facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خاطره على هامش الحياه


شحادة أبو بقر
04-09-2014 03:34 AM

تبدلت القيم العظيمة التي جاءت بها الرسالات السماوية وتعارفت عليها البشرية ردحا طويلا من الزمان ، وهو تبدل أملته تطورات الحياة بكل تجلياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وما يندرج في إطارها من تفاصيل ، وهوكذلك تبدل وجد ضالته وقدرته الفائقة على التنامي المتسارع في ذهنية ونفوس بشر إجتاحتهم الدنيا بما فيها من منافع ومغانم مادية راسخة ومعنوية زائفه ، فلم يصمدوا أمام الطوفان الجارف من مغريات الحياة ، وجنحت بهم تلك المغريات صوب التزاحم على التقاط المغانم والظفر بما هو افضل كل لذاته دون سواه من الاقران ، مع ما ينجم عن ذلك بالضرورة من خصومات وتحديات وإقصاء وتهميش وتسابق محموم غير محمود على الحظوة بالغنيمه .

هذا هو حالنا نحن شعوب ما يسمى بالعالم الثالث واحيانا النامي ، وهي شعوب ستظل صفة الثالث والنامي التي أستعيض بها تأدبا عن صفة التخلف ملازمة لها طويلا وربما الى الابد ، ما دامت قد استمرأت التخلي عن واجبها في الابتكار والابداع والمساهمة في إسعاد البشرية بالعلم والاختراع والتفكر في اسرار عظمة خلق الله سبحانه ، وإستعاضت عن ذلك كله بالقبول بأن تبقى مجرد شعوب مقلدة مستهلكة تتمتع بمنتجات ومخرجات عقول العالم الآخر ، ولا تتردد في شتمه وإتهامه حتى وهي تتلذذ بما انتجت عقوله من وسائل ومتطلبات العيش الرغيد المتطور ، وليس سرا مثلا ان احدنا يرتدي ملابس أوروبية ويمتطي صهوة عربة غربية وكل ما يستخدم في حياته هو نتاج عقولهم ، ولا يتردد في إعتلا، منبر لشتمهم وإتهامهم بأنهم سبب تخلفنا وشقائنا ، وواقع الحال يقول إن كنت صادقا فأستغن عنهم وتوكل على الله وأصنع لنفسك حضارة إنتاج لا تعوزك مقوماتها ، وقد اوجد الخالق جلت قدرته لك كل تلك المقومات وباضل بكثير مما حباهم

لا علينا ذلك شأن يطول الخوض فيه ، وما يعنيني هنا هو التساؤل المشروع ربما عن مدى الهشاشة في وجودنا كبشر بحيث يسهل علينا التخلي عن قيم جليلة جميلة عاشها ورعاها اجدادنا الاوائل وكانت عنوان عقيدتنا وسلوكنا وحضارتنا التي سادت ثم بادت وصارت مجرد حجارة ً فرجة ً للزائرين من متقاعديهم وأثرا بعد عين .

نتساءل اليوم عن بعض من تلك القيم التي كانت ثم هانت ومنها النخوة الاصيلة غير المدفوعة ، والكرم الصادق غير المرتبط بمنفعة ، والمجاملة النابعة من قلوب صافية لا مكر ولا كذب ولا خداع فيها، والصداقة المجبولة بالمحبة ، والاصالة التي لا صدأ فيها ، ونقف طويلا امام قيمة رائعة إسمها الوفاء ، ونحزن كثيرا اذ لا نجد أثرا لشيء من هذا الا ما ندر كي لا نظلم انفسنا او غيرنا من تلك القلة التي ما زالت قابضة على جمر الوفاء في زمن عز فيه الوفاء ، وهي قلة لا يتردد المتحذلقون الذين جرفهم طوفان النفاق والمجاملة الزائفة التي يسميها بعضهم فن علاقات ، في وصف تلك الفئة بالسذاجة ولن اقوا الهبل إحتراما لمشاعر الأوفياء الذين باتوا عملات نادرة في هذا الزمان ، وتقديرا لصبرهم الرجولي الذي يتطاول عليه الصغار سرا وهمسا ولا يتجرأون ابدا لحظة يظهر الاوفياء الصادقون في المشهد .

لا يمكن لحالنا نحن شعوب العالم الثاث ان يستمر طويلا على هذا النحو الشاذ ، فإما ان يكون سببا لفنائنا ، او ان يقيض الله لنا جيلا ينتشلنا من هذا العبث ، فلم يعد سرا ان احدنا يقضي يومه ونهاره بثلاثة اقنعة يرتديها وفق الظرف والحال ، الاول لنفسه إذ يكون وحيدا لا احد يراه ، والغريب هنا انه يواجه حتى ذاته بقناع لا يعبر عن حقيقته كما خلقه الله ، والثاني في مواجهة اسرته ، والثالث إذ يخرج من بيته الى العامه ، ولهذا يغدو من الصعوبة بمكان على الفاحص ان يعرف حقيقة احدنا الا بعد عناء وتمحيص طويلين ، فالصورة ليست هي الصورة الحقيقية وإنما خلفها حقائق اخرى .

عشت طويلا وعرفت كثيرا وتعلمت قليلا ابرز ما فيه هو أن لا تجعل ثقتك الا بالله جل في علاه ، عليه تتوكل وإياه تسأل وبه تستعين شرط ان تعرفه سبحانه حق معرفته ، تسأله وانت واثق وعلى يقين تام من ان الله لن يخذلك ابدا ، لا تنافق لبشر ايا كان حتى لو كان ولدك ، وإظهر كما انت في كل زمان ومكان ، ولا تندم على معروف صنعته او عمل اخلصت فيه وافنيت فيه عمرك ، فالاجر على واحد احد لاسواه لا على بشر مهما علا شأنه في هذه الدنيا، قابل الإساءة بالمعروف إن استطعت ، او لاتضع المعروف الا في اهله فذلك على النفس اهون ، لا تتكبر اذ لا كبير الا الله، وأطفيء من قاموس كلامك كل لفظ سيء حتى ولو بحق من ظلمك ، فالظلم مرتعه وخيم ، او من مارس المكر بحقك ، فلا يحيط المكر السيء الا بأهله ، وتوكل على الله وارضى بما قسم لك ، ولا تشغل البال في ما ترى من سلوك الخلائق لان ذلك تعب للقلب والفكر ومدعاة للمرض ، ودع الخلق للخالق فهو بهم اخبر وادبر ، وكن وفيا لمن يستحق ، ولا تأبه بمن سواه ، ثم احبب وطنك واخلص له الوفاء ما إستطعت .

أدرك ان ذلك على النفس ثقيل لاول وهله ، لكنه وبالمحاولة هين خاصة اذا ما تأملته جيدا ، والمهم بين هذا وذاك هو أن لا تندم ابدا على ما فات ، فكل ما في الحياة الى زوال والاعمارمحدودة والآجال مكتوبة ولا يتشبث بمغانم الدنيا الفانية الا غافل او مسكين ختم الله على قلبه كي يلقى مصيره في لحظة لا يعرف متى هي ، ولا جدال في أن رحمة الله واسعة ، لكن بطشه شديد ، والخيار لنا لامحاله ، فقط نحسن صنعا لانفسنا إن نحن أدركنا بحق معنى ان تكون وفيا بما يرضي الله الذي لا إله ولا مدبر ولا مسير الاه جلت قدرته وتعالى في علاه . وهو سبحانه من وراء القصد





  • 1 سامره 04-09-2014 | 02:04 PM

    مقال ممتاز كل ما جاء فيه صحيح

  • 2 سامره 04-09-2014 | 02:04 PM

    مقال ممتاز كل ما جاء فيه صحيح

  • 3 سامر التل 05-09-2014 | 12:04 PM

    خاطره ممتازه لكن ما الحلول وكيف. الامر بحاجه لاراده سياسيه فالشعوب مسيره وإذا نطقت ضربت
    هل لنا بالتجربه التركية مثال ؟

  • 4 خبير 05-09-2014 | 02:16 PM

    كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ؟؟؟؟؟؟؟

  • 5 الدكتور مراد شنيكات 06-09-2014 | 03:33 AM

    شكرا للكاتب على التركيز دائما على الاخلاق والدين والقيم النبيلة)


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :