facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دروس مستفاده من دول الجوار


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
01-07-2013 09:44 PM

ألاحداث التي تعصف بالمنطقه تدعونا الى اخذ نفس عميق و التأمل و اخذ العبر لنحافظ على بلدنا و امننا و العلاج البكر لعوامل انزلاق الدول الشقيقه في مأزق نأمل لها الخروج منها بأقل الخسائر.

نبدأ بام الدنيا مصر العزيزه على قلوبنا جميعا. الفساد الاقتصادي و السياسي و غياب العداله الاجتماعيه انتهى بثوره قادت بعد مخاض الاخوان المسلمين الى سدة الرئاسه. على الرغم من ان الاخوان و جبهة الانقاذ كانوا جناحي الثوره و لكن اصرار الطرفين على احتكار الحقيقه و الوطنيه و قناعة كل طرف بانه يملك الوصفه المناسبه لحل مشاكل مصر ادى الى صدام ينبئ باجهاض الثوره و الانزلاق للمجهول. الاصرار على عدم المشاركه الحقيقيه و الطرح غير الناضج لكل طرف بتخوين الاخر و اتهامه بالتامر و العجز اضعف المشهد السياسي برمته. اما درسنا المستفاد فهو ان ليس منا كافراد او احزاب او تيارات او عشائر من يملك الحقيقه او يحتكر الوطنيه. و ليس لاي منا الحق بتخوين الاخر او تنصيب نفسه حاكما و قاضيا و قديسا. المشاكل في بلدنا جزء فيها من صنعنا كافراد و جماعات و ثقافة مجتمع و من بعض المسؤلين كجزء من اجتهاد خاطئ او فساد. و بالتالي كما اشتركنا جميعا بصنع المشاكل لا بد ان نتشارك جميعا بحلها من خلال الحوار و حكم القانون مع المحافظه على بلدنا و مؤسساتها.

اما سوريا العزيزه درة الشرق ارض المحشر و المنشر. التسلط و تكميم الافواه و اقصاء الطائفه الاكبر تحت غطاء الممانعه و القوميه و الاصرار على الحلول الامنيه من قبل نظام يرفض كل الحلول التي من الممكن ان تحفظ سوريا و مؤسساتها و يصر على حل تدميري حتى لو كان طائفي و يخضع سوريا لاحتلال صفوي روسي, كل ذلك ترك سوريا جرحا مفتوحا لا يندمل و لا يشفى. الثوره السوريه كانت ثورة سقوط الاقنعه. سقط قناع حزب الله بطائفيته و احقاده البغيظه و سقط قناع ايران بمشروعها القومي الذي سوقته بغطاء ديني محكم ليكون العرب الشيعه حصان طرواده و رأس حربة القتل و التدمير. هؤلاء الذين عاشوا طويلا مع العرب السنه دون خلاف حقيقي و شاركوا في الثورات ضد المستعمر اصبحوا الان اصابع المشروع الايراني و امعنوا قتلا في اهلهم السنه.

اما العبره المستفاده لنا ان الحلول الامنيه ضد الحراك السياسي السلمي هي فشل ذريع و هنا يسجل للمؤسسات الامنيه الاردنيه التصرف بحكمه و بوطنيه كما يسجل لمعظم الحراكات السياسيه وعيها العميق و وطنيتها و اصرارها على الحوار. كما لنا ان نقول ان الاردنيين بكافة اطيافهم يجب ان يكونوا شركاء في الحلول دون اقصاء او الغاء و ان دم الاردني على الاردني حرام بغض النظر عن اصله و منبته و دينه و انتمائه السياسي او المناطقي او العشائري.

اما اليمن الغالي صاحب اعظم الحضارات فالعشائريه الضاربه عميقا في جذوره مع التدخلات الخارجيه خصوصا الايرانيه التي حولت الزيديين و هم الاقرب لاهل السنه و الذين كان من الممكن ان يكونوا جسر الحوار و التقارب بين السنه و الشيعه, بالاضافه لعوامل اخرى كلها كادت ان تدفع اليمن باتجاه التناحر و التفكك لولا تدخل حقيقي و صادق من اخوتهم الخليجيين و قبول من اهل اليمن بحلول قد لا تبدوا كامله و لكنها تعطي للجميع شئ بدل كل شئ و حفظت تلك البلاد رغم وجود دعاة الانفصال و التفرقه.

اما درسنا المستفاد في الاردن فهو ان من لا يحصل على الكل لا يجب ان يخسر الكل و بالتالي فانه في اي خلاف داخلي لا بد للجميع من تقديم تنازلات حتى لو كانت مؤلمه ما دام الهدف الحفاظ على الوطن و حفظ الدماء و عدم الانزلاق للمجهول.

العبر كثيره و لكن الكيس (بتشديد الياء) من اتعظ بغيره. و مع تمنياتنا لكل الاهل في الدول العربيه الاخرى بالامن و الامان لكن علينا الاقتناع باننا في موج متلاطم و قد نتعرض لما عانى منه غيرنا و لا بد ان نكون مستعدين بوعي عميق و ادراك اكيد و ايمان بوطننا و مكتسباته. ان اتفاقنا جميعا على خمسين بالمئه مقابل الحفاظ على بلدنا و اهله و حفظ الدماء افضل من التركيز على الخلاف و الاختلاف و الذهاب بطريق لا نعرف نهايته و مالاته.
في النهايه ليس منا من يملك الحقيقه المطلقه و ليس منا من يحتكر الوطنيه و لا يحق لاي منا الغاء الاخر او تهميشه او اقصائه و لا بد لنا جميعا شعب و حكومه و مؤسسات و عائله حاكمه من الشراكه و الحوار ضمن مظلة الدستور و القانون و حب الوطن.

حفظ الله الاردن و حفظ اهله و كان الله في عون اخواننا في سوريا و فلسطين و مصر و كل البلاد العربيه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :