سلام عليكم يا أبنائنا ويا نسل آبائنا الطيبين .. يا ريحة الشهداء من مواكب المجد من القدس حتى الركبان.. يا من تشبه ملامحكم ملامحنا السمراء ويا من يشبه فقركم فقرنا .. يا أصحاب الأيادي الخشنة والقامات العالية والقلوب النظيفة والأيادي الطاهرة .
المزروعون على الثغور.. أسود في عرينها رابضة متحفزة لعدوها ... يحمون الوطن بحدقاتهم ورموش أعينهم مخافة أن يمسّنا كائن من كان .

الصابرون على جفاف الأرض وقلة الماء وعلى عمل طويل يبدأ ولا ينتهي تحت حرّ الشمس وبردها ..وتحت الظلمة والنور .

المرابطون في سبيل الله والمحتسبون أجرهم على الله فلا أجر يساوي نقطة من عرقكم أو دمكم إذ يسيل قانيا كل حادث أو تمرين ..

الراضون والمقتنعون بالبلد وواجب حمايته وأنهم العسكر وحدهم الذين نذروا أرواحهم رخيصة له وفداء لترابه رضى لا يقاس بما يأخذوه دراهم معدودة في ظل معيشة ضنكى .

المؤمنون بالله والوطن والكافرون بكل عدو في الداخل والخارج .
سلام عليكم في أبراجكم وفي خنادقكم وفي آلياتكم .. سلام عليكم وأنتم تقيمون الصلاة وعيونكم يقظى والأصابع على الزناد .

يا شهداء حرس الحدود .. يا شهداء منتصف رمضان .. كم نحن خجلون منكم فلا كلام يداني دمكم ، ولا عزاء يليق برؤوسكم العالية ، وتستحتي كل حروف اللغات أن تصف ساعة شجاعة منكم ، وأنتم الصامدون الصابرون .. لكم الكبرياء ولكم المجد ولكم جنّة عرضها السموات والأرض ، ولكم منزلة الشهداء مع النبيين وحسن أولئك رفيقا .
سلام على أمهات وآباء الشهداء.. سلام على صبركم .. سلام على دمعكم النقيّ .. سلام على وجع حزيران إذ يعود، فلكم المجد وحدكم ولوطننا كل دعوات الخير بأنّ يحمي بلدنا وجيشنا العظيم .