بنية حسنة جدا فهمت كلام الشيخ حمزه منصور الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي ، عندما صرح بانه قد آن الأوان للحركة الإسلامية وبقية القوى السياسية الأخرى لمراجعة الأساليب والوسائل في التعبير على صعيد المطالبة بالإصلاح وبالطرق السلمية !

ولا اشك ابدأ في أن الشيخ يتفق تماماً بعد كل هذا الذي يشهده الإقليم ، مع الراي القائل بأن أساليب التعبير عن الراي تطورت كثيراً وباتت تجافي مبدأ التظاهر والصراخ والشتائم وتسيير الآلاف من العامة في الطرقات والساحات مع ما يترتب على ذلك من انفلات ضار واعتداء على المرافق والممتلكات وتأزيم للنفوس وتكريس لحالات عداء الجميع في غنى عنها ! .

بالأمس تمنينا على جماعة الإخوان ( الحركة الإسلامية ) ، إعادة النظر في أساليبها وتغليب الدعوي على السياسي وليس العكس ، لان في ذلك الحكمة والسلامة من كل شر ، لا بل أن فيه ما يعزز ثقة العامة من جهة والدولة من جهة ، بالحركة الإسلامية وبمقاصدها ويبعد عنها عملياً شبح التشكيك في النيات والأهداف ، ويعزز صورتها كحركة تسعى لمصلحة الجميع وغايتها الشريفة هي الإصلاح وصون الدولة والوطن عموماً ، والإسهام في إسعاد المجتمع وانتشاله من شقائه .

نبني اكثر على مقولة الشيخ حمزه ، ونقول ثمة " شعرة " فقط بين أن يكون المرء حكيماً راشداً يدعو إلى الإصلاح بالحسنى وبما لا يؤذي أحدا ،و بين أن يكون نزقاً متوتراً يدعو إلى الإصلاح بالقوة وبأسلوب انفعالي لا يفضي إلا إلى الصدام لا قدر الله ! .

لو مارس الجميع الانفعال فان في الأمر نظر ، أما أن يمارسه ملتزمون إسلاميون مهمتهم الإصلاح بالدعوة بالحسنى ، فذلك امر يتطلب وقفة مراجعة كبيرة لان فيها حيرة تفضي إلى اكتر من استفهام وتساؤل !

ندعو الشيخ وأخرون كثر معه وفق مبدأ النصيحة بجمل ، إلى مأسسة نهج جديد مستمد من عظمة الدين في التعامل مع الواقع ، فالكلمة الطيبة تثمر وما أشهى الثمر، والخبيثة تضر وما أسوا الضرر ، وكل امر في هذا البلد قابل للإصلاح إن نحن قاربنا " الإبداع" سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، واتخذنا من رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه قدوة ومثل ، وقد قال فيه الحق جلا وعلا .. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " صدق الله العظيم ، وهو سبحانه من وراء القصد .