لا جدال في ان كل فعل او قول لا تقوى فيه هو شجر بلا ظل ولا ثمر ،والغريب ان هكذا شجر يستهوي في هذا الزمان الكثير من البشر ،فتراهم يطربون للثناء حتى وهم يدركون انه رياء وكذب
، وبعضهم يراه نوعا من فن العلاقات ، او هو لزوم الحياةً ،وبالذات في هذا الزمان الصعب حيث يتكالب الناس على المكاسب والمناصب والظفر بما هو افضل.


هذا زمان يصعب فيه على المحترم ان يحافظ على احترامه ، فهو في نظر السواد من الناس أما مغفل او جاهل بفنون الحياة المعاصرة ،وبالتالي فلا مكان له وسط الزحام او

هو لا يصلح لهذا الزمان ،وما درى هؤلاء ان الخير والشر مقدر بأمر الله على عباده كافه ، المؤمنين وغير المؤمنين ،المحترمين وسواهم، إذ الشعور براحة البال ليس رهنا بالمكسب او المنصب وإنما هو نعمة من عند الله يخص بها عباده الذين يحب سبحانه جعلنا الله جميعا منهم.

اعجب حقاً لحالنا في هذا البلد ، فنحن. فريقان لا ثالث لهما إلا ما ندر ، فأما فقراء ساخطون ،وأما أثرياء أشقياء حتى لو تظاهروا بانهم سعداء ،فنحن جميعا نشكو ونتذمر ،وهنا تتجلى الحقيقة إزاء مكنون السعادة وراحة البال، عندما نغفل ان السر عند واحد احد لا مدبر للأمر سواه

لو عرفنا الله حق معرفته ،واتقيناه سبحانه في كل قول وعمل ،لكانت حياتنا بالضرورة افضل وأكرم وأريح، لكننا وانا في ًالطليعهً ،يترك كل منا حياته ليعيش في حياة الآخر ،فلا انا عشت كما يريد الله ،ولا تركت المجال لغيري كي يعيش هو الآخر ،وكل منا مشغول بغيره أكثر مما هو مشغول بنفسه ،ولدينا من الوقت ًولسوء الحظً ما يكفي ويفيض لينكد حياة أخيه الآخر ولا تعوزه الحيلة لذلك أبدا، حتى بتنا نقول وبتندر محزن ،لأ يحميك منه او منهم غير وجهك ،فان انت أدرت وجهك نهشوا لحمك فورا وبلا تردد .

لن أتحدث عن إصلاح تقوم به جماعات او مؤسسات ،فهذا أمر يطول ويحتاج لأجيال ربما ،وإنما أتحدث عن وازع تقوى فقط، فلو تيقن كل منا قبل التفوه بكلمة او الأقدام على فعل ان الله جل جلاله موجود يسمع ويرى ويعاقب في الدنيا والاخره ،لكان ذلك الوازع رادعا وسببا للخوف ولصارت الحياة افضل .

لست. بأفضل حال من غيري لكنني اجزم ان أمام كل منا فرصة عظيمة لإصلاح واقعه قبل فوات ألأوان ، ورحمة الله وسعت كل شيء حتى أولئك الذين أسرفوا على انفسهم ، ولا يقنط من رحمة الله العظيم إلا الكافرون......والله من وراء القصد.