كتبت بالسابق مقال عن اختيار امين عام التعليم العالي والذي قرار تعينه ما زال يراوح ادراج مكاتب اصحاب القرار ، وكأن به من يتولى هذا المنصب سيكون لديه من المزايا والمكتسبات لا توجد في باقي المناصب الحكومية الاخرى ، حتى ان كثرة التوسط والتدخلات والضغط على اصحاب القرار ساهم في تاخير القرار المتعلق بهذا الشان، والذي يظهر من خلال الضغوطات التي تمارس من المرشحين لهذا المنصب وبالاستعانة بالعشرات من الوزراء والنواب والسياسين للمساعدة في الحصول عليه .

إن سعي كثير من اساتذة الجامعات الى التوسط واللهث وراء هذا المنصب يشكل مسالة خطيرة ، خاصة بان افراد المجتمع ينظر لهم على انهم النخبة وهم في نظر الناس علماء وباحثين وبخاصة نواب رؤساء الجامعات وعمداء كليات ، وللاسف ان بعضهم عمد الى جمع تواقيع من النواب للتوسط لترشيحه لهذا الموقع ، وعلى اصحاب القرار عدم الرضوخ امام اي عرائض تجمع او جمع وزج نواب لاحراج الحكومة لاختيار اين من هولاء سواء كانوا نواب رؤوساء جامعات او عمداء كليات .

وان بادرة رئيس الحكومة باتخاذ قرار رائع بأنه منع تدوير المواقع في اختيار رئيس جامعة ال البيت ، وشمل ذلك بعدم اختيار اي نائب رئيس حالي او وزير سابق او رئيس جامعه من الاختيار لموقع رئيس جامعة ال البيت ، ونتمنى نفس الامر على كل نائب رئيس جامعه او عميد كلية حالي او اي شخص بالوظائف العليا من الترشيح النهائي وذلك للمحافظة على استقرار الشأن الاكاديمي، وان ذلك رسالة قوية من الحكومة لمن يحتل مواقع عليا بالجامعات بالانصراف لتطوير جامعاتهم التي تم اختيارهم لتلك المواقع وليس التوسط والتنقل بينها .

وبالتالي لا بد من استثناء كل استاذ دكتور يعمل نائب رئيس او عميد كلية من هذه الترشيحات لتستفيد منهم الادارة الجامعية في الجامعات التي يعملون بها ، وحتى تستقر الجامعات بأدارتها لشؤونها ، سيما وان هناك حالة تراجع شهدتها الجامعات لاسباب عديدة ومنها ضعف الادارة الجامعية والتي يتم اختيارهم وفق ضغوط ذوي النفوذ لاشغال نائب رئيس او عميد كلية ، ولابد من التصدي لهؤلاء الاشخاص الذين يلهثون وراء منصب امين عام وزارة، لان همه الاول سيكون الانتظار لحين تعينه رئيس جامعه وهذا ما حدث سابقا ،وبالتي لن يقدم للوزارة اي اضافة وانما سيزيد الوزارة ضعفاً وتقصيراً بسبب تحويل الوزارة لتحقيق مصالح المتنفذين وتأزيم العمل بها.

ولذا نتمنى على دولة الرئيس المشهود له بحنكته والدراية بكل شؤون الجامعات ان يقوم باختيار الامين العام ذلك الشخص الملم باعمال الوزارة وعدم الرضوخ للواسطات والمحسوبيات ، وان يقوم باختيار شخصية تعرف عمل الوزارة وله دراية بكافة انشطتها واعمالها ليساهم في تطوير استراتيجيات التعليم العالي ورفع مكانتها ولتكون البيئة المناسبة لتطوير عمل قطاع التعليم العالي .