facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يفرض «الكُرد» .. قواعد لعبة جديدة؟


محمد خروب
01-05-2014 01:54 PM

في العراق.. الجميع بانتظار ما سيخرج من «الصناديق»، ليبنوا على الشيء مقتضاه، اذ ان الخريطة السياسية والحزبية لم تشهد غموضاً وافتراقاً وخصومة في العقد الاخير، اكثر مما هي عليه الآن، بعد ان تغيّرت قواعد اللعبة أو قل فرض «الاقوياء» من اللاعبين، على باقي المكونات الرضوخ لمطالبهم او التجاوب مع رغباتهم او على الاقل اللجوء الى تحالفات جديدة قد لا تمنحهم ما يشتهون من الكعكة، الا انها تبقى في نظرهم افضل بكثير من الحرمان وربما الإبعاد الى صحراء السياسة والعزلة..

وحدهم كُرد العراق، يبدون في وضع اقل تعقيداً، حتى لا نقول اكثر راحة، إذ ثمة خيارات واوراق يتوفرون عليها، وهم في النهاية المستفيدون من تعمق الخلافات والصراعات داخل المكوّنين السُّنّي والشيعي، ما بالك وان الهوة بين كل «طائفة» منهما اعمق واكبر من ان تُردم او يجري التجسير عليها..

لهذا، فان الزعيم الكردي الابرز مسعود برزاني، مضى قُدُماً في فرض قواعد جديدة للعبة الديمقراطية داخل «الاقليم» الذي يرأسه، مستفيداً هذه المرة من نتائج الانتخابات البرلمانية، التي جرت في الاقليم اواخر العام الماضي، والتي شكّلت نتائجها صدمة كبيرة الى الحزب المنافس الرئيس وربما الوحيد (دع عنك حكاية الشريك)، لزعامة آل برزاني وحزبهم المعروف اختصاراً بالبارتي (الديمقراطي الكردستاني) ونقصد هنا حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي اسسّه واستمر في قيادته الرئيس العراقي جلال طالباني، حيث هبط الى المرتبة الثالثة فيما تقدمت حركة التغيير (غوران) المنشقة عنه والتي قادها نشيروان مصطفى الى المرتبة الثانية، على نحو أهلّها لقضم المزيد من اجزاء كعكة الحكم (الكردي) على حساب حصة حزب مام جلال الذي يبدو ان الهزيمة (الانتخابية) قد زادت من تصدّعه وربما تُعجل بانفراطه او تواضع مكانته داخل الاقليم، اذا ما رحل مام جلال عن هذه الدنيا، رغم الصورة اليتيمة التي نُشرت قبل ايام وهو يدلي بصوته من داخل المستشفى التي يُقيم فيها منذ عامين تقريباً..

برزاني «مَنَحَ» رئاسة مجلس نواب اقليم كردستان الى حركة «التغيير» كاسراً تقليد التقاسم, المحاصصة او الشراكة، التي دأب عليها الحزبان الكبيران (حزبه وحزب مام جلال) منذ اكثر من عقدين, وبعد أن استقر رأيهما على اقتسام الغنيمة، بديلاً من القتال والمواجهات المسلحة التي ستضعفهما وتسمح لبغداد باختراق الاقليم واستتباعه لاحقاً على النحو الذي ساد قبل العام 1991.

ليس بيد حزب مام جلال، وفي ظل الانقسامات الافقية والعامودية التي تضرب صفوف قياداته وقواعده الغاضبة, من حيلة أو اوراق ذات وزن وتأثير، سوى «الحرد»، عبّر عنها بمقاطعة جلسة مجلس نواب الاقليم التي تم اشهار «الشراكة» بين الحزبين «الكبيرين», رغم انهما قد احتفظا لحزب مام جلال بحقائبه, لكنها حقائب الدرجة «الثالثة» التي تتلاءم والاوزان والاحجام التي كشفت عنها انتخابات الاقليم الاخيرة..
ماذا عن انتخابات العراق الراهنة؟

المكونات والاحزاب الكردية «مطمئنة» الى «حصتها» المعروفة من مقاعد البرلمان العراقي المركزي او الاتحادي, لكن ما يهمها الان هو تصفية حساباتها المتأخرة مع «شخص» المالكي، الذي يرى فيه برزاني, المُعطل الاول للمشروع الكردستاني, سواء في ما خص ملف النفط انتاجاً وتصديراً وعقوداً وتنقيباً, أم في حصة الاقليم من الموازنة المركزية والتي تصل الى 17%، زد على ذلك تطبيق المادة «140» من الدستور التي قضت باجراء استفتاء في «المدينة» المتنازع عليها «كركوك»، لكن القوائم الاحصائية و»هوية» من سيصوتون هي التي حالت دون تطبيقها.

المعركة اذاً لم تبدأ بعد, وشرارتها الاولى ستنطلق بعد اعلان النتائج النهائية لانتخابات 30 نيسان 2014, وهي عندما تكشف عن الاوزان والاحجام الحقيقية للاعبين «الكبار» على الساحة العراقية، فانها تضيء على هامش المناورة والقوة التي يملكها هذا الحزب او ذاك، دون إهمال الأبعاد الطائفية والمذهبية والعرقية، وامتداداتها الاقليمية ايضاً، الامر الذي قد يُسفر عن «تركيب» معادلات وتحالفات جديدة، يمكن ان تأتي بزعيم «شيعي» جديد (غير المالكي) على رأس السلطة التنفيذية، كما قد تؤسس لأزمة سياسية عميقة ومتمادية، على النحو الذي شهدناه بين المالكي وعلاوي في الانتخابات البرلمانية السابقة، وكيف «فاز» المالكي في النهاية وبقي علاوي على رأس قائمة متصدعة ومثقلة بالاتهامات المُتبادلة وانعدام الثقة بين قادتها، وكان ان انتهت الى الفشل (العراقية)..

ليس مهماً ان يفشل الكرد في إبقاء مقعد رئاسة الجمهورية من حصتهم (يرشح انه سيُعرض عليهم منصب رئيس مجلس النواب) كما ليس مهماً ان كانت المادة «140» ستوضع موضع التنفيذ الفوري ام ستبقى في «الثلاجة».. بقدر ما هو مهم مدى الجدية التي تُؤشر اليها تصريحات مسعود برزاني في شأن اللجوء الى «استفتاء الكرد لتقرير مصيرهم» والانفصال، اذا لم يصبحوا «شركاء حقيقيين» في البلاد..

العراق على ابواب مرحلة جديدة، قد تأتي بالتغيير، او تأخذ بلاد الرافدين الى المجهول ومزيد من الفوضى وسفك الدماء.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :