facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ميت .. وشاهد على الحياة؟!


د. وليد خالد ابو دلبوح
28-05-2013 08:26 PM

شاهد ميت ..."يبيع" صكوكا للحياة!

لم يقوى على كبح "جموح شهامته" ... وخيّل له انه من المخلدين ... فامتطى خيل مرؤته وانطلق بها مسرعا يسابق الأزمنا ... و"استل" قلمه ولوححّ به عاليا ... وهو يصيح... ابشري يا "حجه"... انا من نافس نوحا في الاعمارا ... هذا قلمي امامك...اذ يخط ... يقسم الأقدارا والأزمانا... فأنشأ يوقع شاهدا ... لزمان غير زمانه... ولجيل غير جيله ... الورقه تلو الاخرى بعزم وثغره واثق باسم... ويدعو للحجه بطول العمر ولو علم الغيب لأيام...لدعى لنفسه أولا.. ويعود ليقول "لها" ... هل من مزيد؟! فأتته الحجه من الأوراق ما عجزت عن ضمها رفوف المكتبات .... فوقع لها من اوراق شهادات على الحياة لسنين قادمة... فاق ما وقع عليه سماسرة الوطن على كنوزها في العقود السابقه...ويزيد!

لم تمض اسابيع قليلة على "حادثة التواقيع"... حتى نطق قلم السماء بأمره... فتحرر القلم من قبضة سيده... فسقطت اليد ... واستسلم القلم ...و"صاحب القلم" ... الى صاحب القلم !!

... أين المفر!!

"صاحب القلم" ... يرقد الان وحيدا في قبره ..وقلمه اليوم وحيدا يقول ... نفسي نفسي... ومداد تواقيعه ما زالت ممدة ... حية ترزق الى اليوم ... وكأنها ترتعد خوفا ... اذ تخلى عنها خليليها ... القلم وصاحب القلم ... شاهده مشفتش حاجه!! لا أعرف هل أُشفق على قلم صاحبنا ... أم على صاحب القلم ... أم على مداد التواقيع "الظالمة المظلومة"؟! الشركاء الأحبه الثلاثه .. الذين تجمعوا في الامس... افترقوا اليوم... وكأن حال كل منهم يقول ..."يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا"...

قدمت لي الحجه الاوراق... وشاهدت بأم عيني شهادته وتوقيعه لواحده من الأوراق والشهادات المستقبليه ... لتقول بأن "الحجه" ما زالت على قيد الحياة ومؤرخه في 1/6/ 2013!! عندها أزرق وجهي ... وبلغت عندي القلوب الحناجر... عند مشاهدة امضاءه وشهادته .. ممدة على استحياء... انظرها ولا تنظرني... حية أمامي!! وقلت في نفسي "ليتك يا حجه" دعوت له "بطول العمر" حينها ... بدلا من القهوه والشاي!

عندما يضحك الله : أظنها احداها!

جاء في الأحاديث النبويه أن الله عز وجل يضحك في اكثر من مناسبه, احداها "لرجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره.. فتوضأ ثم قام الى الصلاة.. فيقول الله عزوجل لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عندك .. وشفقة مما عندك .. فيقول: فاني قد اعطيته ما رجا ..وامنته مما يخاف "... وانا لا استغرب ان كانت حادثة هذا الشاهد وقلمه ومداده ... لتكون مناسبه اخرى!! ما من شك ان الله رحمن رحيم وجاءنا برحمة "انما الاعمال بالنيات" ..حيث نية هذا الرجل الخير والمساعده لا أكثر... خاصة واني قد سمعت انه لم يترك صلاة الفجر جماعة قاطبة منذ عشرين عاما, تاركا فراشه ولحافه ودثاره في ليالي بارده لوجهه الكريم ... فهل سيضحك الله مرتين عند هذا الرجل الطيب .. واحدة في الدنيا والثانيه في الاخره؟!


الخاتمه: أنك ميت ... وانهم ميتون!

كل منّا يوقع اليوم ويمضي... في كل ساعه ...في كل دقيقة ... في كل لحظه... بقلمه وفمه وبقلبه ... كلنا شاهد ... وكلنا مشهود عليه... ولكن هناك دائما قلم اخر ايضا يوقع علينا ... ولكنه لا يمضي ..رقيب عتيد! أكاد أجزم أن أكثر "التواقيع" تترك اثرا ... هي التواقيع التي تضمرها القلوب! هاهي "امضاءات" الالسنه و خطابات ومهرجنات الرسميه الرنانه ... ماذا جلبت لنا؟! لم يصدق عندنا اللسان مع القلب ..فوصلنا الى ما نحن عليه!

ندعو الله ان يثبتنا على قول الحق وان يثبت قلوبنا في يوم تتقلب فيه القلوب والابصار ... ورحم الله اخانا وتاب عليه وتجاوز عن ذنوبه .... وخاصة تواقيعه للحجه... انه سميع الدعاء.





  • 1 قرابة 28-05-2013 | 08:47 PM

    من اروع الكلاما خطته يدي الزميل النجيب غير الملاما

  • 2 عبد بن طريف 28-05-2013 | 09:13 PM

    من اروع اروع اروع ما كتبت يا دكتور
    نثر عبقري لا فض فوك
    ادام الله علينا الثبات و عليك ملكة الكتابة
    ابدعت

  • 3 ابو الشمقمق الربداوي 28-05-2013 | 09:15 PM

    اخانا الكاتب جازاك الله كل خير لكل ما تفضلت به من اجمل ما قرات لغة ومضمونا

  • 4 كمال الزغول 29-05-2013 | 02:01 AM

    تصوير رائع لحياة بني آدم بجميع جوانبهاالدينية والاجتماعية والسياسية وتشجيع لقول الحق سواء كان بمحفل دولي او اطار اسري مصغر لأن كل شيء مشهود عليه وخاصة اذا كان بحق العامةوالوطن .قال تعالى"إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ" صدق الله العظيم.....شكرا للكاتب الدكتور وليد

  • 5 Fala7 29-05-2013 | 03:24 AM

    مقاصد رائعة و معاني دقيقة ... كم أهوى هذه التعابير التي تنبض بواقع الحياة المعاشة ...

  • 6 Abdullah Abu Al Ghanam 29-05-2013 | 03:54 AM

    اجمل واروع ما كتبت يا دكتور , كلام واقعي وجميل جدا...

  • 7 محمد الدلابيح 29-05-2013 | 04:42 AM

    دائما رائع د . وليد ...... مقال اكثر من رائع يعطيك الف عافية يا دكتور ونريد المزيد من كتاباتك. وشكرا لك .

  • 8 وريكات 29-05-2013 | 11:29 AM

    الدكتور وليد نبض الاردن والشخصية الدمثة الرائعة , مقال رائع من دكتور اروع

  • 9 نشمي من نشامه الوطن 29-05-2013 | 12:48 PM

    روعة يا در. وليد! كلمات من عنبر، الله يكثر من أمثالك

  • 10 ترفة بنت طافش الخزعلي 29-05-2013 | 04:17 PM

    بارك الله بيك يا دكتتور ظلك اكتب من هالشعر الطيب ، وفكك من باقي السوالف اللي تغث القلب . ترى والله مايلبق لقلمك الذرب غير عذب القصيد

  • 11 قارئ 29-05-2013 | 04:33 PM

    البطيخة؟

  • 12 عشرة على عشرة ولا ....... 29-05-2013 | 07:17 PM

    والله ما انت هينة .....

  • 13 أم محمد 30-05-2013 | 01:45 AM

    د.وليد من أجمل ما كتبت و اشكر الله أني تشرفت للقاءك وفهم مغزى المقالة،،،مبدع ما شاء الله وبالتوفيق

  • 14 عبدالعزيز العنزي 30-05-2013 | 02:19 PM

    رائع كالعادة يا دكتور , الله يوفقك ويعطيك العافية

  • 15 خالد العرامين 31-05-2013 | 11:57 PM

    صح السانك يا دكتور رائع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :