facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أجرة الحلاق


ماهر ابو طير
13-11-2007 02:00 AM

رحل ياسر عرفات ، شهيدا ، كما توقع هو قبل رحيله في حصاره الشهير ، لكن تبقى خلفه مئات الاسئلة ، التي ذهبت اجوبتها ، مع الراحل ، ولا نجد اجابة عنها حتى يومنا هذا.يجوع الفلسطينيون ، وثورتهم ، من اغنى الثورات في تاريخ العصر الحديث ، ولا احد يعرف حتى الان اين ذهبت مليارات الدولارات التي دفعتها عواصم عربية واسلامية ودولية ، دعما للشعب الفلسطيني. يجوع الفلسطينيون ، في غزة والضفة ، في الوقت الذي لا يعرف احد اين ذهبت الخصومات التي كانت بعض دول الخليج تخصمها من رواتب الفلسطينيين في المغتربات؟ ولا اين ذهب الدعم الرسمي العربي.

يجوع الفلسطينيون ايضا ، وفي ذات الوقت ، يمتلك بعض قادة حركة فتح ، ورموزها القديمة ، وتلك الرموز التي تكاثرت ، انشطاريا ، في عهد السلطة الوطنية ، كل تلك الشقق والفلل والقصور ، والمزارع والشركات ، والحسابات السرية والعلنية ، اذ كثير منهم جاء الى الثورة الفلسطينية ، وليس في جيبه ثمن اجرة الحلاق ، لكنه اليوم يتربع على الملايين ، ولا يخبرونا من اين جمعوها ، الا اذا كانت كانت تلك هبات سماوية للثوار.

بعض الثوار.. يمتلكون ايضا ناطحات سحاب في دول عربية ، والبعض الاخر لديه مزارع في امريكا الجنوبية ، وثالث لديه قصور محاطة بعشرات الدونمات المزروعة ، ورابع لديه اسهم بملايين الدولارات سجلها بأسماء وسطاء واقارب وواجهات ، والبعض الاخر علم ابناءه في اوروبا وامريكا ، وطلبة غزة بالمقابل لا يجدون ثمن كأس الشاي في جامعة الازهر في غزة او في جامعة النجاح في نابلس.

بعض مال الثورة الفلسطينية ، وضعه ياسر عرفات بيد رجال اعمال ، وشخصيات معروفة واخرى مغمورة ، من اجل تشغيل هذا المال ، غير ان عرفات رحل ، وبقي المال بيد كثرة طوتها الارض ، فمن يخبرنا عن اسماء هؤلاء ، واين هو المال الذي حصلوا عليه ذات يوم ، وماذا فعلوا به ، وهل ردوه الى اصحابه ، ومن يمتلك الذاكرة المالية للثورة الفلسطينية ، واين هي هذه الذاكرة ، ومن يحاسب هؤلاء؟

حين نرى التقارير التلفزيونية ، حول وضع الفلسطينيين في غزة والضفة يحار المرء ، في هكذا ثورة كانت طوال عمرها غنية ، ونجدها اليوم ، تعاني من الفقر ، ولا تدفع راتبا ، ولا مساعدة ، ولا يجد ابناء الشهداء او من تم هدم بيوتهم ، دينارا ولا.. دولارا ، وكأن المقصود هو في جعلها ثورة من نار ، تحرق من اقترب منها ، وتجعله يندم على اليوم الذي آمن فيه البعض بالثورة ، وكيف لا يندمون وهم يرون قيادات كثيرة اثرت على ظهورهم ، وتركتهم يتسولون رغيف اولادهم.

رحل عرفات ، شهيدا ، كما توقع ، وكما احب هو ، غير ان قيمة الشعوب ، دائما ، اهم من الرموز ، وقيمة الرمز ، تكون في الاساس من قيمة شعبه ، وليس العكس ، فالشعوب هي الباقية ، والرموز راحلة ، ويبقى فقط السؤال ، حول حقوق الشعوب ، في حياتها وكرامتها ومالها ، ولا تكفي العواطف لتقييم مرحلة عاصفة وخطيرة في تاريخ الشعب الفلسطيني.

اذا كنا نلوم دوما الاغنياء الفلسطينيين في العالم ولديهم ثروات بمئات المليارات ، على دورهم السلبي تجاه فلسطين ، فاننا نلوم قبلهم الثورة الفلسطينية ، التي جعلت شعبا ثريا لا يجد رغيف يومه ، بل ويفاوضون اليوم سرا ، على القدس وحقوق اللاجئين ، لتصفية القصية الفلسطينية ، باعتبارها شركة خاسرة يتوجب اعلان افلاسها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :