facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روحاني في أنقرة .. ماذا في الأفق؟


محمد خروب
10-06-2014 03:39 AM

هبط الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني في مطار انقرة, في الوقت نفسه الذي بدأت فيه مفاوضات ايرانية اميركية (ثنائية) في جنيف بناء على طلب اميركي (نعم اميركي), ما يدفع للاعتقاد بأن تحالفات أو قل تحولات آخذة في التشكل والبروز, بعد أن «أعادت» ادارة باراك اوباما تقييمها للازمة السورية, وبعد أن «اعترفت» سوزان رايس بأن واشنطن تزوّد المعارضة (المعتدلة حتى لا ينسى أحد, الهرطقات الاميركية) بالاسلحة والمعدات الفتاكة وغير الفتاكة..

فهل يمكن البناء على الزيارة اللافتة للرئيس الايراني الى تركيا؟
من السذاجة الاعتقاد ان الرئيس الايراني ذاهب للسياحة في الاناضول أو لتزجية الوقت, فلديه ما يكفي من المشكلات والقضايا مع مناوئيه داخل ايران, وخصوصاً اولئك الذين لم يتوقفوا عن توجيه الانتقادات اللاذعة لحواره مع الولايات المتحدة وينتقدون «تنازلاته» في مفاوضات (5 + 1) الخاصة بالملف النووي.

ما يزال روحاني يلقى دعماً من المرشد الروحي للثورة آية الله خامنئي وبغير هذا الدعم, ما كان بمقدوره ان يواصل «تحديّه» لمعسكر المحافظين, وخصوصاً في مواصلة «ثورة الابتسامات» التي ادارها بحنكة على الساحة الدولية, «مستجلباً» اتفاقاً مؤقتاً مع مجموعة (5 + 1) أسهم في تخفيف وطأة العقوبات الاقتصادية الخانقة على طهران, والمناخات الراهنة تؤشر الى احتمالات ماثلة, بأن يتم التوصل الى اتفاق «نهائي» خلال الاسابيع الاربعة المقبلة, وقبل 21 تموز القريب حيث تنتهي «فرصة» الشهور الستة التي تم تحديدها للتوصل الى اتفاق نهائي.

ماذا عن علاقات طهران وانقرة؟
لا تبدو مسألة وضع إكليل من الزهور على ضريح كمال اتاتورك من قبل الشيخ روحاني مشكلة, تحول القيام بهذه الزيارة المهمة, بعد أن بدأت تلوح في الافق, امكانية قائمة وواقعية لحدوث تحالفات واصطفافات جديدة، بعد ان باتت عواصم الغرب الاستعماري وبخاصة واشنطن, تعترف بالدور الايراني وتحاول الحد من تأثيراته او التقليل من اثاره السلبية على حلفائها في المنطقة, فضلاً عن فشل واشنطن ومعسكر اصدقاء سوريا الغربي والعربي, في اسقاط النظام السوري او دفعه لتقديم تنازلات جوهرية, تبدو وكأنها رفع للرايات البيض، إضافة–وهذا مهم وحيوي–عن المخاطر التي بدأت تستشعرها عواصم الغرب, جراء تعاظم دور الجماعات الارهابية والمجموعات التكفيرية التي وجدت في الاراضي السورية، ساحة تفريخ لشرورها, دون ان يُسأل مسؤولو هذه الدول التي تدّعي الديمقراطية وترطن بحقوق الانسان عن دورهم في ارسال المرتزقة والقتلة الجوالين وجموع الارهابيين ودعمهم بالمال والسلاح لاسقاط الدولة السورية وشطب دورها الجيوسياسي, وتقسيمها وفق قراءات مذهبية وطائفية وعرقية، وهنا بالذات يحضر دور حكومة رجب طيب اردوغان الذي يلتقيه اليوم الرئيس الايراني..

فهل تغير الموقف التركي أم أن طهران تضغط في هذا الاتجاه؟
لا يأتي المرء بجديد, اذا ما اعاد التذكير بالفشل الذريع الذي حصدته سياسة تركيا.. السورِّية، والتي يُجمع المراقبون على انها خرجت من هذا الموضوع كأكبر الخاسرين, وربما تكون اكلاف هذا الفشل اكثر مما تحتمله حكومة اردوغان وحزبه الحاكم, في ظل ما تعانيه من ازمات داخلية متتالية واضطرابات ومواجهات مع الجمهور الذي ترفض الحكومة «الديمقراطية» الاعتراف بحقه الطبيعي في التظاهر السلمي وتواجهه بمدافع الماء الملون وقنابل الغاز ودائماً بالرصاص الذي يسقط فيه الابرياء ضحايا غطرسة وظلم حكومة لحزب يحمل اسم «العدالة».

لم يكن مفاجئاً اذاً–وان كان متأخراً–ان تضع حكومة اردوغان «جبهة النصرة» على قائمة المنظمات الارهابية بعد ان لم يعد امامها المزيد من الهوامش للقيام بمناورات وأحبولات, لهذا ستكون الازمة السورية على رأس جدول الاعمال، وايران المنتشية بنجاحاتها السياسية والدبلوماسية، وخصوصاً الميدانية (في سوريا تحديداً) ستدعو انقرة الى مزيد من الخطوات لإغلاق حدودها وعدم التدخل في شؤون سوريا والعمل على دعم حل سياسي ورفع الغطاء الذي توفره لمجموعة «معارضة الفنادق» التي ترعاها وتحتضنها بعد ان ثبت عقم الرهان عليها..

اللافت في كل ما يجري في المنطقة، ان الدول الثلاث غير العربية, ايران، تركيا، واسرائيل «تلعب» بلا توقف, تدافع عن مصالحها وخياراتها ولا تغلق ابواباً بالكامل او تفتحها على مصاريعها بل وفق ما تتطلبه مصالحها وبما يخدم تحالفاتها, باستثناء الانظمة العربية التي استقالت من عروبتها وما تزال تقرأ في الكتب القديمة وتستحضر حروب داعس والغبراء، وايران خصوصاً هي التي تراكم المزيد من الاوراق, وتسعى الدول الكبرى بل العظمى الى خطب ودها، فيما هي تحدد لنفسها خطوطاً حمراء لا تسمح لنفسها بتجاوزها, مثل برنامجها الصاروخي الذي رشح انه السبب الرئيس في «فشل» الجولة الاخيرة في فيينا بينها ومجموعة 5+1, وهو الذي دفع بواشنطن الى طلب الاجتماع الثنائي الذي بدأ اليوم، لأول مرة، منذ ثلاثين عاماً ونيف، اقله في شكل علني.

ماذا عن برنامجها النووي؟ الاجتماع القريب (16-20) حزيران الجاري, سيكون مؤشراً على مدى النجاح او التقدم الذي احرزه الطرفان الاميركي والايراني.. أما العرب فهم في غيّهم.. سادرون.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :