facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إذلال !


ماهر ابو طير
10-10-2014 04:20 AM

زرت الاقصى في حياتي ثلاث مرات، فقط، وكنت ألوم نفسي بعنف على هجرة الاباء والاجداد عام سبعة وستين، من القدس، فلماذا تركوه ولمن تركوه، ايضاً، في ذاك الزمن؟!.

سألت جدي الراحل ذات مرة، لماذا تركتم القدس، عام سبعة وستين، وانتم تعرفون مسبقا، انكم لن تعودوا، وليس ادل على ذلك من انكم رأيتم بأم اعينكم مصير الذين خرجوا عام ثمانية واربعين، فلم يعودوا؟.

تجربتهم كانت ماثلة امام عيونكم، اذ غادروا خوفا على اعراضهم، اولا، ولانهم بلا سلاح، وكانوا على ثقة انها هجرة لعدة ايام فقط وسوف يعودون، لكنكم رأيتم الخديعة التي وقعوا فيها، فلماذا وقعتم فيها مجددا؟!.

لمعت عيناه، وسكت، وقرأ اللوم خلف الكلام، فرد ان اللوم اليوم سهل، لان ذاك التوقيت حفل بذات الاجواء والاشاعات، قتل الابرياء وانتهاك الاعراض، ولا طلقة واحدة بيد الناس، ليدافعوا عن انفسهم.

لومي آنذاك، تبدد جزئيا هذه الايام، لانني رأيت العراقيين والسوريين، واغلبهم متعلم وواع، ولا احتلالات في بلادهم، والسلاح بيدهم، لكنهم برغم كل هذا غادروا خوفا على اعراضهم، وابنائهم.

الفرق بين زمنين كبير، غير ان الخروج واحد، تعددت الاسباب، والمذاق واحد، لكنني اصر ربما بترف البعيد القريب، على ان ترك الاقصى، وهجره، لا يمكن تبريره ولا مقارنته بأي ظرف آخر.

برغم كل هذا، يطرق الاقصى قلبك، اذ تدخله، يكاد ان يلومك، يكاد –والله العظيم- يكاد ان يشكو الهجر والهجران، فهو كائن حي، يدمع، يتألم، ومن هو ذاك – اصلا- الذي يظن ان بيوت الله، حجر فقط.

كان المسلمون في زمان العز، يتبرعون بالزيت للاقصى من اجل ايقاد الاف السراجات فيه، والتبرع يأتي من كل الدنيا، لان النبي صلى الله عليه وسلم، اوصى الناس بزيارته، فإن لم يتمكنوا، تبرعوا بزيت لسراجاته.

القدس اليوم، خليط من المقدسيين، واهل الخليل، ولولا كتف اهل الخليل، لتم محو وجه المدينة العربي،لكن كل هذا لا يكفي، درة العرب مختطفة، والاحتلال ينتهك حرمة الاقصى كل يوم، لتطويعنا واذلالنا، لقبول شراكتهم فيه، او سطوهم الكامل عليه.

اذ تستمع الى شيخنا الخليلي مقرئ الاقصى محمود رشاد الشريف، في عمان، وهو الذي قرأ القرآن في الاقصى والحرم الابراهيمي في الخليل عشرات السنين، تقول له، وقد قلتها في بيته ايضا، ان كل الحزن في صوته، من حزن الاقصى.

ما سر هذا الحزن يا شيخنا، لولا ان صوتك يشرب من نبع الاقصى الحزين، ولولا ان هذا من ذاك؟!.
تدمع عيناك قهرا على الاقصى، وانت ترى اذلاله يوميا، واهانته يوميا، بكل الوسائل، فتعرف ان اذلاله والسكوت على اذلاله، لن يمر هكذا.

كل الساكتين على اذلاله سيذلهم الله واحدا واحدا، لان الخذلان هنا مكلف، ولان هذا البيت ليس مؤسسة فلسطينية يمكن خذلانها، فهذا بيت الله.

ثم سنرحل ذات يوم، وستنطفئ عيوننا، وستبقى ظلال الهزيمة وحدها حية في عيوننا تبرق مثل نار تحت الارض وفوق الارض عبر جفوننا، وستكون تلك علامة على جباهنا يوم الحساب.
ماذا سنقول يومها، وبماذا سنجادل؟!.
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :