية الصين الشعبية كأحد أهم (وآخر) القلاع الشيوعية المتبقية في هذا العالم المصاب بلعنة العولمة بما هي التعبير الأبرز عن انتصار الرأسمالية على الاشتراكية (أياً كانت تصنيفاتها وتطبيقاتها المنحرفة أو الخاطئة) بعد ان انتهت الحرب الباردة لصالح الإمبريالية، الذي أفقدها الانتصار صوابها فراحت تضرب شمالاً وجنوباً وتعسكر العلاقات الدولية، وتقسم العالم الى فسطاطين عالم أخيار وهم بالقطع هنا أقطاب المعسكر الرأسمالي وعالم الأشرار الذين يعيشون في الدول الفاشلة ويمارسون الارهاب والقمع والاستبداد والتمييز ضد المرأة وخصوصاً ضد مثليي الجنس ولا يقيمون وزناً للبيئة.. وجاء وصول المحافظين الجدد الى البيت الأبيض ليضع استخدام القوة في صدارة جدول الأعمال الاميركي وفق نظرية الضربات الاستباقية والحروب الوقائية..قد يكون السؤال حول ما تبقى من الشيوعية الصينية مشروعاً في ظل التحولات البنيوية العميقة التي تجري في تسارع مذهل، سواء على مستوى الاقتصاد أم في اتساع الفجوات بين الأثرياء الجدد والطبقات الاجتماعية المتواضعة مثل العمال والفلاحين وصغار الكسبة وخصوصاً ما يرصده المراقبون المحايدون من هجرة كثيفة الى المدن الكبرى، ما يهدد بحدوث ثورات اجتماعية جراء وجود العشوائيات واحياء الصفيح التي تعج بالفقراء وباعة كل شيء بدءاً بالمخدرات وباقي الممنوعات وليس انتهاء بالدعارة وتجارة الرقيق الأبيض وعمالة الأطفال التي استخلصتها.

سؤال مستقبل الشيوعية (او ما تبقى منها) في الصين طُرح بقوة منذ ان صعد نجم رجل الاصلاحات دينغ هيساو بينغ الذي شرع ابواب الصين على الاستثمارات الاجنبية وخفف من قبضة الحزب على الاقتصاد وضع نظرية الاقتصاد المختلط موضع التنفيذ ما عنى في جملة ما عنى تراجع دور الدولة/الحزب في احتكار وضع الخطط الاقتصادية الخماسية او السباعية او الثلاثية والاشراف على تطبيقها بكل ما يعتور هذا الاشراف المركزي، من بيروقراطية وفساد وتباطؤ في الانتاج وتمجيد لدور الحزب وقيادته على حساب تجويد الانتاج وتنويعه وقدرته على تلبية حاجات المجتمع الصيني المتزايدة، ناهيك عن قدرته على المنافسة وبخاصة بعد ان دخلت الصين في عضوية منظمة التجارة العالمية (دشط) وبعد ان غدت الدائن الأول للولايات المتحدة عبر شراء سندات الخزينة التي باتت كعب أخيل حقيقي بالنسبة لواشنطن قد يسهم أي تهديد صيني ببيع جزء منها، الى إشعال حرب اقتصادية بينهما ليس مغامرة القول انها قد تنتهي بمواجهات عسكرية.. ورأينا كيف كادت الأمور ان تصل الى حرب اقتصادية اثر رفض الصين تغيير صرف عملتها الوطنية (اليوان)..

ورثة دينغ هيساو بينغ لم يخرجوا على الخط الذي رسمته الشخصية النقيضة لماوتسي تونغ وعصابة الاربعة التي امسكت بالأمور في حياته وبعد رحيله، سواء في الأفكار السياسية والايديولوجية أم في النظرية الاقتصادية وبخاصة بعد المصير الذي انتهى اليه الاتحاد السوفياتي، والذي لم يأخذ طابعا كالذي اتخذه الخلاف بين ماو وعصابة الأربعة من جهة ودينغ هيساو بينغ خصوصا ان الفرقعة الايديولوجية (إن صح وصفها بذلك) الذي قام بها نبي الفلاسنوست والبيريسترويكا المزيف ميخائيل غورباتشوف، إنما اخذت طابعا اعلاميا دعائيا واسترضائيا للغرب، فيما كان الاتحاد السوفياتي يخضع للفوضى والتفكك وفيما كانت دوائر التجسس الصهيونية والغربية تعمل بلا كلل لاطاحة هذا البنيان الضخم..

استفادت القيادة الصينية المنفتحة التي خلفت بينغ من دروس التجربة السوفياتية فأحكمت قبضتها على الأمور وكانت أحداث ميدان تيان آن مين في 6 حزيران 1989 أحد أبرز هذه العبر وخصوصاً ان غورباتشوف كان زار بكين قبلها بوقت قصير في الوقت الذي واصلت فيه اصلاحاتها الاقتصادية والادارية وانفتاحا اكثر على الاستثمارات الأجنبية ما ادى الى ارتفاع قوة ودور الطبقة الوسطى وظهور شرائح وفئات لم تعرف الغنى والترف إلا مؤخراً.

جدول المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي بدأ اعماله يوم امس قد لا يختلف كثيراً عن المؤتمر السادس عشر في نتائجه اللهم إلا لجهة تعزيز نفوذ زعيم الحزب (رئيس الجمهورية والقائد العام للجيش) هيوجنتاو وإحكام قبضته على الحزب وربما تقريب المجموعة الأكثر ولاء له أو الاكثر ثقة بها على عكس الدورة السابقة، عندما كان ما يزال ظل جيانغ زيمين الزعيم السابق يفرض نفسه على القيادة وخصوصاً العسكرية ( وهي أهم موقع في البلاد) رغم تخليه عن زعامة الحزب ورئاسة الجمهورية لجنتاو.

الملفات الخارجية وخصوصا قضية تايوان لا تغادر جدول اعمال أي مؤتمر للحزب الشيوعي منذ عقود طويلة، وهي التي يتوقع أن تحتل المرتبة الاولى رغم الملفات العديدة التي تقلق الصين مثل توفير المزيد من الطاقة (النفط والغاز) وفتح المزيد من الأسواق أمام منتجاتها التي تغزو العالم والمضي قدماً في الارتقاء بمهنية وجهوزية وتسليح وتحديث جيشها حيث تثير موازنتها العسكرية (40 مليار دولار) قلق الولايات المتحدة التي تزيد موازنتها العسكرية (أي واشنطن) على 460 مليار دولار .

000 اين من هنا؟ الحزب الشيوعي الصيني سيبقى مسيطراً على المشهد الصيني وستصمد بكين امام كل الضغوط المشككة بموقفها من ملف حقوق الانسان والتعددية وحرية التعبير وحجب مواقع الانترنت وستواصل نهج الارتقاء بنموها الاقتصادي وعدم السماح لتايوان تحت أي ظرف باتخاذ أي خطوات انفصالية كما وعد رئيسها الحالي الذي سيدعو الى استفتاء في العام المقبل، لاعلان استقلال الجزيرة إلا أن ذلك لا يعني ان بكين لن تتعرض لمزيد من الانتقادات لسجلها في حقوق الانسان وزج المعارضين في السجون وستكون استضافتها للالعاب الاولمبية في صيف 2008 هي المحك والدليل على امكانية صمودها أو خضوعها لابتزاز دول مثل الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي بمقاطعة هذه الالعاب ما يزيد من توتر الأوضاع الدولية التي لا تجد بكين نفسها في وضع سيئ فيها.



Kharroub@jpf.com.jo

محمد خرّوب





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :