facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اليمن: ماذا بعد هدنة .. الأيام الخمسة؟


محمد خروب
27-07-2015 03:54 AM

لا تبدو الهدنة التي أعلنتها قوات التحالف في اليمن لمدة خمسة أيام، مرشحة للتطبيق، رغم مرور يومين على إعلانها، مع توالي البيانات العسكرية التي تبثها اطراف مؤيدة لحكومة عبدربه منصور هادي التي تعتبر نفسها الحكومة «الشرعية»، وتُعلِن من خلالها بسط سيطرتها على المزيد من المواقع والاراضي وبخاصة في محيط مدينة عدن، فضلاً عن تواصل هجماتها على محافظات اخرى وفي المقدمة عاصمة محافظة لحج وخصوصاً قاعدة العند، التي لا يبدو ان «الهدنة» المُعلنة وغير المُطبّقة ميدانياً - كما يجب التذكير - ستحول دون استمرار الهجوم عليها بهدف طرد انصار الله وقوات الجيش اليمني الموالية لعلي عبدالله صالح... منها.

هدنة اعلامية إذاً، لا يمكن البناء عليها او اعتبارها بداية مرحلة جديدة يمكن التفاؤل بشأنها، إن لجهة الإفساح في المجال لجهود المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد كي يُكرسها جزءاً «ايجابياً» في المشهد المأساوي الراهن الذي يعيشه اليمن وشعبه المنكوب، أم لجهة تمكين المنظمات الانسانية الدولية من إغاثة اللاجئين والمصابين والمدمرة بيوتهم والجوعى الذين باتوا بالملايين، بعد ان حيل بين هذه المنظمات والقيام بأعمالها الاغاثية والانسانية، لأن ثمة هناك من لا يزال يراهن على الحل العسكري، حيث يعتقد هؤلاء بإمكانية تعديل أو التأثير على موازين القوى التي استجدت او تلك التي في طريقها الى البروز والتشكل، بعد التوقيع على «خطة العمل الشاملة والمشتركة» او ما يعرف بـِ (اتفاق فيينا) بين مجموعة الستة وايران، والتي يبدو أنها ستأخذ طريقها الى التنفيذ وفق رزنامتها الزمنية المقررة، رغم كل الضجيج ومحاولات العرقلة والتصويب عليها من قبل اطراف عديدة، تقف على رأسها عواصم عربية فضلاً عن الحملة الاسرائيلية الضارية (وغير البريئة في النهاية لانها تريد رفع سقف ونوعية «التعويضات» السخيّة التي ستحصل عليها من ادارة اوباما، وهي لن تكون مجرد تعويضات عسكرية نوعية بل وأيضاً مالية واحتمالات ان تأخذ صيغة اتفاق اميركي اسرائيلي، ببعد استراتيجي، تتعهد فيه واشنطن «رسمياً» بالدفاع عن اسرائيل على قاعدة ان أمن اسرائيل هو جزء من الأمن القومي الاميركي).

الرهان على الحل العسكري في اليمن, الذي يُداعب خيال بعض اطراف الازمة وبخاصة في صفوف التحالف الذي تقوده الرياض, ازداد زخماً وحماسة بعد «تحرير» عدن والسيطرة على مطار المدينة، الذي اتاح مزيداً من الحركة للقوات المؤيدة لهادي, كي تزيد من ضغوطها على انصار الله والقوات الداعمة لصالح, فضلاً عن بروز دعوات لاستثمار استعادة عدن، لدفع مشروع انفصال الجنوب قدماً, رغم انها دعوات خجولة حتى الان وفي الاساس لا تلقى دعماً أو تأييداً لدى «اصحاب القرار» في التحالف، الذي يريدون استكمال «التحرير» وصولاً الى صنعاء وقد يكون (الانفصال) هو الخيار الاخير، إذا ما طرأت صعوبات ميدانية في وجه «الزاحفين» الى الشمال, دون إهمال حقيقة أن معركة «تحرير» عدن, لا تبدو نهائية ومحسومة, وبالتالي فإن احتمالات عودتها الى سيطرة انصار الله وجماعة صالح اكثر من واردة، نظراً لما تميّزت به المعارك في اليمن منذ بدء عاصفة الحزم قبل اربعة اشهر بالتمام والكمال (26/3) من كَرّ وفرّ وكانت الارجحية فيها لصالح انصار الله وقوات الرئيس السابق.

وبصرف النظر عن صمود، هدنة الايام الخمسة، أم انهيارها أو حتى الاعلان عن انتهائها مساء الخميس القريب, فإن ما يجري خلف الكواليس من مفاوضات «سرّية» بين اطراف ذات صلة بالحرب اليمنية, وما يُسرّب عنها من انباء بل ودخول الولايات المتحدة الاميركية على خط التفاوض مع «الحوثيين» وبوساطة عُمانية (يرشح ان ثمة عاصمة عربية اخرى استضافت مباحثات كهذه) لا يرفع من منسوب التفاؤل حول امكانية تراجع التحالف عن مواصلة القصف الجوي, ودعم الهجوم البرّي لانصار عبدربه منصور هادي، الذين استفادوا من وجودهم في عدن لتعزيز قواتهم وزيادة الثقة بأنفسهم, رغم الحديث الذي يدور عن وجود عناصر من تنظيم «القاعدة» في عدن وسيطرتهم على بعض أحيائها ورفضهم تسليم تلك المناطق الى قوات ما يوصف بالحكومة الشرعية.

ما بعد هدنة الايام الخمسة الهشة والتي لم تصمد أو تسهم في بث المزيد من التفاؤل بين اليمنيين, سيكون ما كان «قبلها»، حيث يتواصل القتل والدمار والمجاعة وانتشار الاوبئة وفقدان الماء والدواء وانهيار الخدمات والمرافق العامة. ما دام هناك من يُغلقون عيونهم ويسدّون اذانهم ويواصلون قرع طبول الحرب ويحلمون بالنصر الذي يبدو أنه لن يأتي إلاّ بالكوابيس والمزيد من الخسائر التي يدفع كلفتها.. الشعب اليمني.
الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :