facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن «فالتناين» .. الحب في زمن الموت والفقر


فارس الحباشنة
14-02-2016 05:47 PM

كيف لنا أن نبدأ الحديث عن عيد الحب في الاردن لهذا العام ؟ وكيف لنا أن ننقل أحاديث بائسة ومعدومة عن الحب،والحب هو من الاشياء الجميلة الكثيرة المفقودة من حياتنا. داخل جدران العقول والقلوب يواجه الحب في بلادنا قمعا واستبدادا من سلطتي التحريم والفقر. هي أسئلة كثيرة تواجه الحب كل عيد. كيف سيفكر الناس في الحب، وهم جياع ومخنوقون بالفقر والعوز والتهميش والاقصاء ؟ وكيف سيفكر الناس بالحب وقلوبهم ملطومة بالخوف والقلق والفزع من المستقبل ؟ وأي حب دون مستقبل ؟. ستواجه حقا أسئلة كثيرة، وتتكبل امكانات الاحتفال بالحب، وينتفخ احساسك بالعدم بانك غير قادر على تسجيل حادثة لمواجهة استحقاق انساني للاحتفال بالحب. تخفي حرجك وتهرب بمزحة خفيفة ساخرة، بان كل أيام السنة هي احتفال بالحب. وربما أنك تجيب مضطرا ومخنوقا: أعرف حقا أنه عيد الحب، ولكن أعرف أن الفقراء محرومون قدرا من الحب، وقد يأخذك هذا الحرج المغلف بالجرأة للاعتراف بانك لا تقوى على شراء هدية لمحبوبتك، في وقت تشتد به الحاجة انسانيا لأي موقف من الحب. اليوم تترسخ معادلات أخرى للحب، مظاهر استهلاكية. الحب هو مجرد علب «هدايا» و» دباديب» و» أكسسورات» وما شابه، واجهات محال تجارية تزدان بالأحمر في حضرة « الحب «، فيبدو أن» قيمة الحب « تختلف أيضا باختلاف الطبقة الاجتماعية، تماما كما هي حال أمور وأشياء عامة كثيرة مكسوة ومشحونة بـ»الطبقية «. «شفيع العشاق « ورسولهم الاول « فالنتاين « لو كان يعرف أن هذا هو مصير الحب، لما كان تورط بالشهادة من أجل عشق أبدي، وبالعودة الى طقوس ومراسم الاحتفالات الاولى بالحب، تجد عالما مغايرا ومختلفا لقيمة الحب الانسانية، فالحب هو مضاد للموت والتعاسة والخمول والكراهية. ولكن الحب صار اليوم طيعا للمصالح العامة، فان تحب يعني أولا أن تدرس امكانياتك وقدراتك المالية، ويبدو ذلك واضحا ولا يخفى على أحد بمجرد العبور في شوارع عمان ومدن أخرى الغني منها والفقير، حتى تكتشف أن الحب ليس «غواية « كما قالت العرب، بل إنه قدرة مادية أولا وأخيرا. من جحيم وضنك وقسوة عيشنا، ومن زحمة ما يولد من أفكار ظلامية سوداء تلعن الحب وترفضه، نمد قلوبنا الى أي حب عابر على مدننا العربية المضنوكة والعابسة والمشروخة بالقتل والدمار والخراب، ونرفع من فوق رؤوسنا «وردات حمراء « نهلل بها فرحا الى كل العشاق المكبلين بالشح وعدم الاقتدار على الاحتفال بالحب، والاخرين القابعين تحت لعنة قوى الظلام والاستبداد. الحب لنعتبره ليس عيدا للعشاق وحدهم، أنه عيد المظلومين والمقهورين وكل المناضلين من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وكل من يقفون في أوطانهم على عتبات الموت لحمايتها من المتآمرين والمتخاذلين والدجالين وتجار الدين. وكل عام وأنتم الحياة أيها العاشقون.

"الدستور"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :