facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هشام عودة يكتب: في وداع عزيز العراق


12-06-2015 09:53 PM

كان طارق عزيز يمثل وجه العراق الحضاري في العلاقة مع العالم، حتى في أحلك الظروف السياسية التي واجهها العراق.

وظل قادراً على تقديم خطابه القومي العروبي المنفتح، بسبب ثقافته الواسعة ووعيه العميق والتصاقه بمنظومة المبادئ التي آمن بها منذ شبابه المبكر.

ولذلك فإنه قدم نموذجاً مختلفاً للدبلوماسية العربية، التي ظلت ترفض التبعية، مقدماً في جميع الحالات مصلحة العراق والأمة على كل المصالح.

في سنوات قيادته للدبلوماسية العراقية نجح طارق عزيز في فضح الأطماع الصفوية الفارسية، ونجح في فضح العدوان الأميركي الأطلسي الصهيوني على العراق، وظلت قامته عالية مثل نخل بلاده، ومن أجل هذا تم أسره وتعذيبه واغتياله في السجن، ثم اختطاف جثمانه من قبل المليشيات الصفوية الفارسية، المليشيات الظلامية المعبأة بالحقد والكراهية على كل ما يتصل بالأمة ومشروعها.

من يعرفون طارق عزيز يعرفون أنه كان يمثل النبض الحقيقي للأمة، ويعرفون أنه كان قادراً على تشخيص معسكر الأعداء بدقة، وظل قادراً على مواجهة كل الأعداء متسلحاً بالعنفوان، لكن الذين كانوا يخافون منه حياً، ظلوا يخافون منه أسيراً، وها هم الآن يخافون منه ميتاً، ويعرف القاصي والداني أن الأذرع الصفوية الفارسية ومليشياتها المجرمة هي من تقف وراء عملية اختطاف الجثمان، في صورة قبيحة من الحقد والكراهية والثأر الطائفي.

قبل اغتيال طارق عزيز واختطاف جثمانه، قامت هذه المليشيات نفسها، التي تقف وراءها ايران بكل ثقلها، باعتيال أكثر من مائة وسبعين ألفاً من رفاق طارق عزيز، في مقدمتهم الرئيس صدام حسين، وهي التي تتحمل المسؤولية الجرمية عن اغتيال مئات الآلاف من المواطنين العراقيين منذ الاحتلال عام 2003 وحتى الآن، في ظل صمت وتواطؤ عربي ودولي. اختطاف جثمان طارق عزيز فضيحة مدوية في وجه المجتمع الدولي، وفي وجه من تبقى من أحرار العرب والعالم، وتؤكد في الوقت نفسه أن الكبار يظلون كباراً حتى في نعوشهم، وطارق عزيز واحد من الكبار الذين تعتز الأمة بهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :