facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نظرية لكل شيء!


د. محمد أبو رمان
05-12-2014 03:36 AM

عنوان المقال هو اسم فيلم درامي يستحق المشاهدة "The Theory of Every Thing"، عن حياة الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ، الذي قدم نظرية جديدة في الفيزياء النظرية، ويعتبر أحد عباقرتها المعاصرين. لكن ما يميز قصته أنه أصيب في مرحلة مبكرة من الشباب بمرض نادر (التصلب الجانبي)، يؤدي إلى ضمور الجسم والعضلات بالتدريج. وهو مؤلف كتاب "مختصر تاريخ الزمن". والفيلم مستوحى من كتاب لزوجته السابقة، التي ساعدته كثيراً في إبداعه وصراعه مع المرض.

الجميل في الفيلم أنه يقدّم لنا نموذجاً استثنائياً، ليس فقط على الصعيد العلمي والإبداع البحثي والفكري، بل ما هو أهم منه، وما نحتاج إليه في المجتمعات العربية اليوم، وتحديداً مع حالة الإحباط واليأس التي تنتشر لدى نسبة كبيرة من الشباب، أي المثال الإنساني على الصراع من أجل الإبداع والإنجاز، برغم الظروف النفسية والجسدية القاهرة. وضمن أسوأ الحالات، استطاع هذا الشاب العالم أن يطوّر نظريات علمية غير مسبوقة، وأن يواجه التحدي بقدر كبير من الإصرار والإرادة، حتى بعد أن فقد قدرته على النطق والحركة!

وربما ذلك هو جوهر الفلسفة الثاوية وراء الفيلم، والنظرية الحقيقية التي تفسّر كل شيء في الكون والحياة. فهو كان يبحث عن معادلة بسيطة سهلة "نظرية لكل شيء"، تفسر بداية الكون وقوانينه بجمل بسيطة محدودة. لكن "النظرية لكل شيء" التي يصل إليها المشاهد، تتمثل في أنّ الأمل والإرادة هما ما يخلق النجاح والإبداع والإنجاز، والقدرة على مواجهة التحديات؛ وهما القيمة الحقيقية التي من المفترض أن تحرص المجتمعات والدول على تعزيزها في روح الشباب والأجيال المقبلة.

ما هو أجلّ من ذلك أنني استمتعت كثيراً بالنقاش الذي دار على صفحتي الخاصة (على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك") بين أصدقاء ومثقفين عن شخصية ستيفن هوكينغ، وما يطرحه من آراء ونظريات عن بداية الكون، وفيما إذا كان مؤمناً أم ملحداً أم بين الطرفين، مع مقابلات مصورة تطرح هذه القضايا بصورة جميلة. فمن الرائع أن تجد هذا الاهتمام والاطلاع لدى العديد من الأصدقاء غير المتخصصين أصلاً في الفيزياء، أو حتى في أيّ من هذه المعارف العلمية، لكنّهم يمتلكون ثقافة جيدة حول هذه القضايا المهمة.

أحد المتناقشين وضع فيلماً مذهلاً للبروفسور ميتشيو كاكو، أستاذ الفيزياء النظرية، يلخص فيه (عبر 42 دقيقة فقط) فلسفة الفيزياء وأهميتها، وأهم المراحل التي مرّت بها، وتأثيرها في مجال الصناعة والحضارة والمعرفة، والنظريات العامة الأكثر أهمية في الفيزياء، أو القوى الأربعة المؤثرة في حياتنا وتطورها، وكل ذلك بلغة جميلة وبسيطة وجذّابة. فوجدتُ نفسي، لاحقاً، انتقل من فيلم إلى آخر في الموضوعات نفسها، من نيوتن إلى آينشتاين إلى آخر يتحدث عن عباقرة بريطانيا في العلوم، نحو أفلام تتحدث بلغة جميلة واقعية عن الكون والاكتشافات المعرفية وتاريخ العلوم، والقفزات التي حدثت فيها، وتأثيرها على حياة الإنسان والمجتمعات والدول.

كم كنتُ أتمنّى، بالفعل، أن تلتقط هذه الأفكار نخبة من الأكاديميين الأردنيين، أو المسؤولين عن التعليم؛ كوزير التربية والتعليم، ويبدأوا عملية تطوير نوعي وجوهري حقيقية على مناهجنا التعليمية؛ فيتم إدماج مثل هذه الأفلام التي يعدّها علماء متخصصون حتى يربط الطلبة بين ما يأخذونه من معرفة، وكأنّها مجرّدة بلا قيمة واقعية وعملية، في مجال الفيزياء والكيمياء والعلوم، وحتى العلوم الاجتماعية، بالواقع والمشكلات والحلول والتطور الإنساني عموماً!

إذا أردنا أن ننقذ الجيل المقبل، وأن نفتح له أفقاً حتى لا يسقط في براثن الأزمات الراهنة، فإنّ سلاح المعرفة، وإيمانه بالعلم والتجربة والبحث العلمي، هي القيم التي توفّر له "شبكة حماية" دائمة!
(الغد)





  • 1 داروين لمعاني 05-12-2014 | 05:10 AM

    صح النوم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :