facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بكر خازر يكتب عن الحدود الملتهبة


24-07-2012 03:42 PM

** الحدود الملتهبة : تاريخ مُتلوِّن وفصول من الشهد والدم ..

عمون - د. بكر خازر المجالي - قدر الأردن أن يعيش بين أكثر من نار، وان يتلون شكل أعدائه وتتعدد مصادرهم واتجاهاتهم وأهدافهم ..

قدر الأردن أن يصمد بصمت وإرادة ،وكأنه تأسس لتلقي صدمات الأمة وأُريد من أن يكون مستشفى دائم فيه الرحمة لمن يهربون والملجأ الجاهز دائما لمن ضاقت به أرضه ووطنه ، وضاق هو بقيادته ونظامه ..

حدود الأردن جميعها هي حدود غير عادية ، مسيجة بالنار والدم ، من الغرب إلى الشمال فالي الشرق ، أصبح فيها منافذ وأبواب رحمة واستغاثة ولجوء يتفق منها من يهربون من وطنهم من اجل وطنهم ،

واعتاد الأردن منذ تاريخه على أن يكون المضياف برغبة أو بغير رغبة ، فالضيوف هم لاجئون هربا من قيادات غابت عنها الإنسانية والضمير أو ضحية لمخططات تستهدف الإنسان العربي وأرضه وهويته ، ولكن كان للأردن مع حدوده تاريخ من نوع خاص ،

فمنذ مفاوضات التأسيس مع السر هربرت صموئيل والسر ونستون تشرشل وزير المستعمرات التي جرت في القدس في 28 آذار 1921 ، ومنذ أن وضعت شروط تأسيس الأردن التسع وأبرزها الحفاظ على امن الحدود الغربية مع فلسطين والشمالية مع سوريا ، منذ ذلك الحين والأردن يدرك أن مهمته صعبة بين الالتزام ومراعاة شروط الاستعمار وبين التزامه القومي والعربي ، وأن عليه أن يعوم وسط تيار شديد تتجاذبه قوى مختلفة،

رغم كل هذه القيود والشروط فلم يتوقف الأردن عن مد يد العون لكل حركات النضال الفلسطيني واستقبال الثوار وتوفير الأمن لهم عبر حدوده الغربية ، وترك الأردن كل منظمات المجتمع المدني والأهلين لان يفعلوا كل ذلك بغطاء رسمي وغيره، وحين نفذ أحرار سوريا ومعهم أردنيون هجومهم في جنوب سوريا على موكب الجنرال غورو - قائد جيش الاستعمار الفرنسي - لجأ المهاجمون إلى الأردن وطالبت فرنسا رسميا بتسليمهم بواسطة بريطانيا ، وكان رفض الأمير عبدالله بتسليمهم بحجة انه لا توجد اتفاقية بهذا الشأن مع سوريا أو فرنسا وكذلك رفض تسليم المجاهد إبراهيم هنانو الذي لجأ إلى الأردن هربا من الاعتقال والإعدام، ولذا كانت منطقة شمال الأردن الحدودية السند لعمليات الثوار، وتعرضت مناطق عديدة للقصف الفرنسي خاصة منطقة أم الجمال انتقاما وردا على الموقف الأردني.

وحين نجح انقلاب ( فيتشي) في فرنسا عام 1941 الموالي لدول المحور ولحقت سوريا به ، اجتازت القوات الأردنية الحدود السورية وتقدمت إلى أن وصلت إلى حمص ،وأدت مهمتها وقاتل الأردنيون على طول طريق التقدم من درعا وحتى حمص حينها إلى أن سقطت حكومة فيتشي .

وقبل أيام من حرب 1967م أرسل السوريون هدية للأردنيين في إطار التضامن العربي والجهود المشتركة لدرء الخطر الصهيوني ، وكانت هديتهم سيارة مفخخة انفجرت في حدود الرمثا ذهب ضحيتها ثمانية من الشرطة الأردنية وعددا من المواطنين الأبرياء ،

وبعد أيام تكون حرب 67 ، وننسى دم الغدر ، وبموجب خطة القتال من المفترض أن يتقدم لواء سوري إلى منطقة الشمال ويتقدم حتى السلط ليتيح للأردن سحب قواته لتعزيز القتال على الجبهة في القدس ، لكن استمر ضابط التنسيق السوري عائدا رائحا وهو يستشير ويسأل،وعشنا السفسطائية بكل معناها وانتهى كل شيء ونحن ننتظر أن نرى هذا اللواء السوري الذي تقدم بشكل محدود في الوقت الذي ضيعه هو وقيادته.

والتهبت الحدود الأردنية من جديد عام 1970 فدخلت الدبابات والمدفعية السورية تحت مسمى قوات جيش التحرير الفلسطيني واحتلت شمال الأردن إلى القرب من رأس منيف في المناطق الخلاء ، ولم يكن أمام الجيش العربي الأردني إلا أن يتقدم بكل قوة لطرد الغزاة بزمن قياسي ،

لم تمض إلا ثلاث سنوات حتى نسينا الغدر مرة أخرى و اجتازت هذه المرة القوات الأردنية الحدود السورية عام 1973 ولكن هذه المرة لنصرة الأشقاء العرب والقتال ضد العدو الواحد ، وقدم الأردنيون على ارض الجولان 23 شهيدا .

لم ينته الأمر عند هذا الحد ،ففي عام 1980 وصل التأزم منتهاه مع الشقيقة سوريا ، وشهدت الحدود الشمالية من جديد اكبر حشد لقوات عربية سورية في التاريخ ضد الأردن ، وانتشر الجيش السوري ينتظر الأمر باقتحام الأراضي الأردنية في الوقت الذي كانت قمة عمان تلتئم برئاسة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه ،وأرادت سوريا إفشال هذه القمة لأنها تساند العراق في حربه مع إيران ، واتهمت سوريا الأردن بأنه يدرب الإخوان المسلمين السوريين ويدعمهم داخل سوريا ودارت مفاوضات عن طريق أطراف أخرى مع سوريا لإقناعها بان لا تقدم على أي عمل شرير ، وحشد الأردن قواته ، واستدعى قوات الاحتياط ، وتحول الأردن إلى ثكنة عسكرية لمواجهة خطر من لا يعرف المبادئ ولا معاني العروبة والأخوة ، وكان من لطف الله وجهود العرب خاصة الشقيقة المملكة العربية السعودية بأن تعود القوات السورية إلى مرابضها وتعيد ترتيب فوهات مدافعها باتجاه غير الغرب.

و اليوم نشاهد صورة شرسة ، و لوحة تنزف الدم ، ونرى الجنرال غورو يتجول في بعض الأنحاء وكأننا نستحضر مأساة يوغسلافيا السابقة في مطلع التسعينات حين القتل فيها كان بالمجان ، ومن هواة الذبح والتصفية على أساس العرق والهوية ، ونرى في الوقت نفسه عجزا دوليا غير مسبوق في اتخاذ القرار المناسب ، ولا نشعر بأدنى اهتمام للنزف العربي اليومي بل الاهتمام موجه إلى المصالح الدولية التي لا يهمها مقدار النزف العربي بقدر الحصول على المكاسب ،

وتلتهب الحدود الأردنية من جديد ، وتتكرر مأساة النزوح من فلسطين عام 1948 ، والنزوح من العراق على مراحل ، واليوم مع أهلنا في سوريا ولكن بمعادلة صعبة قوامها أننا أمام نظام يريد خلط الأوراق وتعقيد الموقف وإقحام الآخرين معه وهو يقترب من كل هذا كلما زاد الخناق عليه وتأزم الموقف عنده ، لأن الشعار القادم له هو ( عليَّ وعلى أعدائي ) .

الموقف صعب والمهمة إنسانية ، والقادم خطير ، ونسأل أنفسنا كأردنيين ما هي مهمتنا في هذا الوضع الراهن ، هل ننهش في قدراتنا هنا وهناك ونحوِّل بعض الجهود لترهاتنا وإسفافنا غير المسؤول، هل نتجه إلى تعزيز الجبهة الداخلية وتقوية أمننا الوطني الذي يبدأ بالمهمة الشخصية الأولى الملقاة على عاتق كل أردني ، ونتيح الفرصة لجيشنا ولأمننا للتفرغ للقادم الغريب ؟

أين نحن حتى الآن من إدراك حجم الخطر المحيط قبل أن نسهم نحن بأيدينا بالإسهام بنسج خيوطه ولف حبله حول أعناقنا ؟؟؟

اعتقد أن مهمتنا الوطنية الآن هي حرجة وتستدعي أن نكون في مستوى الأردن وأمنه ومصالحه العليا ، ولا ادري كيف يمكننا أن نستفيد ونعلم من مسار التاريخ القريب وتعزيز حالة الوعي والتخلي عن التردد والرعب الداخلي والخوف ، ومن يحاول أن يثنينا هنا وهناك عن طريق المصلحة الوطنية الأردنية فانه لا يختلف أبدا عن الجنرال غورو القديم والجديد .





  • 1 محمد الزعبي 24-07-2012 | 04:28 PM

    كلام في وقته ومحله ومعلومات لاول مرة نسمع بها الا موضوع تفجير الرمثا لان هناك قرابة لنا كل ما نسأل عنه يقولون راح في انفجار حدود الرمثا ، ولكن هل من يعتبر .. وارى ان دور الجيش غائب ومهمته الان ان يبادر الى حملة توعية عن الاحداث ، لانه لا توجد جهة مؤهلة لان تقوم باي نشاط للتوعية غير الجيش ، هل تتوقعون من وزارة الثقافة ان تقوم بذلك لاسف ؟؟؟؟؟؟؟

  • 2 بحب وطني وأمتي 24-07-2012 | 05:18 PM

    هذا السرد في هذا الوقت تريد أن توغر صدور الاردنيين على السوريين لنقف في خندق كلينتون وأردوغان وليبرمان ضد أنفسنا كل ماذكرت كان لكل حدث ظروفه. وأخطاء لاتعالج بهذه الطريقة. أخطاء تستغل لـاجيج الموقف أكثر مما هو عليه . رب يحمي بلاد الشام ويحرسها

  • 3 زياد المناصرة 24-07-2012 | 05:21 PM

    الحدود ملتهبة والداخل ملتهب يا اخوان طبعا من قبل ناس لا يتقون الله وبهم يضيعوا البلد
    لا اعرف احنا وين رايحين واذا ما شمرنا عن سواعدنا وتصدينا للخطر الخارجي سنندم واكيد سيخسر اؤلئك الذين يريدون بنا شرا
    حدودنا بفضل جيشنا ستبقى امنة وليخسأ الخاسئون

  • 4 بليلا 24-07-2012 | 05:43 PM

    المقال ملتهب والجو ملتهب والاسعار ملتهبة والناس مش مصلية عالنبي الله يسترها من اخرتها

  • 5 انيس 24-07-2012 | 05:48 PM

    واضح اننا نجتاز الحدود السورية من اجل الخير ونصرة الاشقاء والقتال معهم وهم يجتازون حدودنا من اجل الشر والخراب والدمار
    هذا ما استنتجته من المقال مع التحفظ على بعض العبارات

  • 6 عاشقة الأردن 24-07-2012 | 06:44 PM

    شكراً على هذه المقالة التي تتناول جوانب تاريخية وسياسية مفصلية في مسيرة الأردن مع دول الأخوة والجوار التي تدعي هذه الدول القومية العربية وللأسف لم تقدم لعروبتها وقوميتها على مر التاريخ الآ الغدر والتأمر حتى على شعبها ،حمى الله الأردن واعز جيشه وشعبه وقيادته وسيبقى الأردن يا دكتور بالرغم من غصاته التاريخية كما ذكرت مصدر الرحمة والملجأ الأمن لكل من يلجأ اليه ،ونحن الأحوج الآن للوعي والتماسك الداخلي أمام الخطر القادم -لا قدر الله - .

  • 7 ميشيل 24-07-2012 | 07:09 PM

    رائع يا دكتور هذه الحقيقه وهذا هو التاريخ سلمت

  • 8 اردني .. 24-07-2012 | 07:12 PM

    نعتذر

  • 9 المجالي الحر الاول 24-07-2012 | 07:39 PM

    نعتذر

  • 10 محمد الكفاوين ابو رائد 24-07-2012 | 10:08 PM

    دائما مبدع صادق مع نفسك ومع اهلك جريء في قول الحق وتنحاز للحق دائما سلمت يمناك ومتعك الله بالصحة والعافية آميييييييييييييييييين

  • 11 سعود 25-07-2012 | 02:00 AM

    نعم نحن بحاجة لمثل هذا المقال وقصد الدكتور فيه واضح ليس العداء لشعب سوريا بل لقيادتها التي جرت الويلات على شعبها ولم تحفظ حق العروبة والجوار ، وبالنسبة لقصف أم الجمال من قبل الفرنسيين ردا على موقف الاردن البطولي إلى الآن آثار التدمير واضحة فيها كونها منطقة أثرية وقبل عامين تقريبا تم العثور على قنبلة قديمة فيها لم تنفجر بعد . شكرا كثيرا دكتور واتمنى أن نكون أكبر من أن ننشغل بأنفسنا عن خطر عدونا (الشيعة خاصة واليهود من ناحية اخرى ).

  • 12 hotel and passport 25-07-2012 | 02:42 AM

    نعتذر

  • 13 معلق قطاع عام 25-07-2012 | 03:22 AM

    دكتور انتا مبدع
    إنتا ما فيش منك
    إنتا فلته

  • 14 محمد فؤاد الدويك 25-07-2012 | 03:53 AM

    لعلنا فتحنا بابنا للجميع من اخواننا العرب لعلنا تقاسمنا معهم لقمة لعيش لعلنا نمنا على العتبات وفتحنا لهم صدور بيوتنا لعلنا شبهنا بالانصار (انصر المدنينه المنوره )لعل كل هذا حصل منا ولكن السبب واحدهو ان الشعب الاردني هو شعب النشامى وهذه صفات النشمي ان موقف الاردن من سوريا الان هو (دم المسلم على المسلم حرام )ولكن ولست في موضع افتاء اعتقد بان المسلم يجب ان يرد على عدوان اخيه ولو بالدفاع عن النفس وعليه يجب على قواتنا السلحه ان تقوم بواجبه الاعلامي الن على صعيد الجبهة الداخليه وليعلم الجميع ممن تسول نفسه بالاعتداء على وطننا الحبيب ان رد النشامى قاس جدا ..........شكرا لك يا دكتور على هذا الكلام الرائع وبوركة جهودك

  • 15 Winston Churchill 25-07-2012 | 05:25 AM

    you did not mention the important things

  • 16 who paid you 25-07-2012 | 06:14 AM

    نعتذر

  • 17 مطلع 25-07-2012 | 12:44 PM

    لا خطر علينا مما يجري في سوريا الخوف فقط من جنون النظام السوري ويلحق شعبه في حدودنا وبقصفه .، ولا مصلحة لسوريا لفتح جبهة مع الاردن وال ستكون هذه النهاية القريبة والحتمية للنظام الارهابي في سوريا

  • 18 ابو دحام 25-07-2012 | 12:49 PM

    حقا يا دكتور المقالة افضل ما قرات هذا الاسبوع من مقالات وتحليلات وقد ابدعت في اطلاعنا على هذا المشهد التاريخي بشكل دقيق وواضح وقد اثريت معلوماتنا عن كل مادار ويدور من حول هذا الحمى العربي الاصيل وبالفعل اننا بمسيس الحاجة لمثل هذه المعلومات القيمة التي تعزز اطارنا المعرفي عن كل مايهم هذا الوطن الذي نعض عليه بالنواجذ وانا معك تماما بان دورنا الوطني ومهمتنا اصعب وادق من ذي قبل ونحن لها ان شاء الله والمجرب لايجرب وعلى فكره مايميز كتاباتك يا دكتور انك لاتكتب الا اذاكان هناك ضرورة للكتابة لذا نحن بالمقابل لانقراء الا لمن يستاهل القراءة لان سيلا من الكتابة كبير نواجهه يوميا اما الزبد فيذهب جفاء00000

  • 19 school books 25-07-2012 | 01:25 PM

    bla bla bla bla bla bla

  • 20 زياد يحيى الذنيبات 25-07-2012 | 02:29 PM

    دائما رائع .... وين وزارة الثقافه ....دائما نقول لا ينفع الان في الاردن للوزارات او الدوائر المهمه الا العسكريين ....الظرف يتطلب مصلحة الوطن قبل كل شئ ....رائع يادكتور

  • 21 SADEQ 25-07-2012 | 06:33 PM

    نعتذر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :