عمون - أشاد رئيس الحكومة التونسي الدكتور محمد الغنوشي بالعلاقات الأردنية التونسية ، والتعاون الثنائي المُشترك في مختلف المجالات والميادين ، ترجمة لرؤى وتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني والمُعظم وأخية فخامة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي .

وعبر الغنوشي خلال لقائه في تونس اليوم /الأربعاء/ وزيرة الثقافة نانسي باكير عن تقدير الحكومة التونسية للجهود التي يبذلها زعيما البلدين الشقيقين على المستوى الثنائي لخدمة قضايا الأمة العربية ، وتواصلهما وتعاونهما وتنسيقهما في كافة المحافل العربية والإٍسلامية والدولية حيال هذه القضايا ، وتوجيه أنظار زعماء العالم إلى أهمية معالجة القضايا الرئيسية للأمة وفي مقدمتها القضايا الفلسطينية والعراقية واللبنانية .

وأكد رئيس الحكومة التونسية أن العلاقات الأردنية التونسية المُتميّزة تمنح البلدين فرصة أفضل لتوثيق التعاون فيما بينهما وتعزيزه بما يُلبي ويُحقق طموحات الشعبين الشقيقين .

وكانت وزيرة الثقافة باكير قد نقلت للوزير الأول التونسي الدكتور الغنوشي تحيات رئيس الوزراء نادر الذهبي خلال اللقاء الذي حضره نظيرها التونسي الدكتور محمد العزيز بن عاشور وحرص الحكومة الأردنية على تكثيف التعاون الثنائي في مختلف المجالات ومنها الميادين الثقافية ، التي تُعزز التقارب والتواصل بين الشعبين الأردني والتونسي ، من خلال تذوق الفنون الثقافية المختلفة .

واستعرضت آفاق التعاون الثقافي بين البلدين الشقيقين , وسُبل ترجمتها على أرض الواقع ، والاستفادة من خبرات والأمكانيات المُتاحة في مختلف المجالات الثقافية والأدبية والفنية ، بهدف ترسيخ آفاق العمل الأخوي بين البلدين الشقيقين .

وأطلعت وزيرة الثقافة التي تحضر فعاليات الأسبوع الثقافي الأردني في تونس الدكتور الغنوشي على خطة العمل الثقافية الثنائية بما يُسهم في إثراء آليات التعاون ، لتكون مثالاً يُحتذى في العمل العربي المُشترك .

واستمعت إلى الكثير من جوانب التجربة الثقافية التونسية الرائدة في دعم المُنتج الثقافي ، وأهمية ربط الثقافة بالتراث وإسهامات ذلك في الحضارة الإنسانية .

وأكدت أن هذه الفعاليات الثقافية الأردنية تأتي تفعيلا للبرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي الموقع ما بين الأردن وتونس للأعوام 2007- 2009 ، والذي وقع العام الماضي .

وعلى ذات الصعيد افتتحت باكير وإبن عاشور مساء أمس /الثلاثاء/ على مسرح مدينة تونس " الاسبوع الثقافي الاردني" بحضور كبار المسؤولين والمثقفين التونسيين وجمع غفير من الجمهور الذواق.

واشتمل حفل الافتتاح على كلمة للوزيرة نانسي باكير أشارت فيها إلى أهمية الثقافة والفنون في الوقت الراهن ودورها الفاعل في التعارف ونقل الخبرات وإلى أهمية هذا الأسبوع الثقافي الذي تستضيفه الجمهورية التونسية في إبراز التطور الحضاري والثقافي في الأردن ، شاكرة القائمين على هذا الاسبوع وعلى حسن الضيافة العربية الأصيلة.

وألقى وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي الدكتور ابن عاشور كلمة أشاد فيها بالعلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقن تونس والأردن ، وبهذا التعاون الفني والثقافي الذي يوطد العلاقات وأواصر الأخوة بين البلدين ، مشيدا بدور الثقافة والفنون في نهوض الأمة.

إلى ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن الأردن بالتعاون مع الهيئة الملكية الاردنية للأفلام أبرز الأماكن السياحية والتراثية في الأردن والتطور العمراني والحضاري الذي شهدته المملكة .

وكما شاركت جمعية تنمية وتأهيل المرأة الريفية بعرض للأزياء التراثية الاردنية حيث تم عرضها ولاقت استحسان وإعجاب الحاضرين ، ومن الأزياء التي تم عرضها : ثوب الانباط ، وثوب البترا ، وثوب الشركس ، وثوب ربة عمون ، وثوب الرومان من تصميم مصممة الازياء رئيسة الجمعية السيدة صيتة الحنيطي الحديد ، وترافق عرض الازياء معزوفات وأغان تراثية تراقص معها الجمهور.

ومن ثم ألقى الشاعر الأردني عصام السعدي مجموعة من القصائد الوجدانية مثل قصيدة (عطر) التي عبر فيها عن وجع العاشق اتجاه معشوقته فكان لليله رائحته ولصوته أنات ، يقول في اقصيدة ( لهذا الليل رائحة \ وكنت سقيت وردك في النهار\ هل عطرك المبحوح \ ما قد فاح هذه الليل \ أم عرق تنزى \ من إناث الطير \ إذ باح الكناري).

واختتم حفل الافتتاح بوصلة موسيقية غنائية لفرقة التخت العربي التابع للمعهد الوطني للموسيقى الذي تأسس عام 1998 ، وكان أعضاؤه من الهيئة التدريسية في قسم الموسيقى العربية في المعهد ، وأصبح يضم مجموعة من طلبته المميزين ، ومنذ نشأته قدم العديد من المشاركات المحلية والعربية والدولية : كمهرجان فومجاد في تركيا ومهرجان الموسيقية الأثنية في اوزبكستان ومهرجان المخيلة ومهرجان الموسيقى المقدسة في فرنسا ومهرجان دولف تراب في الولايات المتحدة الامريكة وفي ألمانيا والسويد ومصر والبحرين والكويت ولبنان.

وها هي الفرقة تشارك الآن في هذا الاسبوع الثقافي في تونس حيث قدمت مجموعة من المقطوعات والأغاني الأردنية المعاصرة والتراثية مثل : موسيقى ملتقى تأليف الفنان صخر حتر وعالأوف مشعل من التراث من أعمال الفنان الكبير توفيق النمري ، وأسمر خفيف الروح ، وضمة ورد بالإضافة إلى توليفة موسيقية أردنية تونسية ، موسيقى ( عنيد و حمودة) وكما قدمت الفرقة بصوت الفنانة الواعدة رمز الساحوري أغنية تونسية ( لاموني اللي غاروا مني ) واختتمت الفرقة وصلتها الغنائية بتقديم مجموعة من الاغاني التراثية الاردنية .

ويذكر أن أعضاء الفرقة هم : همام عيد ( قانون) ، عصام عليان ( عود) والطفل الموهوب مؤيد صبحي عبده موسى ( عازف كمان) الذي صفق له الجمهور طويلا ونعيم ( إيقاع ) وندين قبعين ( رق) ورمز الساحوري ( غناء) .

وكانت باكير وإبن عاشور قد افتتحا معرض الفن التشكيلي والصور الفوتوغرافية الاردنية لعدد من الفنانين الأردنيين من عدة مدارس مختلفة بدار الثقافة المغاربية – وابن خلدون ومعرض الكتاب الأردني – وإصدارات وزارة الثقافة ، ومعرضا للأزياء والصناعات اليدوية الاردنية لجمعية تنمية وتأهيل المرأة الريفية.

هذا وتختتم فعاليات الأسبوع الثقافي الاردني التونسي يوم الأحد القادم.