facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




آذار بدون "ثلجات كبار"


جهاد المنسي
27-03-2013 05:19 AM

يودع شهر آذار أيامه، وهو الآن في الأمتار الأخيرة. وقد مر الشهر بلا ثلج، كاسرا موروثا شعبيا كبرنا عليه صغارا، وكانت تردده الجدات والأمهات، بأن "آذار أبو سبع ثلجات كبار".

مرت أيام آذار بدون ثلج، ولا حتى شتاء، باستثناء بعض حبات مطر سقطت هنا أو هناك، ولم تغن من جوع، ولم تساعد في نهوض الأرض وارتوائها. وهذه الحال لا تنطبق علينا وحدنا، وإنما تتسع وصولا إلى العراق وسورية ولبنان وفلسطين ومصر.

بدل الثلج والمطر، أحضر الشهر معه هذه المرة رياحا مغبرة، ساهمت في زيادة حساسية أولئك الذين يتخوفون من حساسية الربيع، وساهمت في نزلات برد للأطفال بسبب تلوث الجو بالأتربة، وعدم وجود شتاء حقيقي يغسل الجو ويُسعد عصافير الأغصان، ويساعد في تفتح أغصان الشجر، ويديم خضرة الأرض، ويروي عطش المزارع والزرع.

تغير آذار علينا، فلم يعد ذاك الشهر الذي كانت الجدات يتحدثن عنه للأطفال في أيام صبانا. وربما نحن تغيرنا عليه، عبر مشاركتنا في تلوث الأرض وجرف التربة، وتغير النفوس التي كانت أكثر واقعية وتشاركية وحبا للمطر والخير.

ولربما ساهمت سخونة الأحداث السياسية والاقتصادية في الأردن والمنطقة بشكل عام في انقلاب الشهر على نفسه، وجفاف الغيوم من حبات مطر مشبعة، فآثرت السماء مشاركة الناس سخونة أحداثهم.

وربما لمس آذار أن تغيرات جارفة تعصف بمنطقتنا، فآثر أن لا يكون الربيع كما تعودنا عليه سابقا؛ خفيفا جميلا تزهر فيه الأشجار وتغني فيه العصافير والحساسين. فهو قد يكون غاضبا بأن ما بات يعرف بـ"الربيع العربي" قد انقلب على نفسه، فلم يعد الربيع ربيعا أخضر، وتغيرت نفوس من شارك فيه بعد أن تلمسوا نعيم السلطة، فقلبوه خريفا قاسيا عاصفا تحول في بعض المطارح إلى أعاصير.

بطبيعة الحال لا يريد الربيع وآذار أن يقترنا بالدم والقتل كيفما اتفق، ولا أن يصبح ربيع آذار وسيلة لقتلة لا يرون في خضرته إلا وسيلة لتحقيق أغراضهم ثم ينقلبون عليه، ويزجرونه وربما يخاصمونه. ولذلك جف ماؤه، فلم يجد علينا هذا العام إلا بحبات مطر هي أقرب إلى دموع عين تبكي على حال وصلنا إليها، من فرقة وانقسام وتشرذم.
إذن، هي إشارة غضب آذارية بأن الربيع الذي كتبنا عنه حتى جف مداد أقلامنا، لم يكن ليعطي للقتلة رخصة للقتل، ولم يمنح المتسلقين على أكتافه مفاتيح الديمقراطية، يدخلون إليها من يريدون ويطردون منها ما يشاؤون. ولذلك، يريد آذارنا أن يبقى أخضر، بدون خريف تسقط فيه أوراق الشجر وتنكشف من خلاله العيوب.

أيعقل أننا فشلنا في استثمار ربيعنا، فوقعنا في المحظور، وحولنا خضرته إلى ألوان شتى، وقلبنا الأشهر فلم نعرف إن كنا في الربيع أو الخريف، وتهنا بين الفصول، وما اعتقدناه ربيعا كان خريفا، ولم يكن قد حان أوان الربيع بعد؟

يبدو أننا بالفعل تهنا، وأننا ما نزال بانتظار ربيعنا المنشود؛ ربيع أخضر لا يتلوث بالدم ولا ينقلب على أولاده، ولا يستغل الخضرة للوصول إلى حمامتنا "الحرية" ليقتلها، ويطفئ النور، ويأمرنا بالذهاب للنوم لأن الحكاية انتهت، ولا يوجد لها فصل جديد.

في كل الأحوال، سنبقى نبحث عن ربيعنا، عن آذارنا، عن ثلجات الشهر وحبات مطره، عن عصافير الشجر تغني للديمقراطية والحرية التي لا حد لها. سنبقى نبحث عن ديمقراطية وربيع لا يتوقف عند تحقيق أهداف جماعة واحدة وكفى، وإنما يبقى دائم الخضرة لتحقيق تطلعات وآمال كل الناس، كل البشر، سواء عندنا في الأردن، أو في مصر وتونس وليبيا وسورية والعراق وفلسطين واليمن ولبنان.

بدوري، سأبقى في انتظار آذاري الموعود، ربيعي المؤمل، وكلي يقين أنه قادم بثلجاته السبع، وحبات مطره الجميلة التي تحيي خضرة الأرض، وتستنهض الأغصان لتزهر.

jihad.mansi@alghad.jo
الغد





  • 1 مثلك 27-03-2013 | 08:19 AM

    آذار .......

  • 2 حل الدولتين قبل ان تسيل الدماء 27-03-2013 | 07:56 PM

    سبع موجات لاجئين

  • 3 كافيكوا 27-03-2013 | 09:43 PM

    شكلك ...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :