facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استثنائية الاسنان البرلمانية


عمر كلاب
23-06-2015 03:50 AM

دوما تحتاج العلاقة الحكومية البرلمانية، إبر تخدير لتخفيف الصداع الناجم عن شغب نائب او شغب محدود لاحدى الكتل النيابية، وربما تحتاج الى ابرة مضاعفة اذا ما جاء الخلل من وزير حيال مجلس النواب او احد اعضائه، فيتطور الامر الى عملية جراحية صغرى، يقوم بها نائب بالعادة لمجموعة من الخراف البلدية التي تتحول بعد معالجة كيميائية بالجميد الى منسف قادر على امتصاص كل اثار الاحتقان وتبعاته ، ورغم كل محاولات التشكيك في حميمية العلاقة بين السلطتين فقد اثبتتا ان ما يجمعهما أكبر بكثير مما يعتقد بعض النشطاء من النواب والمحللين، ومن يعتقد غير ذلك فعليه قراءة سرعة تمرير قانون نقابة أطباء الاسنان وسرعة تمرير قانون الهيئة المستقلة للانتخاب.

الدورة الاستثنائية كما هو ايحاء الاسم يحمل صفة الضرورة والاستعجال من اجل استكمال تشريع او تفريغ المجلس لمناقشة قانون بعينه بعيدا عن ضغط المهمات النيابية الاخرى كالرقابة والمحاسبة، فالمعلوم ان الدورة الاستثنائية معنية بالتشريع المدرج على برنامجها والموشح بالارادة الملكية السامية ، ونجح النواب في انهاء ثلاثة قوانين من اصل بعض القوانين الواردة على جدول اعمال الاستثنائية الاخيرة "الاحزاب، والاسنان، والهيئة المستقلة، وللعلم فإن قانون الاسنان انتهى في جلسة واحدة وتمت مناقشته بعد قانون الاحزاب كضرورة حيوية للشارع الاردني الذي يطالب بإصلاح اسنانه وليس بإصلاح سياسي.

شكل العلاقة بين السلطتين بات مجالا حيويا للتندر حيث اعاد النواب احياء ثقافة المطبخ والطبيخ كمدخل في العلاقات السياسية والتشريع، في الوقت الذي تجتاح المجتمع الاردني سلسلة هموم داخلية وخارجية تفوق احتمال دول كبرى ومجتمعات مسترخية، فحجم اللجوء الى الاردن يفوق قدرة دولة عظمى واشتعال الحدود يحتاج الى جيوش وليس جيشا لدولة محدودة الامكانات، كما ان المحافظات مشغولة بهموم التعزيم وغيرها من مشاكل الحياة اليومية، دون ادنى التفات نيابي لهذه المشاكل الاجتماعية التي زادت من وتيرة الغضب الشعبي وتاليا ارتفع منسوب الجريمة الدامية الى مستويات قياسية وبواقع جريمة قتل يوميا، اما ضحايا الثانوية العامة من شبابنا فذلك شأن غائب عن النواب الذين لم يعقدوا حتى لقاء في قاعة الصور لمناقشة هذا الشأن، الذي يمس كل بيت اردني.

ثمة تبرير واحد يبدو مقبولا ومقنعا لمنح قانون نقابة اطباء الاسنان صفة الاستعجال ، وهو ان لكثرة الضغط على الاردنيين اصابهم الام الاسنان، فمن المعلوم ان الاردنيين يكزون على اسنانهم كثيرا في حالات الضيق والغضب، ولذا بات واجبا الاستعجال في هذا القانون وهذا سبب قادر على اقناع الاردنيين غير السبب الذي يعرفونه جيدا، لأن اللوبيات النيابية لا تتحرك بهذه السرعة الا لحماية مصالح الاردنيين ولعل اسنان الاردنيين اغلى ما يملكون في هذه الظروف الصعبة التي تحتاج الى العض على المصالح الوطنية.

الدورة الاستثنائية في طريقها الى الحل لأن الصيام ارهق النواب وجعلهم يسلقون القوانين سلقا ، وسنلتقي في مع دورة جديدة بعد فاصل رمضان ، وحينها سيكون أطباء الاسنان قد استكملوا قانونهم الذي يمنحهم سنة اضافية دون انتخابات، وستكون الاحزاب قد استكملت حشودها لخوض معارك الانتخابات القادمة ، فهي انتخابات مجوقلة ومدولبة، وتحتاج الى مجلس قادر على اقرار القوانين بتأنٍ يليق بمصالح النخبة السياسية التي تخدم بعضها بعضا، يبدو ان النواب اكثر اصرارا من اي وقت على خسارة الدعم الشعبي مقابل الرضا الحكومي والمصالح البينية بينهم وهذا السلوك لن يجعلهم في مأمن من الناس ومن تنسيبات الحكومة بالحل اذا ما ارتفعت وتيرة الغضب الشعبي واظنها ترتفع بالاتجاهين.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :