facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جهنم الحمراء


ماهر ابو طير
07-11-2007 02:00 AM

ما الذي يريد الرئيس الباكستاني تحقيقه في بلاده ، عبر التمسك بالسلطة الى هذه الدرجة ، وعبر فرض حالة الطوارئ ، واغراق البلاد في فوضى خلاقة ، وعبر الاصرار على البقاء في السلطة ، رغما عن انف الشعب الباكستاني.
من المؤسف ان يمتد خط النار الامريكي الى كل الدول العربية والاسلامية الكبرى ، ففلسطين تم احتلالها ، والعراق تمت سرقته عيانا جهارا ، وافغانستان تحت الاحتلال ، ولبنان قاب قوسين او ادنى من حرب اهلية ، وطهران تنتظر فجرا دمويا ، والباكستان كقوة نووية اسلامية ، دبت بها "الفوضى الخلاقة" وهي فوضى قد تؤدي الى تقسيم باكستان او اغراقها في حرب سياسية داخلية ، او حتى حرب قبلية او مذهبية ، وسيكتشف مشرف ان كل خدماته لواشنطن ضد الجماعات الاسلامية ذهبت هدرا ، فقد قبض الثمن مقدما ، وعلينا ان ننتظر سقوطا مريعا له ، خلال الفترة المقبلة.
بعض الحكام ، لعنة على شعوبهم ، فالحاكم الذي يجلب الحرب الى بلاده ، دون سبب ، ويجلب النار والفتن والازمات ، هو مجرم بكل المقاييس ، وهو لعنة على شعبه ، حين يعتقد انه باق الى ما لا نهاية ، برغم كل الدروس التاريخية التي اثبتت ان الظلمة لهم ذات النهاية ، وحين ننظر الى بلد مثل الباكستان ، نكتشف ببساطة ان واشنطن تريد فتح معركة داخلية فيه بكل الوسائل ، تبدت اشاراتها بعودة بوتو وقبلها نواز شريف قبل ان يعاد من المطار.
حكم العسكر ، يتهاوى دائما ، فالقمع والارتهان لارادة الاجنبي ، والقتل ، وتقديم الخدمات للاجنبي مقابل الرضى والبقاء في الحكم ، كلها ترسل الحاكم الى جهنم الحمراء ، على الارض ، وتجعله يسقط شر سقوط ، خصوصا ، اذا لم يدرك بعض الظلمة ان واشنطن تتعامل مع مشرف وغيره باعتباره مجرد عريف في مركز امن او مخفر ، ليس اكثر ، له مهماته التي يحصل مقابلها على كثير من المال والوجاهة في الداخل والخارج ، لكنه سرعان ما يتم طرده من الخدمة ، عند ضعفه او وجود بديل اقوى وسيرته غير مكشوفة بعد.
كل هذه الدروس تعلمنا درسا واحدا فقط ، في قمة البلاغة ، حين نختصر الاف القصص في عبرة واحدة ، فالحاكم عليه ان يكون للناس ومن بينهم ، وان لا يخونهم ولا يستقوي بالغريب عليهم ، ولو اتعظ هؤلاء من قبور واضرحة الاف الحكام عبر التاريخ ، لعرفوا انه لا يبقى لهم سوى الكبرياء والمجد ، وهما لا يتحققان الا بالاعمال النظيفة ، وبالانحياز لشعوبهم.
مهما صمد برويز مشرف في موقعه ، فانه راحل في نهاية المطاف ، والارجح ان هذا الوضع في باكستان سيؤدي الى انفجار عام ، يؤدي الى رحيله بطريقة غير متوقعة ، واذا كنا لا نأسف عليه ، في كل الاحوال ، فان كل ما نخشاه هو ان تلتحق باكستان بركب الكيانات المهمشة والضعيفة والمدمرة ، وهي امنية يتمناها اليهود والامريكيون والهنود.. تعددت مشاربهم ، وتوحدوا في عداوتهم ضدنا.
ويبقى قدر المسلمين في العالم ، ان يتعرضوا لكل هذه الحروب والفتن ، واذا كانت هناك اخطاء لا تعد ولا تحصى من جانبنا ، فان حجم العداوة اكبر بكثير من كل التوقعات ، فهم لا يريدون لنا ، الا ان نكون عبيدا في هيكل سليمان ، قيد الانشاء ، وفي احسن الحالات ، ان نكون عبيدا لاموالنا ، وللشهوات ، وان نضيع هذا الدين ، ونتحول الى جماهير لا تجيد سوى الاكل والنكاح ، مثل البهائم ، ونحول الرسالة العظيمة ، الى مجرد ذكريات تاريخية.
على مشرف ان لا يغضب اذا فصله الامريكيون من الخدمة ، فهو في النهاية مجرد موظف صغير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :