facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




للبيوت أسرارها ، وللدول كذلك أسرارها


شحادة أبو بقر
17-01-2015 03:35 AM

كما للبيوت أسرارها ، فإن للدول كذلك أسرارها ، ومن يعتقد بأن الديمقراطية والشفافية تعنيان ان تفتح الدول أدراجها لمن هب ودب ، او ان تشرع ابوابها للجميع ليطلع على كل شئ ، فهو واهم تماما ، أو هو عمليا لا يقر بمبدأ السرية التي لا بد منها صونا للمصالح العليا للدول وشعوبها ، لا بل يرى أن الدولة ليست دولة بالمفهوم الذي تعارفت عليه البشرية منذ فجرها الاول .

كل دول العالم تتنصت طبيعيا على بعضها البعض وتجمع المعلومات بإستمرار عن محيطها وإقليمها وعن سائر قوى النفوذ الدولي القادرة على توجيه مجريات الاحداث والتأثير فيها ، وتلك مهمات ينظر اليها على أنها عمل وطني جدير بالاحترام والتقدير ، وفي المقابل تحرص كل دولة على حجب المعلومات الخاصة بها عن سواها وتحاكم من يدلي بهكذا معلومات من مواطنيها لمصلحة غيرها ، وترى في ذلك خيانة وطنية تستوجب العقوبة التي قد تصل حد الاعدام .

نقول هذا ونحن نرى في بلدنا من يعتقد وفق فهم قاصر او مبالغ فيه للديمقراطية والشفافية أن على السلطة الحاكمة ان تكشف أوراقها كاملة في كل أمر وسياسة وقرار وتوجه وأجراء ، وإلا فهي عدو للديمقراطية وحرية الحصول على المعلومه ، وينسى أن الامر لو كان كذلك لما كانت هناك دول بالمفهوم السائد للدول على وجه البسيطه ، وإنما ساحات مفتوحة فاقدة لقيمة الامن الوطني المطلوب كي تستمر الدول دولا تديرها هيئات رسمية أنيطت بها مسؤولية إدارة الدول بأمان تام ومنهجية تحفظ لها وجودها وإستقرارها وتقدمها وتوفر حياة كريمة آمنة لشعوبها .

مشكلتنا في دول العالم الثالث اننا نفهم الديمقراطية خطأ على انها حقي في ان افعل ما أريد وامتلك ما اتمنى واعرف ما ابغي بغض النظر عن حق غيري ومدى تأثره سلبا او ايجابا بذلك ، فلا خصوصية لاحد سواي ولا حقوق لغيري ، وبعدي فليأتي الطوفان ، ومن هنا فنحن نعاني شعوبا ودولا وحكومات ، ولهذا ولغيره أخفق ما يسمى بالربيع العربي مثلا في تحقيق هدف إيجابي ، وتحول الربيع الى قتل ودماء وتشرد وعذابات ستطول كثيرا أن لم نطور المفهوم ونغير ما بنفوسنا حتى يغير الله جلت قدرته احوالنا الى ما هو افضل وارحم واكرم .

العلاقات بين الدول اشبه ما تكون بلعب الورق ، كل لاعب يخفي اوراقه كي يكسب وإلا فهو خاسر لا محاله ، واللاعب الذكي المبدع هو من يراقب سير اللعب ويتعرف على إحتمالات ما بيد نظيره من ورق عبر هكذا رقابه ، والعلاقة بين الدولة الواحدة وجمهورها تقوم على إحترام الجمهور لأسرارها التي تصب أصلا في مصلحة هذا الجمهور ، فالسلطة بمثابة الاب الذي يجهد ويسهر ويواجه المصاعب والمتاعب من اجل اسعاد اسرته ، وبالتالي فأن ما يعرفه الاب بحكم الموقع والمسؤولية اوسع بكثير مما يعرفه افراد الاسرة ، ولهذا فإن عليهم إدراك حقيقة ان للمعلومة حدودا للعلن وللسر وليس مباحا كشف الورق كاملا بلا حدود ، وإلا فأن العاقبة وبال على الجميع ، وبالذات عندما يتحول الامر الى تبرير لهذا الموقف او هذا القرار او ذاك ، ليصير الحال جدلا سلبيا يضطر ولي الامر معه الى الانشغال كل الوقت في أقناع الاسرة بان ما فعله هو من اجلهم ولمصلحة عليا تطلبت ذلك ، وهو جدل يصرف الجميع عن امور اهم ويدخل الجميع في ورطة التفاصيل التي يكمن الشيطان دوما في ثناياها .

نعم للبيوت اسرارها ، وللدول كذلك اسرارها ، خاصة عندما يؤمن الجمهور وعن ثقة وقناعة بأن لا فرق بين البيت والوطن ، فكلاهما المأوى الذي لا مأوى سواه ، وكلاهما الاجدر والاحق بأن يصانا من اي عبث . والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :