facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معركة ميسلون 24 تموز : مأساة دولة وسلسلة من خيانات عربية


د.بكر خازر المجالي
25-07-2013 07:57 AM

24 تموز 1920 يوم سقوط الدولة العربية الأولى وفق مشروع النهضة العربية المنبثق عن الثورة العربية الكبرى، نستذكر دخول الجيش العربي لدمشق يوم 2 تشرين الأول 1918م ورفع العلم العربي لأول مرة منذ أربعة قرون على مباني دمشق ، وشهدت ساحة المرجة التي تأرجحت فيها أجساد شهداء الأحرار العرب يوم 6 أيار 1916م وارتفع صوت ( زينوا المرجة والمرجة لينا ) شهدت هذه الساحة استعراض الجيش العربي الاردني واحتفالات العرب واستبشارهم بقيام دولتهم الأولى.

سارت الأمور في دمشق وسط حقل من الألغام ، فبرزت معارضة قوية من فئات لا تريد أن يحكمها ممن أتى من خارج الشام ، وفئات في لبنان اتجهت للإقليمية الضيقة لعزل جبل لبنان واستقلاله عن إقليم بلاد الشام( سوريا الطبيعية ) من هنا كانت المقاومة ضد حاكم لبنان ( ياسين الهاشمي ) وانزلوا علم الثورة العربية الكبرى عن مقره الذي اسماه حينها باسم مقر الدفاع الوطني هذا الاسم الذي اتخذه الملك عبدالله الأول اسما لمقره في معان حين وصلها بعد تداعيات معركة ميسلون في 21 تشرين الثاني من عام 1920 ،

اتبع الملك فيصل الأول سياسة ثابتة في التعامل مع أكثر من عدو لمشروع النهضة العربية في ذات الوقت ، فكانت المقاومة اللبنانية لمشروع الدولة كما ذكرت ، ومن جانبها فرنسا بدأت تضغط على بريطانيا للشروع في تطبيق اتفاقية سايكس بيكو ، وظهور دولة عربية هو ضد تطبيق الاتفاقية ، والوكالة اليهودية بدأت تحذر من ظهور هذه الدولة لأنها تتعارض مع وعد بلفور ، عدا خروج بعض المظاهرات داخل الشام التي لا تؤيد وجود حكام من خارج سوريا الشمالية ولهم هتافات في هذا الصدد ، ومضى الملك فيصل في مشروع تأسيس الدولة الدستورية التي تضم كامل بلاد الشام بأقطارها الأربعة وفق دستور وتحت راية واحدة وبتداول عملة عربية موحدة ، وانتخاب مجلس نيابي واحد حمل اسم ( مجلس عموم سوريا ) ، ونجح الملك فيصل في كل هذه الإجراءات والتأم مجلس عموم سوريا يوم 8 آذار 1920 معلنا المملكة العربية السورية ومبايعة فيصل ملكا ، مع رفع العلم الجديد للدولة وهو علم الثورة العربية الكبرى مضافا إليه النجمة السباعية وهو ذات العلم الذي اتخذه الملك عبدالله الأول علما للدولة الاردنية مع تعديل ترتيب الألوان بوضع اللون الأبيض في الوسط.

من جانبها فرنسا بدأت بالتربص بهذه الدولة التي هي ضد اتفاقية التقسيم سايكس بيكو وضد وعد بلفور ، وحين شرع الملك فيصل ببناء الجيش العربي وفرض التجنيد الإلزامي وتطبيق مبادئ الإدارة المدنية في كل سوريا - ( ونحن كنا في الأردن نشكل محافظة باسم محافظة شرق الأردن ومحافظها هو رضا رشيد الركابي وعاصمتها عجلون وأصبح رضا الركابي رئيس وزراء سوريا في عهد فيصل أيضا ) - بدأت تحركات الجنرال غورو بالتعاون مع عدد من العرب للعمل ضد مشروع الملك فيصل ، فكان الإنذار الشهير بتاريخ 14 تموز 1920 باسم ( إنذار غورو ) الذي يطلب من حكومة فيصل إلغاء العمل بالدستور ووقف تداول العملة العربية وإلغاء التجنيد الإجباري وقبول الانتداب الفرنسي وقبول احتلال عدد من محطات السكة الحديدية الإستراتيجية . ويقتضي تنفيذ بنود الإنذار خلال أربعة أيام فقط .

سبب هذا الإنذار حالة فوضى في سوريا وشجع الأهالي على شراء الأسلحة والاستعداد لمواجهة فرنسا ، وساد اضطراب اضر رئيس الوزراء الركابي على أثرها على الاستقالة ، واستلم مكانه هاشم الاتاسي ، وقررت الحكومة قبول الإنذار لتفادي الهجوم الفرنسي واللجوء للمفاوضات ، ولكن تأخر وصول برقية قبول الإنذار نصف ساعة ولهذه قصة أخرى يتداولها أهل الشام هو أن مدير البريد في الحكومة الفيصلية قام بقطع خطوط التلغراف لمنع إيصال قبول الإنذار في وقته المحدد عدا عن مناورة شخصيات سورية للحيلولة دون وصول الإنذار في وقته لأنهم رأوا في انتهاء العهد ألفيصلي -على قصره - مجالا لهم ليتسيدوا البلاد بتعاونهم مع الفرنسيين. ، وبالتالي تحرك الجيش الفرنسي باتجاه دمشق ، وحشد الجيش العربي قواته في منطقة خان ميسلون إلى الغرب من دمشق حوالي 25 كلم ، وتمركز الجيش بقيادة يوسف العظمة في القلب واحتلت قوات جبهة الميمنة وأخرى جبهة الميسرة واحكم الطوق على مداخل وجبال ميسلون ، وتقدمت القوات الفرنسية التي كانت مؤلفة من كتيبة مغربية وأخرى سنغالية ، ولكن ما جرى أن قائد قوات الميمنة التي تسيطر على طريق دمشق ومداخل الزبداني وبلودان شمالا كان عميلا فرنسيا ومتفق معهم على تنفيذ خطة جهنمية وهي بإخلاء الميمنة والتحرك خلف القوات العربية وحصار الجيش العربي : هو من الخلف وتكون القوات الفرنسية من الأمام وإفساح المجال للقوات الفرنسية للوصول إلى قلب القوات العربية بسرعة وبلا أية مقاومة، وكان ذلك بأن سقط الشهيد يوسف العظمة أولا وتداعى الجيش بسرعة وانهار وتمزق ولم تدم المعركة إلا لساعات محدودة كانت المقاومة العربية شديدة فيها ولكن كانت مقاومة انتحارية .

انتهت ميسلون ، ودخل غورو دمشق وتبرع البعض بأن فكوا الخيل التي تجر عربة غورو وربطوا أجسادهم مكانها وجروا عربة غورو لمسافة معينة ، وحين شاهد غورو هذا المنظر وهذا التصرف أمر بأن تقصف دمشق قبل أن يدخلها ( حسب قوله مثل هذا الشعب يجب أن يُقصف ) ، أما الملك فيصل فقد ادر كان مشروع الثورة والعربية قد انتهى لا بسبب فرنسا بل بسبب العرب أولا ، ويقرر المغادرة ، ووصل إلى درعا وقام فترة طلب منه أهل حوران أن يبقى لاستئناف القتال ، وحضر إليه عدد من وجهاء الأردن وطلبوا منه أن يأتي إلى شرق الأردن لتأسيس دولة واستمرار القتال ولكنه رفض لان في ذلك تكريس لأمر واقع واعتراف باحتلال ، فغادر إلى حيفا بعد إنذار جديد من فرنسا بان يغادر وألا فسيتم قصف حوران ،وواصل طريقه إلى ايطاليا لفترة ثم إلى بريطانيا.

قصة الملك فيصل الأول هي مأساة دولة ونهضة وإجهاض لمشروع عربي كان حلما عربيا انتهى بعد أن برزت المصالح الإقليمية الضيقة وتراجع مفهوم العروبة وانتهى زمن النصر العربي من حينها إلى يومنا هذا فيما يتعلق بأي مشروع وحدة عربية. وميسلون بعد هذا الزمن لا زالت اول الجراح وأول المأساة التي انغرست في خاصرة العرب ، ولكن جذوة الثورة والعروبة ما خبت وبقيت وستبقى أوارا في كل الأرجاء ، فبعد حين من ميسلون تكون انتفاضة أهل حوران وثورة خربة الغزالة وقتلهم لرئيس وزراء نظام الاحتلال الفرنسي علاء الدين ألدروبي ولرئيس مجلس الشورى عبدالرحمن اليوسف في 20 أيلول من عام 1920، ومن ثم يصل الملك عبدالله الأول إلى معان نائبا للملك فيصل على عرش سوريا بتاريخ 21 تشرين الأول من عام 1920 وتكون بداية دولة حملت رسالة النهضة والثورة لتتجدد المسيرة وليبقى علم الثورة العربية الكبرى مرفوعا .

قصة من التاريخ وفصل من فصول مأساة لا زالت تتجدد.





  • 1 مراد ادلبي 25-07-2013 | 02:14 PM

    موضوع خطير ومليء بالاثارة ولكن كان الملك فيصل موضع ترحيب من اهل سوريا جميعهم وليس كما يقول الكاتب ان هناك مقاومة لوجوده ارجو التوضيح ان كان هناك غير ذلك ونعرف ان المشكلة هي مع جبل لبنان الذي رفض الانضمام الى اي وحدة عربية

  • 2 مهتم 25-07-2013 | 03:49 PM

    وأضيف يادكتور أن الملك فيصل طلب من الاثراء التبرع لشراء سلاح للجيش وتعهد الشيخ ناج كبير التجار وهو من كبار الأثرياء الذين تظاهروا بدعم رفض انذار غورو بتولي المهمة وأخيرا قدم التبرعات وكانت (10000) دينار فقط.

  • 3 الهاشميون الافضل 25-07-2013 | 10:04 PM

    لو بقي الحكم الملكي في سوريا والحكم الملكي في العراق لما كان هناك دماء تنزف هنا وهناك ولتغير وجه وتاريخ المنطقة لما هو افضل واعظم

  • 4 غالي 25-07-2013 | 10:58 PM

    انت رائع دكتور

  • 5 أمجد 25-07-2013 | 11:28 PM

    صدق تشرشل عندما قال : أذا مات العرب ماتت الخيانه , ألف شكر للكاتب على مقاله القيم .

  • 6 عصام سليمان الموسى 26-07-2013 | 02:06 AM

    البطل الشهيد يوسف العظمة كان يعلم بانه سيخوض معركة خاسرة أودع ابنته الوحيدة امانة عند اقرباء له وودعها، وذهب كرجل شريف وبطل منتم لوطنه لخوض معركة النهاية.. ابدعت يا د خازر

  • 7 .. 26-07-2013 | 02:55 AM

    شو الفايدة من هيك حكي ..

  • 8 حقيقة 26-07-2013 | 04:48 AM

    نعتذر...

  • 9 منا 26-07-2013 | 06:22 AM

    طيب وين المراجع

  • 10 عبدالله سليمان ارتيمة 26-07-2013 | 09:51 AM

    قيمة مضمون وتوقيت وشكرا للكاتب الكريم

  • 11 د.خالد الخالد 26-07-2013 | 02:21 PM

    خيانات سنة 36, تحالفات لرفض منع هجرة اليهود إلى فلسطين حرصاً على الانتعاش الاقتصادي, بيع الأراضي لليهود, خياتات سنة 67, خيانات سنة2003. ما هذه الشعوب؟ أصل البلاء هو تغليب المصالح الشخصية على المصالح العامة. وللأسف حزب أصحاب المصالح الشخصية هم دائماً الأقوى لأنهم دائماً يقفون مع بعضهم.

  • 12 عزات 26-07-2013 | 02:59 PM

    انت رائع يا كتور بس الواحد يتكلم عن تاريخه كمان وانت تاريخ مشرف كثير وهذا كله بر الوالدين .... كم انت جابر يا دكتور بعدم ارضا والديك

  • 13 نايف 26-07-2013 | 06:56 PM

    نعتذر...

  • 14 الى تعليق 8 26-07-2013 | 08:27 PM

    ابسط المراجع التي تغني هذا الموضوع :
    كتاب يوم ميسلون ليوسف العمري وهو من المشاركين في المعركة
    كتاب فاجعة ميسلون لمحي الدين السفرجلاني
    كتاب ميسلون لساطع الحصري
    مذكرات يوسف الحكيم
    فيصل في سوريا اوراق ووثائق الدكتورة خيرية قاسمية استاذة التاريخ في دمشق
    والعديد من المراجع عدا عن قيامي بتحقيق ميداني ودراسة لميدان المعركة في ميسلون ومقابلت مع شخصيات سورية لديهم ذكريات وقصص عن تلك الفترة كما سمعوها من ابائهم واجدادهم

  • 15 نضال الزعبي 26-07-2013 | 09:06 PM

    الغريب ان سوريا تحتفل كل سنة بمعركة ميسلون وبالشهيد يوسف العظمة ويتم تنظيم زيارات لضريح يوسف العظمة في نفس ميدان معركة ميسلون ونحن هنا لا نذكرها مطلقا ، ويحتفلوا في سوريا بيوم الشهداء الاحرار في 6 ايار كل سنة وهم شهداء الثورة العربية الكبرى ونحن هنا لا نحتفل مطلقا ايضا وحتى في الجامعة التي كنت فيها جامعة تشرين يحتفلون بكل ذلك ويحترمون الملك الحسين بن علي والملك فيصل كثيرا ونحن هنا لا نذكر ذلك وبدون اي تعليق اضافي

  • 16 عجبي 26-07-2013 | 11:33 PM

    ظلم العرب للعرب واسوأ من هيك مؤن
    مرات من يومها


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :