facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قواعد إدارة المسيرات السياسية وضمان أمنها


محمد الداودية
20-10-2015 06:18 AM

أولا: حقنا في الغضب على الجرائم الصهيونية

شعبنا العربي الأردني المجيد، يغلي غضبا على التنكيل بأشقائهم، أبناء الشعب العربي الفلسطيني العظيم، وعلى مقارفات الجيش الإسرائيلي الإرهابية، وعلى المستوطنين الصهاينة، الذين يرتكبون جرائم القتل والحرق والتدمير والاقتلاع، في حمايته وظلال حرابه.
من حقوق أبناء شعبنا العربي الأردني، وواجباتهم، أن يقفوا - كما فعلوا على الدوام- إلى جانب أشقائهم، أبناء شعب فلسطين العربي، لمساندتهم بكل سبل الإسناد المتاحة، وفي كل المحافل الإقليمية والدولية، بما في ذلك الخروج إلى الشوارع والاعتصام والمسيرات والندوات.
مضى 98 عاما على كفاح شعب فلسطين العربي البطولي، ضد المشروع الاستيطاني التوسعي الصهيوني، بدءا من وعد بلفور الاستعماري سنة 1917، إلى اليوم، وسيمتد إلى أمد قادم طويل، هذا الكفاح البطولي المرير، الذي يتم نيابة عن كل الأمة العربية، وعن كل الأمم الإسلامية، خاصة، في ظل استمرار حالة الانقسام والتشرذم المدمرة، في الجسم السياسي الفلسطيني، المستمرة منذ صيف 2007، بين كبرى الفصائل الفلسطينية التي تقسم عرب فلسطين إلى عربين، في ظل عجز العرب كلهم في ظروفهم الراهنة، عن الفعل السياسي العسكري، اللازم، لكبح عدوانية إسرائيل وجرائمها وإنهاء الاحتلال الأخير الأكثر دموية.
يشكل وجود السفير الإسرائيلي في عمان، قلب العروبة بحق، استفزازا هائلا لمشاعر أبناء شعبنا العربي الأردني، الذي أصبح طرد السفير الإسرائيلي، احد ابرز مطالبه، كي يتوضح للعالم اجمع، أن حكومة إسرائيل العنصرية الإرهابية، تعمل كل ما هو ممكن، من جرائم ومقارفات، لتحقيق أهداف تلمودية خرافية، وأنها بما ترتكبه، تعمل باضطراد على تدمير أية فرص للسلام في المنطقة، وأنها تشكل بذلك خطرا على السلم في الإقليم والعالم، وأنها تفتح أوسع الأبواب لاستدعاء الإرهاب في المنطقة.
حماية السفارة، أي سفارة، على الأرض الأردنية -وعلى أية ارض- هو من صميم الدستور والقانون والقيم واحترام الاتفاقيات الدولية، ولو وقعت حرب جديدة بيننا وبين إسرائيل، فأمن سفارتها محرم على الانتهاك، كحرمة سفاراتنا في الدول التي لنا فيها ممثليات دبلوماسية.
امن الأردن انجاز هائل ضخم، لا يقدر بآلاف مليارات الدولارات، فلا يكف كل مواطن أردني -وكل من يحب الأردن- عن الدعاء إلى الله عز وجل، في كل الصلوات، أن يحفظ الله علينا أمننا، وان يحفظ الله علينا عبد الله الثاني ملكنا الهاشمي الغالي.
وواضح أن قطع الطرق الفرعية والدولية والطرق بين المحافظات الأردنية، لا يحقق النفع للثائرين الأبطال على ثرى فلسطين المنتفضة، ولا تنفعهم الإساءة والتطاول على قوات الدرك والأمن العام، وعلى المرافق العامة، وإحراق الإطارات والإضرار بالبيئة وإغلاق الشوارع وإلحاق الضرر بالأسواق والأرزاق.

ثانيا: مسيرات واحتجاجات غاضبة في غياب الرأس الموجه:

الشوارع هي مصدر الخطر الأكبر، كما أصبحت في الإقليم، قد تصبح عندنا أيضا، ولذلك يجب أن لا تترك الاحتجاجات الشعبية النبيلة والغضب الشعبي الجارف، دون إدارة ، منفلتة دون ضبط، كما كان وكما هو الحال عندنا الآن.
كان يقال إن أمطرت في موسكو فتح الشيوعيون في العالم مظلاتهم، للدلالة على الترابط بين موسكو السوفيتية والشيوعيين في العالم. ولا يجب أن نكون في بلدنا أسرى لجنون نتنياهو وحساباته وتحالفاته، يلقي إلينا بكرة النار التي تحرق يديه، فيشعل شوارعنا، لتنزل قوات الدرك إلى الشوارع في المدن والشوارع الأردنية تحسبا لانفلات السخط على العدو الصهيوني وتطور الغضب الشعبي العارم النبيل على مقارفات عدونا ضد شعبنا العربي الفلسطيني.
يتدفق إلى الشارع الأردني، شباب ونساء من مختلف الأعمار، ومن مختلف المستويات التعليمية والثقافية، شباب بمرجعيات سياسية نطمئن إليها ولا خوف منهم، كشباب أحزاب الوسط الوطني والإخوان المسلمين والشيوعيين والبعثيين وحشد والوحدة الشعبية، ويتدفق معهم ويتلطى بهم شباب متحمسون منفعلون غاضبون حانقون ساخطون، لا مرجعيات سياسية لهم، يحاولون تقليد شباب المقاومة في فلسطين المحتلة، في الشكل والمضمون، يوجهون كل سخطهم ضد بلدهم بكل مكوناتها، غافلين عن أن العدو هناك، وان ارتداد غضبهم عن العدو، إلى الداخل، هو أقصى ما يتمناه العدو الصهيوني، الذي له عملاء مدسوسون بين ظهرانينا، وإرهابيون، قد يلقون متفجرة بين الجماهير الغاضبة لتحدث الكارثة.
إن تفجيري أنقرة الكارثيين الإرهابيين (2015.10.11) ليسا ببعيدين، وهما اكبر برهان على خطورة التجمهر والتجمعات، في كل دول هذا الإقليم، فالتجمعات هدف إرهابي سهل منشود، سواء أكان التجمهر والتجمع في الشوارع أو في المساجد أو في الكنائس أو في الأسواق أو دور السينما والمسارح أو الإعراس وبيوت العزاء.
ثالثا: إدارة الغضب وترشيد السخط وتحديد ضوابط المسيرات:
في ظرف كظرفنا وفي بلد آمن كبلدنا، يحتل الأمن الوطني فيه، المقام الأبرز لدى الرأي العام الوطني، ولذا يجدر أن نضع القواعد الدقيقة الكفيلة بان تحقق المسيرات أهدافها الوطنية المرجوة، وان تدعم معنويا وماديا، أهلنا الثائرين على الاحتلال، دون أن يخرجها عن أهدافها، بلا قصد غالبا، شباب متحمسون ساخطون منفعلون، ودون إن تتحول إلى مواجهات بين أبنائنا المحتجين الغاضبين، غضبا نبيلا مفرحا، وبين أبنائنا في قوات الأمن الذين للمسجد الأقصى في قلوبهم المكانة نفسها التي لدى كل مسلم في العالم، ودون أن تسفر عن اعتقالات ومحاكمات.
مطلوب إذن أن نتوافق على شروط وطنية وقواعد صارمة جدا للمسيرات والتجمعات، مطلوب أن تجلس الجهات الرسمية المختصة مع الأحزاب الأردنية كافة والنقابات لوضع القواعد تلك ولنا في تجارب الشعوب الدليل المفيد.
في المملكة المغربية مثلا، يتقدم حزب أو نقابة ما، إلى وزارة الداخلية، طلبا للقيام بمسيرة أو اعتصام أو حشد جماهيري خطابي، فيعقد اجتماع خاص، يضم الجهة المنظمة للمسيرة والأمن العام والدرك والدفاع المدني وإدارة السير و المخابرات العامة وغيرها ويتم الاتفاق فيه بدقة عالية على الشعارات التي سترفع في المسيرة، نقطة انطلاق المسيرة ونقطة انتهائها، الجهة المسؤولة عن التزام المسيرة بأهدافها. ويرفع في المسيرة علم واحد هو العلم المغربي، مع حق الحزب بان يضع شعاراته على تي شيرتات أو قبعات يضعها المتظاهرون.
لقد فرحت فرحا بالغا كما كل أبناء بلدنا، وشعرت بالفخر والاعتزاز، عندما أعلنت الفضائيات أن الأردن كان الدولة الأعلى تضامنا مع هبة شعب فلسطين العربي العظيم، شعب الجبارين، وهو سيكون على امتداد كل نضالات شعب فلسطين العربي العظيم.
أرجو من الإخوة المهتمين أن يزودونني بملاحظاتهم لإغناء النقاش الوطني الموضوعي في هذا القاطع الأمني الحيوي، الذي يفرض نفسه الآن بشدة.
يرحم الله شهداءنا الأبرار الذين ارتقوا ويرتقون، منذ 98 عاما، دفاعا عن فلسطين ودفاعا عن أمتهم العربية.

* محمد داودية / وزير ونائب وسفير اسبق.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :