facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شاهر الرشدان مايسترو مناهجنا الدراسية .. وداعاً


خلدون ذيب النعيمي
22-12-2025 01:35 AM

لطالما استهواني قراءة اسمه على كتاب اللغة الانجليزية كواضع للمنهاج في مدارسنا الاساسية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي ، وقتها كان تبدأ دراسة اللغة الانجليزية مع بداية الصف الخامس الاساسي مقارنة مع الآن الذي يبدأ مع الصف الأول الأساسي ورغم ذلك لم تكن تنتهي السنة الدراسية وقتها حتى يكون الطالب ملماً بقراءة وكتابة الكلمات الإنجليزية ، كان منهاج كتاب "بترا" باللغة الانجليزية بالتوازي مع منهاج القراءة العربية "باسم ورباب" المشترك مع سورية وفلسطين وكانت رسالة المدرسة كبيت ثاني للطالب في التربية والتعليم وكان المعلم بمثابة الأب الحقيقي قبل ان توجد المنصات التعليمية الخاصة ، لم يغب اسم شاهر الرشدان عن ذهني وبلا شك لم يغب عن ذهن أجيال كثيرة ممن عايشوا أسمه في مناهجهم الدراسية حتى كانت لي بعد ذلك محطتان معه اتسمت الأولى بالسرور والثانية بالحزن وهكذا الحياة بتصاريفها فرح وترح بابلغ توصيف .

الأولى ، بعد قبولي كطالب جامعي في الإعلام وذلك في منتصف تسعينات القرن الماضي عندما اشار لي احد الزملاء بأن من نشاهده في هذه اللحظة هو الدكتور شاهر الرشدان واضع مناهجنا الاساسية باللغة الانجليزية ، قمنا بالسلام عليه والتعريف بأنفسنا بأننا أحد طلابه الغير مرئيين له فتبسم وقتها وهو الذي عرف مراد قولنا طبعاً في وقت لم تكن موجودة فيه اساليب "الدراسة عن بعد" الإلكترونية الحالية ، أطمئن علينا الدكتور الرشدان بحسه الأبوي الجميل وهو يحادثنا وقتها ويوصينا ونحن في بداية دراستنا الجامعية بأن الحياة الجامعية هي حياة بمعنى الكلمة تهدف لصقل معارف ومهارات الطالب الحياتية ككل من خلال المطالعة والبحث عن المعلومة بعيداً عن اقتصار الفكر والجهد على المنهاج الدراسي ، بهذه الكلمات التي اختتمها بقوله "السهل سهل بجهد الفكر والعمل فيما الصعب صعب بالخمول والاتكال على الاخرين والتسويف" كان لقاءي الوحيد معه والذي لم تزل كلماته في الفكر والقلب من وقتها .

الثانية ، عندما علمت برحيله مؤخراً لجوار ربه راضياً مرضياً ، صمتُ لبرهة مع نفسي وهو الذي عرفته من كتابه الذي تتلمذت عليه طفلاً وسعدت بلقائه بعد ذلك ، لم اتمالك نفسي وانا اشاهد صورته المرفقة بخبر نعيه وهو مرتدي الشماغ فقلت في نفسي كم قدم من جهد وفضل في طول مسيرة عطاءه كواضع للمناهج الدراسية وتطويرها وتدريسه اللغات للطلبة في الجامعات الوطنية والدولية ، لقد ساهم ببصمات واضحة ومميزة في عمله جعلت كل من عرفه يرضى بأمر الله تعالى وقضاءه والحزن يملأ قلبه وفكره ، شعرت وانا اشاهد الصورة بأن خطوط شماغه الأحمر وبقعه الحمراء المملوءة عزة وفخر بمن يرتديه هي العنوان الاكبر والصادق لهذا العطاء بلا شك .

الدكتور شاهر الرشدان ، تبكيك بلدتك دير ابي سعيد حاضرة الكورة التي احتضنت جسدك الطيب صبياً يبحث عن تميز الحياة في عطائها وتفخر إربد وثراها الحوراني الطيب الذي يضمك كأبن لها تفخر به في تاريخها ، و ينعاك الأردن العزيز وابناءه ممن درسوا ابجديات اللغة الانجليزية من قلمك وفكرك المعطاء فكان كل ذلك في ميزان اعمالك ، سلاماً عليك استاذنا الدكتور شاهر الرشدان طفلاً وشاباً وشيخاً ويوم تبعث حياً.. وإنا لله وإنا إليه راجعون .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :