facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الناقد الرسمي للحكومة


24-04-2008 03:00 AM

لنتخيل الأمر على النحو الآتي: صرح الناقد الرسمي للحكومة بما يلي..... وهذا لن يؤثر مطلقاً على تصريحات الناطق الرسمي..

التقيته بعد فترةٍ، هو زميل عمل ومديري ذات فنوش، قال لي: بعد أن فرغتُ من قراءة كتابك ( كلّه تمام)، لم أجد نفسي إلا وأنا أطلق عليك لقب الناقد الرسمي للحكومة.. ماذا أقول عن هذا الشرف الذي لا أدعّيه.. كيف يمكن أن تصبح ناقداً ورسمياً للحكومة؟.. حقاً هل يمكن أن يكون هناك ناقداً رسمياً ومعارضاً رسمياً للحكومة؟ أي هل تصبح هذه وظيفة من ضمن الوظائف التي تعرضها وتشرف عليها الحكومات.. ماذا أقول لصديقنا ناصر جودة زميلي الناطق الرسمي للحكومة والذي يكني ذات الكنية لي أبا طارق.. في الواقع هناك أقوال بأن الحكومات إذا لم تجد من يتطوّع للقيام بدور المعارض أو الناقد، فإنها تقوم بتشكيله تماماً كما شكّل بجماليون تمثال الشمع الذي يريد أن يرى فيه نوعاً معيناً ومرغوباً له من الناس.. تخيّلوا لو أن الحكومات لم تعد تجد من ينتقد أداءها وممارساتها وسخرياتها التي تتفوق فيها على كلّ ما نتشدق من كتاباتٍ ساخرةٍ وناقدةٍ.. ألم تسمعوا ذلك التصريح الذي أدلى به السفير الإيطالي بدعوته للشعب أن لا ينتخب النوّاب الذين لم يلبّوا دعوته لهم.. السؤال: هل حقاً أن الشعب هو من انتخب النوّاب؟؟ يا صديقي أبو المعتز والله إنني لا أقدر على حمل هذا اللقب الخطير والمشبوه، فأن تكون ناقداً رسمياً، هو يشبه أن تكون مدجناً ومهجناً وخانعاً رسمياً.. صدقني إذا أردت لشيءٍ أن يفقد قيمته ومعناه ولونه ومذاقه.. فقط عليك بتكليف الحكومة بهذه المهمة.. نعم أنا وأنت نعرف كم هم الذين يتطوعون ليقوموا بأدوار المعارضة العلنية، لكنهم الأكثر إذعاناً في الخفاء.. لم يعد العمر يحتمل الكثير من المراوغة والمناورة.. لم تعد الروح تقبل الانكسار أو الانتصار.. لم يعد القلب يستطيع احتمال كلّ ذلك الحب أو الكره.. لم يعد ثمة ضوء في نهاية النفق.. بل لم يعد هناك نفق، فقط هي الهاوية.. ألم تر كيف أصبحت القضية قضية خلويات فتوح وشنطات دولارات حماس وقبلات أولمرت وعباس.. يا صديقي لم يعد في العمر من كفاية للقيام بمثل هذه الأمور التي فات أوانها ولم نعد صالحين لأكثر من ممارسة الشخير الرائع والتجشؤ الأروع.. آه نسيت ماذا عن الأغنام التي لم تعد حلالاً بل أصبحت مال حرام.. عندما يصبح ثمن الدقيق أقل من العلف، ماذا تتوقع مني أن أفعل.. وعندما يصبح الحليب المجفف أقصى أمنيات أطفالنا.. عندما تكتشف وزارة التربية أن الفيتامينات والحليب والفاكهة وحتى التمر، كلها فاسدة.. وصلنا للفساد، هذه الكلمة التي بتنا نخجل أمامها لأننا في ممارساتنا فقنا جميع صفاتها البذيئة.. بذاءة، عندما تصبح معداتنا تمتلئ بثاني أكسيد الفقر والهزال وفقدان الشهية.. وعندما تصبح عقولنا يملؤها الخواء والفراغ والعبث.. إنها البلاهة التامة صديقي أبو المعتز، وتريدني أن أقبل بمنصب الناقد الرسمي للحكومة.. وأنا وأنت وكلنا منقودين مأكولين مسحوقين مشلولين.. نحن لم نعد بقادرين على الطأطأة والامتطاء الذي كان آخر ما نقدر عليه.. واسلم صديقي إذا أمكن لك ذلك؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :