facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشيخ القرضاوي في «تجلّياته» .. الجديدة


محمد خروب
17-06-2014 03:23 AM

مرة أخرى، يخرج الشيخ يوسف القرضاوي على الناس بقراءة لا علاقة لها بالدين بقدر ما تفوح منها الأهداف السياسية الصادمة والكارثية التي تلعب على وتر المذهبية وتنفخ في كير الفتنة، إذ يبدو ان شيخنا الجليل منح لنفسه مهلة لالتقاط انفاسه، بعد ان لم تثمر حملته الضارية لشيطنة القيادة المصرية الجديدة، عن اي نتيجة سوى إسهامه في تعميق الشروخ داخل المجتمع المصري وتغذية روح العداء والكراهية بين مكوناته، ولولا ان النسيج الاجتماعي المصري متجانس «إسلامياً» ويخلو من القسمة المذهبية، لكان الخطاب مغايراً، لرجل لم يجد كلمة مسيئة او جارحة إلاّ ورشق بها من وقف الى جانب الشعب المصري في ثورته العارمة في الثلاثين من حزيران 2013، على «سلطة» جماعة الاخوان المسلمين، التي ادار مكتب ارشادها ظهره لثورة 25 يناير، وراح يُحكم قبضته على الدولة المصرية ومفاصلها الاساسية، في مسعى لإقصاء وتهميش القوى الحية في المجتمع المصري وتحويل المحروسة الى «مزرعة» للجماعة وتنظيمها الدولي، وإدخالها في تحالفات واصطفافات لا صلة لها بهموم المصريين ومطالبهم في الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.

لم يختلف خطاب الشيخ القرضاوي واتحاد العلماء المسلمين الذي يرأسه منذ تأسيسه، في الشأن السوري كذلك (لا تنسوا ليبيا)، بل ذهب بعيداً في النفخ في نار الفتنة وقراءة الازمة السورية من منظور مذهبي، بعيداً عن محاولة لضبط النفس او التدقيق في اسباب هذه الهجمة الاستعمارية غير المسبوقة على سوريا، بدعم من بعض العرب الذين لم يُظهروا كرماً كهذا او اهتماماً بقضايا الثورة والحرية ومطالب الفئات المُفقّرة وهي كثيرة في بلاد العرب، خصوصاً عندما دعا شيخنا الولايات المتحدة الاميركية على وجه الخصوص لتوجيه ضربة عسكرية ماحقة للنظام السوري «لوجه الله تعالى» كما قال حرفياً، وكأن ساكن البيت الابيض يرأس جمعية خيرية، او ظن ان الإرث الاميركي الأسود في شن الحروب وضرب المدنيين وحملات الغزو والابادة، هو إرث ربّاني وأن سيد الابيض هو المخلّص وهو مسيح العصر الجديد.

لم يحاول شيخنا الفاضل ان يقف وقفة شجاعة مع الذات وأن يراجع نفسه وخطابه المفتوح على قراءة واحدة، ذاهبة الى تكفير المسلمين واستعداء اي مذهب اسلامي غير مذهب أهل السنة والجماعة (بل هو انكر على بعض أهل السنة والجماعة ايمانهم، وشكك في اسلامهم ودعا رب العالمين الى الانتقام منهم وهزيمتهم)، وها هي المأساة العراقية المتوالية فصولاً دامية والمفتوحة على احتمالات السقوط في أتون الفتنة المذهبية السنّية الشيعية، تمنح الشيخ القرضاوي فرصة متجددة، كي «يغرف» من الاناء ذاته، غاضاً الطرف – بقصد وسابق تصميم – عن جرائم الجماعات التكفيرية والارهابية التي تؤسس لحرب مذهبية طويلة وكارثية، إذا ما سُمِحَ لمنظّريها ودعاتها وفي مقدمتهم الشيخ القرضاوي وغيره في الطرف الاخر (الشيعي)، ان يمرروا خطابهم وأن يجدوا بين الناس من يُصدّق ان ما يجري في العراق هي «ثورة سنّية عارمة»، بما يعني ان داعش الذي ارتكب مذبحة مروّعة بحق «1700» من طلبة القوة الجوية في تكريت، بذريعة انهم عناصر رافضية (اقرأ شيعية) هو الممثل الشرعي والوحيد للسنّة، ما يُعبّد الطريق على الانتقام وسفك الدماء، الذي يستدعي ثأراً وكراهية ومواجهات دامية يعرف دعاة الفتنة كيف يوقظونها، لكنهم، كما المشغّلين والممولين والرعاة، لا يعرفون كيف ومتى تنتهي وما هي الأكلاف والأثمان التي تجبيها.

مُحزنة وباعثة على الريبة والغضب، هذه الحماسة «المذهبية» المتأججة التي بدأت تتصاعد على جانبي المتراس، وهي على درجة الوضوح وكأنها مبرمجة وموضوعة على «توقيت» عواصم الغرب الاستعماري وبعض عواصم العرب، التي فقدت بوصلتها ولم تعد قادرة على كبح اندفاعتها نحو تمزيق فكرة العروبة وتفتيت ما تبقى من اواصر قومية وتاريخ مشترك بل وخصوصاً مصالح مشتركة لشعوب مقهورة ومُحبطة ويائسة كلما ارادت الانعتاق او حاولت قول «كفى»، واجهتها الانظمة بالقمع والتنكيل ومزيد من الإفقار ودائماً في «العزف» على كير الطائفية والمذهبية والجهوية والمناطقية والاقليمية، حتى تستنزف قواها وتتركها في تيه واغتراب عميم.

طبول الحرب المذهبية التي يقرعها دعاة الفتنة ومؤججو التعصب والكراهية، لن تُفلح في الطمس على المؤامرة متعددة الاطراف والجنسيات التي تديرها عواصم واجهزة ومرجعيات تدعي العصمة والايمان، لأن المعركة التي تخوضها الشعوب العربية ليست دينية، مهما حاولوا إلباسها لبوساً.. طائفياً او مذهبياً، بل هي سياسة بأبعاد اقتصادية واجتماعية (قل طبقية إن شئت) وعندها.. سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
kharroub@jpf.com.jo

استدراك: ما رأي فضيلة القرضاوي واتحاد العلماء المسلمين في دعوات داعش الى تدمير كل الكنائس في الموصل ؟ خصوصا انهم لاذو بالصمت عندما خرب «الدواعش» كنائس الرقة ومعلولا وعاثو فيها فسادا .
(الرأي)





  • 1 محمد القضاة 17-06-2014 | 12:10 PM

    حبذا لو هاجم الكاتب المحترم أصحاب العمائم السوداء الذين جندوا بفتاواهم آلاف الروافض لذبح أبناء السنة.

  • 2 قرفان 18-06-2014 | 03:09 AM

    يييييييييييييييييييييييييييييه
    هاظ اللي طلع معك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :