facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسدال الستار عن سينما ريالتو بالاسكندرية


05-01-2016 11:52 AM

سينما ريالتو بتصماميها ولمساتها الفاخرة وستائرها المخملية الحمراء، وادوارها الثلاثة، وادراجها الاسطورية اللولبية، في شارع صفية زغلول، تراث غدر به واندثر اليوم حيث لم يعد بعد اليوم ستار يفتح ولا شاشات تعرض.

تلك السينما التي قدمت حفلات عبد الحليم حافظ، شادية، افلام جيمس بوند، جيمس دين، كلارك جيبل، وافلاماً عربية وفرنسية وتركية واسبانية بحضور ممثلين عمالقة من امثال كمال الشناوي، فاتن حمامة، يوسف وهبي، نور الشريف، احمد رمزي، ذكرى تاهت وقتلت معها ما تبقى من رونق مدينة يطيح ويسحق بتاريخها بلدوزر شركات الاستثمار .

انقبض قلبي وقلب كل عشاق الاسكندرية مع هدم اثر ثقافي وحضاري مهم في مدينة الاسكندرية الكوزمبولتينيه، قبلة الاثرياء والمشاهير، والمركز المالي والثقافي علي البحر الابيض المتوسط والتي تم بناؤها في القرن الرابع قبل الميلاد علي يد القائد الاسكندر، اساسها ميناء كبير وثقافة حضارية ممتدة عبر العصور.

هدم السينما والتي انشئت عام ١٩٣٠، ضمن اكثر من ٢٥٠٠ مبنى اثري معماري تلاشت في الاسكندرية شملت مباني قناصل وقصورا وفلل رجالات الفكر والسياسة والمال، امرُ يثير الحزن والشفقة علي تاريخ معالم معمارية تتآكل في مدينة ساحلية من اهم مدن العالم الثقافية والتي احتضنت حضارات عالمية وعاش بها اوروبيون وعرب ويهود وازدهرت احياؤها عبر العصور بعمارة نادره قل امثالها.


هدم ثلاثين سينما في اخطر تعد على الثقافة والحضارة


السينما هي تاريخ هام من شارع صفية زغلول، الذي به سينما الهمبرا التي احييت بها ام كلثوم حفلاتها وسينما ستراند في البداية وسينما مترو في الوسط وسينما امير في النهاية، ومطاعم ومحلات تسوق، وهو شارع اهتم به اليونانيون والايطاليون والفرنسيون والسويسريون والسوريون واللبنانيون واليهود، الذين لديهم العديد من المحال والمطاعم في هذا الشارع، من امثلة ذلك مطعم ايليت اليوناني، ومطعم لورنتس، وفلوكيجيرل للحلويات والتورت، والنادي السوري، علي كيفك، المطعم والنادي الليلي سانتا لوتشيا، مطعم استيريا، حداد للسجاد ( الشركه التي اعدت فرش سجاد مركب المحروسة في افتتاح قناه السويس) وليس محل جاد للفول الا عنوان آخر على تزاحم المكان .

هدمت ريالتو كما سينما الهمبرا وتحولت دور السينما الى مخازن ومولات وغيب التراث وقتل.

مدينة الاسكندرية هدم فيها اكثر من ثلاثين سينما دون ان يتحرك احد، تغييب واضح للثقافة والمحافظة علي التراث، سينما اوديون، سينما لاجتيه، سينما ماجستيك، سينما الشرق، سينما سبورتج مجرد امثلة على تغول البلدوزر على الثقافة، الى دور السينما الصيفية في المنتزه والدخيلة وميامي والتي هي ايضا تراث اختفى وهدم.

جاليات عديدة عاشت وانقبض قلبها لهدم سينما ريالتو

عشت مثل كثيرين غيري في الاسكندرية من الستينيات الى اوائل الثمانينيات، والتي هي المدينة المفضلة لمحمد علي حاكم مصر وباني نهضتها والذي شيد قصر رأس التين الشبيه لقصر فرساي الفرنسي بها، وايضا من المدن المفضلة للخديوي توفيق والعاصمة الادارية لمصر في فصل الصيف حيث تتنقل رئاسة الحكومة والوزراء الى منطقة الهداية في قصر منيف .

تأثرنا بثقافتها التي احتضنت البينالي للفنون، حفلات اشهر عازفي البيانو والتشيللو في المركز الثقافي في محرم بك، اشهر الاوبريتات الغنائية في دار الاوبرا التي تحمل اسم سيد درويش بجانب سينما رويال في شارع فؤاد، والتي لا تقل اهمية عن دار الاوبرا في باريس التي امر نابليون ببنآوها، مهرجانات السينما، حفلات ام كلثوم وعبد الحليم وشادية، يا الهي ماذا يحدث من تخريب لتلك المدينة التي تشرفت بالعيش بها وشرفت برسالة من محافظها الراحل فوزي معاذ في الثمانينيات عنوانها "الي صديق الاسكندرية"، وها انا ارثي احد معالمها بقلب حزين ودموع فراق.

انقبض قلبي، مثلما انقبض قلب هنري بوليتي اليهودي الذي عاش في مصر، الذي علق من جنيف في سويسرا حيث يعيش، كتب يقول في الاهرام الطبعة الانجليزية: على الحكومة المصرية ان تأخذ الموضوع بجدية مثلما هي تحاول معالجه الفقر والبطالة والتعليم بآن تحافظ علي مبانيها الاثرية.

واقصد ان هنري بوليتي ابن احد الاثرياء اليهود الذين عاشوا في مصر وغادروها في عام ١٩٥٦ اتشارك معه في ذكريات عديدة، منها الدراسة في كلية فيكتوريا، سكنا في قصر والده بساباشا، حي السفارات والاثرياء، بعد ان رحلت عائلته من مصر بسبب التأميم، وكان والده من اهم التجار والمساهمين في بناء السينما قبل ان تتحول ملكيتها الي عائله يونانية، وكلنا ارتبطنا نوعا ما بسينما ريالتو والاسكندرية، واقصد ان سينما ريالتو والاسكندرية جامع مشترك لجنسيات من مختلف انحاء العالم وبغض النظر عن الدين والجنسية والثقافة والجنس، لذلك انقبض قلب العالم وليس فقط الاسكندرانيون.

اذن، سينما ريالتو، ليست فقط ثقافة وعلاقات تبادلية اجتماعية بين جاليات عدة تشاركت في حضور الحفلات السينمائية والغنائية وانما معلم معماري رحل، وروح تجسدت في سكان المدينة، هدمت بمعاول غدر السنين.

وحشاني يا اسكندرية
aftoukan@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :