facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اذاعة مونتي كارلو


المهندس سميح جبرين
29-03-2008 03:00 AM

من البديهي انه لمن اراد ان يكون متميزا ان يبحث عن الجديد.هذا الجديد الذي يتيح النظر للامور من زاوية مغايرة عن الزاوية التي ينظر من خلالها بالعادة ،وذلك بمحاولة لكسر المألوف للخروج من الصور النمطية المعتادة، بحيث اصبحت هذه الصور تشكل قالبا من الصعب الخروج عليه.

نتناول من هذا المألوف محطات الاذاعة (الراديو) ،فلقد كانت هذه المحطات ومنذ بداية العمل بها في جميع البلاد العربية تبث برامجها الاخبارية والثقافية و الفنية ضمن اطار من الرسمية لا يمكن تجاوزه ،بمعنى ان سياسة هذه المحطات كانت لا تسمح بتعدي خطوط حمراء فرضتها انظمة حكم في دول عربية ،وطبعا بما يتوافق مع شكل هذا النظام أو ذاك.

هذا الامر دفع بالمستمعين للبحث عن محطات اذاعية عالمية تقدم لهم معلومات أكثر و أدق من ما كانوا يحصلون عليه من محطاتهم الرسمية.وكما هو معروف للجميع، ان اذاعة لندن و لغاية النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، كان ينظر لها بأنها المحطة الاكثر استماعا و الاكثر موضوعية و دقة لدرجة انها دخلت في ادبيات المسرح العربي، فها هو دريد لحام نسمعه في احدى مسرحياته يخاطب عامل في المقهى قائلا له " افتح على ازاعة لندن لحتى نعرف شو في اخبار ببلدنا ".وهنا نقول بأنه لا شك من الدور الذي قامت به وما زالت اذاعة لندن من فتح افاق امام المستمعين العرب ،الا ان الملاحظ ان هذه المحطة كانت مفرطة في جديتها بحيث لم تستطيع اجتذاب جيل الشباب و بقيت ليومنا هذا، الاذاعة الاقرب لكبار السن و الرسميين من المستمعين.

كما اسلفنا بقي الحال على ما هو عليه لحين ظهور اذاعة عالمية جديده بأسم راديو مونتي كارلو ،حيث انطلقت هذه الاذاعة في عام 1972،الا انها لم تكن معروفة الا في لبنان ،ولم يتسنى لها الانتشارفي الوطن العربي الا في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي ،و بتقديري ان السبب في ذلك يعود الى لجوء الكثير من اللبنانيين الى البلاد العربية بسبب الحرب الأهلية ،ولحاجتهم الماسة للاطلاع على تفاصيل ما يدور في بلدهم ،لم يجدوا سوى اذاعة مونتي كارلو كملاذ لهم ،حيث كان معظم العاملين في هذه المحطة لبنانيون،ما يوجب عليهم الاهتمام اكثر بأخبار بلدهم.وهذا ما ادى الى تعرف المواطنيين العرب الى هذه المحطة الجديدة.الا ان هذا السبب لا يعتبر كافي للانتشار.

فلقد كان خروج هذه المحطة عن كل المألوف من ادبيات البث الاذاعي السبب الاكبرفي ذيع صيت هذه المحطة .فكانت المرة الاولى التي نستمع بها لمذيع يتكلم باللهجة اللبنانية العامية المحببة الى مسامع جميع المواطنيين العرب ،حيث استطاع (الأميغو) المذيع المحبوب حكمت وهبي ( رحمة الله عليه ) دخول كل البيوت العربية بخفة دمه من خلال برنامج"فنجان قهوة سكر زيادة"هذا البرنامج ربما الاكثر شعبية في تاريخ البرامج الاذاعية العربية ،وهذا ما دفع الملايين من الشباب لمتابعة برامج هذه المحطة ،لنكتشف من خلالها صاحبة ارق صوت اذاعي نسائي للمذيعة هيام التي هام بصوتها الكثيرون ،ثم ليتناهى الى مسامعنا صوت رجولي باهر لجورج قرداحي يتلو علينا نشرة الاخبار ،ليتبين لنا لاحقاً بأن طلته على شاشة التلفزيون لا تقل ابهاراً عن صوته .

وهنا لا ننسى المذيع حنا مرقص الذي قدح عندنا شرارة وجوب متابعة آخر الاخبار الفنية العالمية، لما لها من دور في تشكيل وجدان الشعوب الغربية، حيث كان هذا المذيع ولا زال ليومنا هذا يجر لنا عربته المحملة بآخر الاخبار الفنية في مجال الموسيقى و السينما .

وكنا نستمتع بالقصص الغريبة التي كان يقرأها لنا غسان بأسلوب مشوق وغير مسبوق ،اما انطوان بارود صاحب الصوت الاذاعي الأميز، فهو يتلو علينا الاخبار و كأنه يلقي قصيدة شعر.

وفي هذا السياق تعتبر كابي لطيف في الوقت الراهن بيضة القبان التي ترجح كفة راديو مونتي كارلو على بقية المحطات الاذاعية المنتشرة في الوطن العربي.

نحن هنا في الاردن لنا خصوصية مع هذه الاذاعة ،حيث ان مراسلتها السابقة المتميزة السيدة رنده حبيب كان لها دائما السبق بنشر خبر استقالة الحكومات الاردنية ،هذا الخبر الذي كان يدخل الفرحة الى قلوب الاردنيين بعد ان يكونوا قد ذاقوا ذرعا من هذه الحكومات .

لا يسعنا في هذه العجالة ان نذكر جميع المبدعين الذين ساهموا في وصول اذاعة مونتي كارلو الى ما وصلت اليه من شهرة ،وذلك بما اختطته من نهج مغاير لما كان سائد،بحيث اصبحت هذه المحطة بمثابة البوصلة، يسترشد بها جميع القائمين على ادارة المحطات الاذاعية و الخاصة منها تحديداً،لدرجة وصلت ببعض المحطات الى استقدام مذيعات يتكلمن باللهجة اللبنانية ،وذلك في محاولة لمحاكاة ما هو سائد في اذاعة مونتي كارلو .

بقي ان نقول، بأنه يتوجب على المختصين في مجال الاعلام، دراسة ظاهرة اذاعة مونتي كارلو وما تركته من بصمات في مجال الارتقاء بمستوى المحطات الاذاعية بعالمنا العربي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :