facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إعلام المستقبل وتلفزيون الخدمة


عمر كلاب
09-09-2015 04:40 AM

لا يختلف اثنان على تراجع تأثير وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية في الحياة العامة وسلوك المواطن الاردني , بل ان رسائل الدولة لم تصل الى المواطن وإن وصلت فكانت مشوهة ومشوشة , وفتح هذا التراجع الباب واسعا لنشوء ظواهر اعلامية سلبية حظيت بالمتابعة رغم عدم حظوتها بالصدقية , وبحكم التدخلات السافرة في ادارة العملية الاعلامية من الجهات الحكومية والاهم استبدال دور الاعلام الرسمي وشبه الرسمي من صانع وسابق للخبر الى ناقل للخبر وبطريقة أحادية تعبر عن وجهة النظر الرسمية فقط .

هذه الاسباب اوصلت الاعلام الرسمي وشبه الرسمي الى النتيجة المؤلمة من تراجع نسبة المشاهدة وتراجع الاثر والتاثير وصار هو كبش الفداء الذي ستقدمه العقول الادارية والسياسية التي اوصلت القاطرة الى الطريق المسدود , بديلا عن محاسبتها واقصاء ادواتها عن مطبخ القرار , فقد اثبتت الموارد البشرية العاملة في قطاع الاعلام الرسمي وشبه الرسمي كفاءتها وحضورها في مواقع عملها غير الاردنية كاشفة بذلك زيف قلة الموارد البشرية ومثبتتة ان الخلل اداري بامتياز , فالمحرر هو المحرر والصحفي هو الصحفي ولكن الادارة هي التي تفتح الباب للابداع او تقفله .

الخلل الاداري نفسه يعاود الظهور والعقل الاداري يعيد انتاج نفسه مجددا باجتراح حلول لمعالجة النتيجة دون الاقتراب من معالجة الاسباب , فتفتق العقل ذاته عن حلول تخدم المشروع التدميري لذاكرة الدولة , بانتاج حالة موازية للحالة القائمة , مثلما انتج ذات العقل مؤسسات موازية لوزارات الدولة , هيمنت على القرار دون مساءلة او محاسبة وفقدنا ثيمة الادارة التي ميّزت الاردن طوال سنوات , وحتى اللحظة لم تنفع كل وسائل التطوير والضم من وقف الخسائر الناجمة عن انفلات العقال الاداري , وهذا اول ما يمكن قراءته من ظاهرة تلفزيون الخدمة العامة الذي يجري الترويج له كمنقذ لرسالة الدولة .

تلفزيون الخدمة العامة يجري التحضير له في غرفة مغلقة وبتمهيدات يُشتمّ منها روائح مزعجة , فمحاولة تحصين ادارتها بإرادة ملكية ثقيلة الظلال , فهو في النهاية مؤسسة شبه رسمية او كمجلس ادارة لشركة حكومية تعمل بأموال الخزينة , فهل كل اطار مشابه يعمل بإرادة ملكية ؟ ان محاولة زج الديوان الملكي والارادة الملكية في هذا المشروع هو ابرز المخاطر , فإذا كانت القرارات الاعلامية بحاجة الى تحصين ملكي فكيف سيثق المواطن بالقوانين الاصلاحية القادمة مثل قانون الانتخاب الذي يحظى اليوم بثقة 82% من الاردنيين حسب استطلاع مركز الدراسات الاخير ؟ الاصل ان تدافع التجربة عن ذاتها وان تمارس الحكومة جديتها في المحافظة على المال العام فكيف يمكن اقناع الناس بالحالة الاقتصادية المؤلمة والحكومة تقوم باطلاق فضائيات الاصل انها موجودة الا اذا قامت الحكومة باغلاق التلفزيون الرسمي طالما ان الخزينة تشكو من نقصان مواردها , فكل المؤشرات تحمل دلالات عدم النجاح ليس بحكم الاستعانة بخبرات سبق لها ان قادت الشاشة الاردنية لفترات طويلة واوصلتها الى ما اوصلتها اليه – الا اذا كُنّا موقنين بأن الظرف العام الذي عملت به تلك الكفاءات هو سبب التراجع – وبالتالي يجب تغيير الظرف العام والبيئة الحاضنة التي تعمل بها وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية وليس تغيير الوسائل نفسها .

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :