facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البوصلة الصحيحة


د.رحيل الغرايبة
03-10-2015 04:05 AM

البوصلة الصحيحة في العمل السياسي وغير السياسي هي التي تؤشر على خدمة الوطن والتفاني من أجل رفعته، والتضحية من أجل حماية ترابه والذود عن حياضه، وغير ذلك فهو عبث ومضيعة للوقت والجهد، وجزء من لعبة اللف والدوران حول الحقيقة، والدخول في جدال عقيم، وسلوك متاهة الشعارات المضللة التي تستهلك زهرة العمر، وتؤدي إلى تضليل الجيل وصرفهم عن المسار الصحيح.

من عجز عن خدمة وطنه فسوف يكون أكثر عجزاً إزاء الأوطان الأخرى، ومن فرّط بوطنه فسوف يكون أكثر تفريطاً بحق غيره، هذا يصدق بحق الأحزاب والقوى والجماعات السياسية، كما يصدق بحق الشخصيات الوطنية على اختلاف توجهاتها وأفكارها وعقائدها ومذاهبها، وما وجدت الأحزاب والتجمعات السياسية وغير السياسية إلّا من أجل خدمة الأوطان، والانخراط في عمليات بناء البلدان، والتنافس في تقديم ما هو أفضل، وعندما تتخلى الأحزاب والتجمعات عن هذه المهمة فقد فقدت مبررات وجودها وشرعيتها.

الدين أنزل على الناس لهدايتهم إلى الطريق الصحيح، وتبصيرهم بالحق، من أجل تمكينهم من حمل أمانة حماية الأوطان، وتأدية رسالة البناء والإعمار، والسهر على خدمة الجمهور، وهو مضمون الابتلاء والخلافة في الأرض، ومن يعجز عن خدمة بلده وإعمار وطنه فقد فشل في فهم الدين وفشل في حمله، وأساء إلى مقاصده، وقصر في حمل الأمانة، لأن الدين جاء من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد ومقاومة أهل العبث والفجور، وتحقيق سعادة الناس وأمنهم واستقرارهم الذي يؤهلهم لمواصلة الاسهام في عملية الشهود الحضاري، الذي يرفع من مستوى الإنسانية، ويقدم الخير ويحقق الرفاه للبشرية، ومن يستغل الدين لغير هذا الهدف فهو ضال مضل ومسرف كذاب، يصدّ عن دين الله، ويحول دون تحقيق مقاصد الخالق في إسعاد خلقه.

إن الذين يختبئون خلف الشعارات الكبيرة الفضفاضة من أجل تبرير عجزهم عن خدمة وطنهم وبناء بلدهم، ما هم إلّا ضحيايا لفهم مغلوط للدين، وفهم مغلوط للعمل السياسي الحقيقي، وابتعاد عن المعيار الصحيح في تقويم النجاح والفشل؛ في عمل الأفراد والجماعات والأحزاب والقوى الاجتماعية، واستجابة لمرض نفسي عضال لا يرجى شفاؤه إلّا من خلال الاعتراف بالخطأ، والعودة إلى جادة الصواب.

الدين يجعل الإنسان فاعلاً معطاءً، قادراً على الفعل الإيجابي، وقادراً على فعل الخير، وقادراً على مقاومة الشر، والدين يجعل الإنسان مالكاً لإيمان قوي راسخ يجعل من التضحية عن تراب الوطن أسمى الأمنيات لديه، ويجعل الموت في سبيل الدفاع عن حدوده طريقاً نحو الشهادة، وهي أعلى المراتب في الدنيا والآخرة.

العمل السياسي كذلك لا يعرف إلّا بوصلة خدمة الوطن، وبوصلة الانخراط في البناء الوطني بلا أدنى تردد أو ذبذبة، ومن ينجح في ذلك يحصل على الشرعية الحقيقية التي تؤهله لنيل شرف المواطنة، لأن المواطنة عطاء وتضحية ومعرفة للواجبات، قبل البحث عن المكتسبات والاختباء خلف الشعارات.

هذا القول كلام بديهي، يعرفه كل أصحاب الأوطان بلا استثناء، ولا حاجة للتذكير به، إلّا في ضوء علو موجة
التضليل والمخادعة، التي استطاعات أن تصرف الشباب عن الانخراط في معركة بناء وطنهم، وخدمة شعبهم وبلدهم، وتم هدر عقود من السنوات بعيداً عن عملية البناء الحقيقي الجاد، والعمل الوطني المثمر.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :