facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاستجابة الأردنية لمتغيرات العلاقة السعودية


عمر كلاب
01-05-2016 03:45 AM

بعيدا عن الشغب الشخصي الذي تسعى نخب قديمة الى انتاجه واعادة تدويره في وجه الانفراج في العلاقة الاردنية السعودية بادخاله في بوابة الشخصنة والنكايات القاتلة التي تجاوزتها اللحظة الوطنية الى غير رجعة، فإن الاردن معني بالتحضير لمرحلة قادمة قوامها العلاقات الثنائية القائمة على تبادل المنافع والمصالح بدون كليشهات قديمة عن العلاقات الوطيدة والاخوة التي تربط بين الدول، فحتى صيغة الاخوّة وردت معللة في النص القرآني على لسان النبي موسى عليه السلام « اجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي»، فيما نصح نبي الله يعقوب ابنه يوسف « لا تقصص رؤياك على اخوتك « وفي موقع آخر فإن الشقيق قتل شقيقه « قابيل قتل هابيل «

لعلاقات الاردنية السعودية تدخل مرحلة الاستراتيجية وهذا يعني بناء علاقات على اسس مصلحية للبلدين وهذا اول النجاح اذا استلهمنا من التاريخ وسوابق العلاقة الفهم لمتطلبات الشراكة بالتحضير الجيد والبناء القويم لمشاريع مستدامة وطويلة المدى، فالعلاقات بين البشر قائمة على المصالح والعواطف واكثر العلاقات انتاجية ودواما هي العلاقة التي تتقاطع وتتشابك فيها المصالح مع العواطف وهذا حاصل الآن بيننا وبين الاشقاء في السعودية وتلك نقطة البناء او حجر الاساس، فالمصالح المشتركة هي التي تدوم وتستمر اكثر من العواطف المشتركة وكثير من الاشقاء لمسنا منهم سلوكا لم نلمسه من الاعداء لتضارب المصالح وتناقضها وتاريخنا طويل في هذا المضمار.

البداية بتشكيل فريق من خارج النادي التقليدي لاعداد المشاريع القابلة للاستثمار من الصندوق السيادي السعودي والصندوق السيادي الاردني الذي سيحصل على فرصة مضاعفة بعد الاتفاق الاستراتيجي مع السعودية، دون تكبير حجم التفاؤل لدى قطاع واسع من الاردنيين يعانون من ظروف صعبة ترفع درجة حساسيتهم حيال اي تهويل او تأخير، فالذاكرة الشعبية مع المشاريع الكبرى مخدوشة وتحتاج الى ترميم، فوعودات السمن والعسل التي تلقاها المواطن منذ وادي عربة وحتى اللحظة لم تتحقق بل رأى مكانها تعنت صهيوني وانحياز امريكي وهذه فرصة كي نبدا بصياغة مشاريعنا دون الاعتماد على الدور الوظيفي او الجغرافيا السياسية التي اصبحت وراء ظهر الدول.

الفريق المقصود بعيد عن السياسة بالضرورة وبعيد عن الحكومة، فهو اقرب الى مفهوم خلية استراتيجية اقتصادية تقوم بواجباتها وتقدم رؤيتها واقتراحاتها الى الملك مباشرة الذي يعكس هذه البرامج الى الحكومة كما فعلت دول كثيرة مثل: ماليزيا وكوريا وسنغافورة وباقي دول نمط الانتاج الاسيوي ولا يفضل ان يكون الفريق كبير العدد فكلما ضاق العدد توافر الانسجام وابتعادهم عن السياسة سيغلق ابواب القيل الوطني الذي نشط منذ الاعلان عن الاتفاق الاستراتيجي فبدأ الغمز واللمز بأسرع من المتوقع حاملا روائح شخصانية اسهمت قبل سنوات في تشويه اللحظة الوطنية وانقسام المجتمع افقيا وعموديا وانتج حالة استقطاب غير محمودة النتائج لولا كرم الله علينا ومهارة الملك في قيادة المركب خلال الربيع العربي الذي دخلناه باستقطاب مقيت.

الاتفاق الاخير مع السعودية هو اول اتفاق يحمل بذور النجاح ويمكن البناء عليه لانتاج نمط علاقات جديدة بين الاقطار العربية بعيدا عن الكليشهات السابقة والخنجر الخفي الذي كانت تحمله كل دولة لشقيقتها، ويبني لاول مرة نموذج علاقات تكاملي ومصلحي يمكن ان يكون قريبا لشكل العلاقات الاوروبية التي انتجت وحدة واستقلالية في ذات الوقت نقلت اوروبا الى مساحة جديدة من الدور والرخاء فغياب الفهم التكاملي والمصلحي اجهض كل مشاريع التوافق العربي لرفع قيمة الامة العربية في القرار الدولي الذي بات يستثني هذه البقعة وسكانها من دائرة الفعل حتى على مستوى قضاياهم الاقليمية .

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :