facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التعديل الوزاري


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
03-03-2015 04:20 AM

لقراءة التعديل الوزاري الاخير, حاولت التقييم بحسن نيه و لكن كل محاولاتي باءت بالفشل. فأنا كمواطن اردني متابع لا اجد ان من وظيفتي مجاملة الحكومة و مؤسسات صنع القرار و لا انتقادها و لكن تقييمها ضمن بوصلة محدده و هي الانتماء للاردن ماضيا و حاضرا و مستقبلا. برأيي الشخصي ان التعديل الاخير هو نكسة و عودة الى مسار خاطئ توقعنا اننا قد تجاوزناه و تعلمنا دروسه و لكن يبدو ان المشاريع لا تحزم حقائبها و ترحل و لكنها تنام تحت الرماد ليعاد بعثها من جديد بشكل او باخر. لتوضيح الصوره لا بد من تفكيكها و تحليلها و ربطها بماضيها

نبدا من سلسلة (سياسي يتذكر/ مضر بدران) والتي اظهرت لنا كيف كان نهج الخلايا و المستشارين حول رأس الدوله و كيف تكونوا من مجموعات من شتى الاصول و المنابت تميزوا بعمق الانتماء الوطني و الاقتراب من نبض المجتمع و كيف كانوا يدخلون في نقاشات طويله مهذبة مع الملك الحسين رحمه الله في القرارات.

في تلك المراحل تم بناء مؤسسات تعتبر في منظور اليوم اعجازيه مثل الجامعه الاردنيه و المدينه الطبيه و شركة البوتاس و الكهرباء و صوامع الحبوب و القائمة تطول.

ننتقل الى بضع سنوات عجاف في منتصف العقد المنصرم تم فيها تحت مبرر المديونيه بيع مؤسسات مهمه بطريقه ان احسنا الظن فيها نقول خطايا و خرج علينا سياسيون لم نسمع بهم من قبل بوصفات غربيه معلبه وصل اليها الغرب كنتيجه لتطور اخذ خصوصيته و ضمن احتياجاته.

لم تراعي هذه السياسات الخصوصيه الوطنيه و المجتمع الاردني لتنتهي بخصخصة مؤسسات مهمه و بطرق غير سليمه زادت من معاناة المواطن و الغريب انها ادت الى ارتفاع المديونيه. نعطي مثال بسيط خصخصة شركة الكهرباء التي انتهت بضمان الربح للشركات المشتريه مع تحمل الحكومة العجز في اسعار الطاقة و الذي تعمل الحكومه على تحميله للمواطن اليوم.

هذه السياسات في تلك السنوات العجاف تعاملت مع الاردن كشركة تؤدي خدمات لزبائن و ليس كدوله عليها مسؤوليه اجتماعيه امام مواطنيها مما ادى الى تراجع فكري تعليمي اقتصادي سياسي. فضلا عن تراجع في العدالة الاجتماعية و تراجع الاهتمام بالاطراف لصالح المركز مما ادى الى زيادة معدلات الفقر و الحرمان و الحنق الشعبي. هذا فضلا عن اضعاف الروح الوطنيه التي يعززها المشاركة و التضامن و الشعور الانساني من المسؤول مع المواطن العادي.

هنا لنكون منصفين يجب ان لا ننسى الوجه الاخر من السياسة الخاطئه و الذي قد يكون جاء ردا على سياسات المغامرين و هو لون الجهوية و التي اختصرت الاردن في مناطق محدده مع اهمال و اقصاء و تهميش باقي المناطق. فحصلت مناطق بعينها على نصيب الاسد في كل مكاسب الدوله و اهملت جرش و معان و الطفيله و عجلون و مناطق من اربد مثل الكوره في حين تأرجحت باقي المناطق يمينا و شمالا حسب مراكز ثقلها في الدوله.

قد يغضب حديثي البعض و لكن اجد ان من واجب النخب ان تضع الامور بصورتها الحقيقيه دون مجامله او تبرير لأن الاردن للجميع و هو ملك للجيل الحالي و للاجيال القادمه و نظره سريعه من حولنا نجد اننا في جزيره امنه محاطه بمحيط متلاطم من المشاكل و الحروب. لذا فأن المحافظه على الاردن ليس ترفا او كماليات بل هو ضروره ناهيك عن ان الوطن هو الدم الذي يجري في عروقنا و لا يجوز ان نسمح بتقسيم الاردنيين الى شركاء و اجراء (مفردها اجير).

اعود الى التعديل الوزاري و الذي اعاد لون السنوات العجاف بتيار السياسات المغامره و اللون الاخر باغلبية وزراء من مناطق بعينها. حاولت ان افهم الهدف من التركيبه الوزارية الجديده و السياسات المرجوه و لكنني عجزت عن الوصول الى نتيجه.

الخلاصة اننا توقعنا مكافئة الشعب الاردني على وعية العميق الذي ظهر في كل المناسبات و الانتماء الصادق للوطن و الجيش و المؤسسات و القياده بتخفيف الاسعار او تصحيح اخطاء سابقه اهمها الكهرباء او تخفيف الرسوم الجامعية و لكن فوجئنا بتعديل وزاري استباح ذاكرتنا و اعاد الينا ايام التنفيع و الاسترضاء و تفصيل الوزارات على المقاسات. بصراحة انا متشائم جدا.

حفظ الله الاردن و الشعب الاردني القابض على الجمر و حمى الله الجيش و المؤسسات والقياده.



د. هيثم العقيلي المقابله/جامعة العلوم و التكنولوجيا الاردنية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :