facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اسرائيليا: أليست القضية الفلسطينية ثمن النووي الايراني؟


د.زهير أبو فارس
23-07-2015 01:21 PM

وكما كان متوقعاً، فقد قامت اسرائيل، وكعادتها، بمارسة لعبتها المفضلة، والتي أثبتت فاعليتها على مر العقود الماضية، والمتمثلة في الابتزاز ومحاولة الاستفادة القصوى نتيجة لأي تغيرات أو مستجدات في المنطقة العربية، بل ومناطق أخرى في الاقليم والعالم.

فالاتفاق النووي الايراني الذي تمّ التوقيع عليه مع مجموعة الست، الذي استمرت المفاوضات بشأنه لما يقارب العامين، شكّل فرصة مناسبة لاسرائيل لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، ضمن سيناريو محكم، يبدأ بالرفض المطلق، والتهديد باستخدام القوة العسكرية لاجهاضه، ومن ثم ممارسة الضغوطات، من خلال اللوبيات ومراكز القوى المؤيدة لها في الولايات المتحدة، لاعاقة المصادقة عليه، وصولاً الى "الحرد" ودب الصوت، وجلب التعاطف بسبب "الخطر الداهم" الذي يهدد الكيان الاسرائيلي. على الرغم من أنها تدرك تماماً أنّ الولايات المتحدة تحديداً، وبحكم علاقاتها الاستراتيجية المعروفة، وسيطرة اللوبي الصهيوني على مفاضل اتخاذ القرار في البيت الأبيض، لم ولن تفرط قيد أنملة بمصالح اسرائيل، بل وتعتبرها "حجر الزاوية" في سياستها الشرق أوسطية منذ انشائها وحتى الساعة.

ويبدو أن "الفوضى الخلاّقة" والعنف الطائفي والمذهبي، وتفتيت الكيان العربي، والتي تمخّضت عن ما سمي بالربيع العربي المدعوم أمريكياً، والذي صبّ، ولا يزال، في طاحونة المصالح الاسرائيلية، ومنحها الفرصة التاريخية للارتخاء والتوسع المريح، وفرض ما تريد من مخططاتها المعلنة والمخفية.. نقول، يبدو أن كل ذلك لا يكفي بالنسبة لقادة اسرائيل، الذين لا يخفون البتة أهدافهم الاستراتيجية من مجمل هذه المناورات السياسية، والمتمثلة في الحفاظ على التفوق النوعي المطلق والمضمون والثابت على العرب مجتمعين، بل والقوى الاقليمية الأخرى، والتي تشك اسرائيل في صداقتها لها، كل ذلك في اطار المشروع الصهيوني المعلن.

من هنا، فإن تصريحات قادة اسرائيل ذات العلاقة (نتانياهو، يعالون وغيرهم) في أن الاتفاق النووي ايّاه سيغيّر موازين القوى في المنطقة لصالح ايران اقتصادياً وعسكرياً، تستهدف في الاساس ممارسة المزيد من الابتزاز، للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب الاقتصادية والعسكرية واللوجستية، وصولاً الى الهدف الاستراتيجي المعلن، وهو التفوق العسكري والهيمنة المطلقة في المنطقة، وغير القابلة حتى لمجرد النقاش حولها، لانها في نظرهم، من الثوابت التي لا تحتمل التغيير، والمحرمات التي لا جدال فيها!.

فاسرائيل، وضمن هذا الرؤية، يجب أن تكون الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي في المنطقة، وفي الوقت نفسه، لاتريد مجرد سماع رغبة أي طرف آخر في الاقليم بامتلاك التكنولوجيا النووية حتى للأغراض السلمية؟! هذه هي المفارقة العجيبة المفروضة بمنطق البلتجة، وهذه هي المعادلة الاقليمية التي لا أحد يملك الحق في تعديلها، باعتبارها أمراً واقعاً مسلماً به (!). ومن جهة أخرى، فإن سياسة الارضاء، والمداراة الأمريكية لاسرائيل لتأمين "سكوتها" ومؤيديها بخصوص المشروع النووي الايراني، والاتفاق الموقع بشأنه، محفوفة بالمخاطر، بالنسبة للعرب والمنطقة، وقد يؤدي أيضاً الى مزيد من الغطرسة الاسرائيلية باتجاه فرض حلول ظالمة للقضية الفلسطينية، يتم بموجبها تصفية الحقوق المشروعة، وغير القابلة للتصرف، للشعب الفلسطيني، بما فيها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة منذ النكبة وحتى الآن، وهو كما نزعم – الهدف الأهم بالنسبة لاسرائيل.

ومن هنا أيضاً، واستجابة للعبة الابتزاز الاسرائيلية التي تتقنها وأثبتت نجاعتها دائماً، يأتي رد وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، خلال زيارته "التطمينية" للمنطقة، سريعاً ومنسجماً تماماً مع المطالب الاسرائيلية، حيث أكدّ :"نحن نعمل مع اسرائيل على تحسين قدراتها العسكرية النوعية ودفاعها الصاروخي البالستي وأنشطة مكافحة الارهاب"، واضاف: "هناك حزمة كاملة من الأمور التي نقوم بها مع اسرائيل وسنقوم بالمزيد.."!. بل وذهب الى أبعد من ذلك عندما أشار الى أن "الخيار العسكري لا زال قائماً في حال أخلت ايران بالاتفاق"(!).

اذن، الرسائل الاسرائيلية وصلت، ويتم الآن حشد الجهود لترجمتها الى اجراءات عملية لتعزيز قوتها وتفوقها في المنطقة، وحلفاؤها في الولايات المتحدة مُسْتَنفْرون دائماً لضمان هذا التفوق والهيمنة. فهل أدرك العالم الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الموقف الاسرائيلي المعارض بشدة للاتفاق النووي الايراني؟!. والأهم، هل أدرك العرب الغارقين في مستنقعات الفتن الطائفية والمذهبية وحروب تدمير الذات والمقدرات المصمّمة لهم خصيصاً، أن كيانهم وقضاياهم المصيرية هي المستهدفة، وهم الخاسرون الوحيدون ضمن لعبة الأمم وصراع المصالح، التي لا يتقنون – للأسف- قراءتها والتعامل معها حتى الساعة.

وأخيراً، ليس عيباً أن نتعلم فن التفاوض وفرض الارادة من الايرانيين الذين رسّخوا حضورهم وهيبتهم في المنطقة والعالم، الذي لا يعترفإلاّ بالانداد الأقوياء. فهل نحن فاعلون؟!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :