اصبحت الوشاية سلوك ظاهر في كثير من مؤسساتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، يمارسها الاشخاص ذوي النفوس المريضة وغير القادرين على تحقيق اهدافهم وتطلعاتهم المستقبلية الا من خلال الوشاية بزملائهم او شركائهم في هذه الحياة لتحقيق مأرب آنية .

واصبحت هذه الظاهرة من الخطورة ان تؤثر على اداء الافراد وانجازاتهم في ظل وجود مثل هؤلاء الاشخاص الفاشيين والفاشلين والساديين ، الذين يغتنمون اي فرصة سلبية او ايجابية للايقاع بزملائهم بالعمل ، ليس لتحقيق المصلحة العامة او مصلحة العمل ، وانما من كيدهم وحسدهم لبقية زملائهم الناجحين .

ولذا فان على المدارء ورؤوساء الاقسام ومراقبي الاعمال ان لا يعتمدوا على مثل هؤلاء الاشخاص في انجاز الاعمال والاستماع الى نصائحهم الكاذبة ووشاياتهم المنفرة وغير الصادقة وذلك تاكياً لقوله تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا " (الحجرات : 12 ) ، وكذلك قول رسولنا العظيم محمد علية السلام ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِيَّاكُمْ وَالظَّنّ فَإِنَّ الظَّنّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَنَافَسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَاد اللَّه إِخْوَانًا " رَوَاهُ الْبُخَارِيّ .

وبما ان هذه الظاهرة التي تنم عن سلوك شائن مكروه ومنبوذ بكل التشريعات السماوية ، فان الاجدر بالبشر ان ينبذوا كل شخص يمارس مثل هذا السلوك السلبي ، الذي ينشر الفتنة والبغضاء ما بين اي تكتل اجتماعي او وظيفي يتواجد به ، ويعمل على خلق النزاعات والعدائية وكاني به كمحراك للشر اينما حل وتواجد.

ولذا نتمنى على مؤسساتنا الدينية والتطوعية وحتى التعليمية ان تمارس ببناء ثقافة محاربة مثل هذا السلوك ، من خلال استخدام كافة الوسائل الاعلامية المتاحة والمحاضرات والندوات للمساعدة في التقليل من خطورة مثل هذه الظاهرة بالاضافة الى عدم اعتماد متخذي القرار السياسي والاداري على مثل هذا السلوك الشائن لما له من مخاطر كثيرة وسلبية.