facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكرك : البابور والقعيدة


30-01-2014 11:26 AM

عمون - محمد الخوالده - اذا كانت طبيعة التطور تغير في البناء الاجتماعي بشكل عام فان بعض ماساد وباد من مظاهر هذا البناء لازال يعيش في ذاكرة المواطنين ولاسيما المعمرين منهم، واذا كان هؤلاء في تناقص عددى فسيأتي اليوم الذى تنسخ فيه من الذاكرة الشعبية الكثير من صور البناء التي كان عليها مجتمعنا رغم انه لابد من الحفاظ على هذه الصور ربطا لماضي الامة بحاضرها ومستقبلها ليكون البناء متكاملا ولنؤكد باننا لم نبن الحاضر والمستقبل على فراغ.
بابور الطحين الذى كان يوما ما شيئا مهما في وسطنا الاجتماعي هنا في محافظة الكرك ذهب الان بكل ما كان يحمله من دلالات في الاعتماد على الذات في تأمين لقمة سائغة حين كنا من جني ارضنا وتعب ايدينا وعرق جباهنا نؤمن هذه اللقمة فهي الاساس الذى لاغنى عنه مع كل طعام وهي التي من باب النمط الاستهلاكي المتزايد في مجتمعنا بتنا نشتريها جاهزة فاين منا خبز الطابون والصاج الذى كنا نتناوله شهيا من ايادى الجدات حتى دون ادام.
بابور الطحين لمن لايعرفه عبارة عن محقان معدني كان ينصب فوق سدة مرتفعة محكمة التصنيع في بناء متسع وفي اسفل المحقان طاحونتان ضخمتان من حجر البازلت وحين يفرغ القمح في المحقان لطحنه كان يستقر مابين الطاحونتين اللتين تدران بواسطة اقشطة مرتبطة بماتور يتحرك بشكل آلي ليخرج الطحين من فوهة مخصصه ليملأ بالاكياس وينقل الى المنازل او المضارب
والحديث عن بابور الطحين يقودنا للحديث عن ابرز الوظائف التي كانت تشغل في بابور الطحين وهي المعلم المسؤول عن ميكانيكيات البابور ويشرف على عملية الطحن ثم الوظيفة الابرز اى المسؤولية الادارية التي كانت مناطة بشخص يسمى ( قعيدة البابور) وهذا الشخص كان يتولى الكثير من الصلاحيات داخل البابور اولها افراغ القمح الذى يأتي به زبائن البابور في حوض خاص ليسهل عليه كيله ومن ثم تحديد اجرة الطحن التي كانت تسمى ( الرد) وبعد ذلك يقوم القعيده بافراغ القمح بعد كيله في المحقان لاجراء عملية الطحن ومن ثم يتولى القعيده عملية تعبئة الطحين في الاكياس ومساعدة الزبائن في تحميله على الدواب لنقله الى حيث يسكنون ، وكان قعيدة البابور معتدا بوظيفته وبنفسه فهو صاحب صولة وجوله في البابور فكان جميع الزبائن يحرصون على ارضائه ا ما للتخفيف من قيمة الرد او لتقديم ادوارهم في عملية الطحن
و مكاييل القمح التي كانت معتمده انذاك هي المد بوزن (18) كيلوغراما والعلبة (3) امداد والكيل (6) امداد والعشراويه (10) امداد والصاع ( 5ر4) كغم والربعيه (6) كغم ونصف المد (9) كغم.
وعرفت مدينة الكرك (5) بوابير للطحين هي بابور الطراونة وبابور المجالي وبابوران في حي الحباشنه وبابور الصناع وكان الناس يحضرون الى هذه البوابير لطحن القمح من قرى المحافظة القريبة اذ كانت توجد بوابير قليلة في بعض القرى البعيدة وكانت توجد ايضا طاحونتان لطحن القمح في سيل الكرك تداران بقوة المياه والطاحونه كبابور الطحين لكنها اصغر منه حجما ولعل القعيده الاشهر في هاتين الطاحونتين شخص كان يدعى (جفال) في حين ان من ابرز من شغلوا وظيفة قعيدة بابور في منطقة الكرك هم مريحيل وعبد المولى وجروح وابوسليم.
بقي القول ان كافة الابنية التي كانت تشغلها بوابير الطحين في مدينة الكرك قد هدمت باستثناء مبنى واحد هوالان مرشح للهدم ويقع شرق مدينة الكرك القديمة بالقرب من مدرسة الكرك الثانوية للبنين وهو بابور الصناع وبزوال هذا البناء الذى نتمنى الايحصل سيكون اخر عهد لابناء مدينة الكرك ببوابير الطحين التي لازالت تعيش في ذاكرة المعمرين منهم.





  • 1 العمري 30-01-2014 | 12:09 PM

    لا زالت موجودة عندنا في ديريوسف(بلدة في غرب محافظة إربد) وتعمل الى الآن

  • 2 كركي 30-01-2014 | 12:51 PM

    ياويلي عليك بابو الخوالدة رجعتني في الذاكرة 35 سنة وانا عمري 5 سنوات كنت انزل مع رحمة جدتي نطحن القمحات في بابور حارة الحباشنة في الكرك الزمن الجميل .

  • 3 د محمد الملاحمة / الكرك - زحوم 31-01-2014 | 12:13 PM

    شكرا جزيلا للأخ محمد الخوالدة على هذه اللفتة الجميلة من التاريخ المشرق للأردن ، وقد عايشت هذا الحدث مرارا وتكرارا بجانب الوالد والأخوال منذ بداية السبعينات حيث كنا نقطع المسافة من زحوم الى ادر على الحمير المحملة بالقمح البلدي لطحنه ، وكنا نتسابق من يذهب للبابور ؛ لأن الأجمل هو شراء البسكوت والراحة ............. حقا إنه مسرح بحد ذاته ... التنظيم .. الدور ... التعاون .. البساطة ....

  • 4 فايق حجازين 31-01-2014 | 01:12 PM

    شكرا.محمد الخوالدة على هذا العرض. لكن هناك تسمية اخرى للمشرف على بابور الطحين. وهي: المكنست.لا ادري ما هو اصلها واذكر ان في بلدتي السماكية بابور مشهور تتبع له بركة كونه يعمل على قوة المياه كان يطحن به اهل القرى المجاورة واهلنا البدو في المنطقة الشرقية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :