facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إغلاق العقل السياسي


د. فهد الفانك
23-11-2012 04:42 AM

الانقسامات السياسية وتعدد المواقف والآراء أمر طبيعي في مجتمع حي وبلد يتمتع بالحرية ، وهي ظاهرة صحية شريطة إلا يؤدي ذلك إلى التمترس وإتهام الطرف الآخر وتخوينه.

لنفرض أن شخصاً ما يأخذ كل معلوماته السياسـية من فضائية الجزيرة ، وأن زميلاً له يأخذ كل معلوماته من فضائية المنار ، فالنتيجة معروفة وهي أن كلاً منهما يعيش في عالم خاص به.

الأول يعتقد أن في سوريا ثورة شعبية من أجل الديمقراطية والحرية والكرامة ، وأن فيها نظاماً طائفياً قاسياً ومتسلطاً يقتل شعبه ويهدم الاحياء السكنية على رؤوس ساكنيها. والثاني يعتقد أن سـوريا محور المقاومة والممانعة ، وأنها ضحية مؤامرة دولية ، وأن عصابات إرهابية مسلحة تحاول تدمير سوريا وإنهاء دورها القومي لخدمة إسرائيل ، وهي مدعومة بالمال والسلاح والإعلام من أميركا وفرنسا وقطر وتركيا.

ليست هناك أرض مشتركة ينطلق منها الإثنان ، فكل منهما أغلق عقله باتجاه واحد ، وكل فريق يرى أن الفريق الآخر مصاب بالعمى فلا يرى الحقائق الناصعة.

من يقرأ الصحف اليومية يستطيع بسهولة أن يسمي فريقين من الكتـّاب كلاً منهما مصاب بالعمى ، فلا يرى الوجـه الآخر من الحقائق كما هي على الأرض ، بل يتشبث بصورة واحدة يعززها كل يوم بالإقبال على وسائل الإعلام التي تحمل وجهة نظره ، ومقاطعة الوسائل الأخرى التي تحمل وجهة نظر مختلفة أو تدّعي الحياد.

من حسن الحظ أن رؤساء التحرير ليسوا من العميان ، فهم يفسحون المجال للفريقين. وحتى تاريخه لم يكسب أحدهما المعركة ، لأن للأغلبية الشعبية رأياً آخر فهي ترى الأشياء كما هي ، وتجد أنها في الغالب صراع بين السيء والأسوأ.

هذا الاستقطاب الموجع يجمد الامور ، ويسبب قدراً من التأرجح والجمود ، فقوة أحد الجانبين التي تضغط باتجاه ما ، تعادلها قوة الجانب الآخر التي تضغط بالاتجاه المعاكس ، فتكون المحصلة صفراً.

في مجتمعنا حالات استقطاب عديدة وثنائيات متعددة تمثل الوضع الطبيعي في مجتمع ديناميكي: يمين ويسار ، محافظون وليبراليون ، أغنياء وفقراء ، قطاع عام وقطاع خاص ، موالون ومعارضون ، أردنيون وفلسطينيون ، مسلمون ومسيحيون ، إلى آخره,

وهي تمثل تفاعلاً صحياً يمكن أن يخدم المجتمع شريطة أن يظل في نطاق الاختلاف وليس الخلاف ، وأن لا تتحول الثنائيات إلى مواقف عقائدية جامدة ، تغلق فيها الأطراف عقولها ، فلا ترى أن لقطعة العملة وجهاً آخر.

الراي





  • 1 اللهم ارنا الحق وارزقنا اتباعه 23-11-2012 | 08:33 AM

    كلام حلو وموزون. تسلم ايدك

  • 2 hg 23-11-2012 | 10:53 AM

    اتباع واذناب ومصالح الافراد هي التي تحكم السيء والأسوأ

  • 3 عبدالله الحنيطي 24-11-2012 | 02:54 AM

    مقال رائع ولكن يا سيدي الحقيقة تكمن في التاريخ حتى تعرف الخطأمن الصحيح فكل سياسي ليس لدية الحد الأدنى من المعرفة التاريخية فهو يتمتع بقصر النظر في الحكم على ما يجري من حوادث ونوازل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :