facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سلبية سياسية


ماهر ابو طير
04-07-2016 04:31 AM

يصب كثيرون غضبهم على الهيئة المستقلة للانتخابات، لاعتبارات كثيرة، ابرزها انها تحولت لمحطة تتلقى كل ضيق الناس من المجالس النيابية، برغم ان الهيئة لاعلاقة لها بأداء النواب، ولا بفشلهم وقلة شعبيتهم، لكنها الواجهة المتوفرة لتلقي السهام والرماح.

دور الهيئة محصور ومحدد، وهذه الايام، يتهم كثيرون الهيئة بأنها لاتبذل جهدا للترويج للانتخابات من جهة وحض الناس على المشاركة، ولا تشرح درجات العملية الانتخابية، من الجداول ونشرها، وتنقيحها وغير ذلك، برغم ان الهيئة بثت افلاما لشرح هذا الجزء تحديدا وارسلت رسائل نصية على الاجهزة الخلوية، ووزعت ملايين المنشورات على البيوت والمساجد، فدور الهيئة هنا، يمثل جزءا من عدة اركان تتولى عملية تنشيط الاقبال على الانتخابات.

هناك جهات اخرى غائبة، وبطبيعة الحال تتجلى سلبية الناس تجاه الانتخابات جراء تقييمهم لاداء النواب، من جهة، ومايعتبرونه تعيينا مسبقا في المجالس النيابية، بدلا من الانتخابات، وهذه السلبية مفهومة، لكن لااحد يبذل الجهد الكافي، للتخفيف منها، ولاقناع الناس ان الانتخابات مهمة، على الاقل من زاوية عدم السماح للمرشح السيئ بالوصول، عبر دعم المرشح الجيد، فهي سلبية مكلفة، تأتينا بنواب في غاية السوء، لكن لايجوز ان تبقى هي الحاكمة والمسيطرة.
هذه الايام، لانرى اي جهد مبذول من جانب المرشحين، ولا من جانب الاحزاب، ولا الاعلام، ولا مؤسسات المجتمع المدني، وكل الجهات ذات الصلة، للحض على الانتخاب، او افهام الناس، درجات الانتخاب، ومايخصهم في الجداول، او تنقيحها وغير ذلك من تفاصيل، اضافة الى ان المواطن وبسبب سلبيته المفرطة، لايبذل اي جهد لمعرفة هذه التفاصيل، لكونه اتخذ قرارا مسبقا، بعدم الانتخاب، فلماذا يهتم، ولماذا يذهب اساسا لصناديق الاقتراع؟!.
لااحد يختلف على الفكرة التي تقول ان نسب الانتخاب عندنا منخفضة جدا، مقارنة بعدد الذين يحق لهم التصويت، ولربما هذه الانتخابات مهددة بنسب اقل، وبرغم ان الهيئة على صعيد التوعية والترويج تبذل جهود ممتازة، الا ان هذه المهمة ليست مهمتها حصرا، فهي مهمة مطلوبة من كل الجهات التي تصل الى الناس، الاحزاب، الاعلام، المساجد، المرشحون، مؤسسات المجتمع المدني، وغير ذلك، وهي جهات مصابة بالكسل السياسي، الذي يعمق من سلبية الناس، الذين لايأبهون بالعملية الانتخابية جراء احباطهم من اداء النواب، ويقينهم ان البرلمانات ، شكلية، تنفذ ماتريده الحكومات، اضافة الى تأمين مصالح النواب وامتيازاتهم.
مافائدة كل جهود الهيئة المستقلة للانتخابات على صعيد التوعية والترويج، اذا كان المواطن غير مستعد لقراءة البروشور الموزع، ولايحضر اي فيديو تلفزيوني، ولايريد ان يتفاعل مع اي رسالة بخصوص الجداول او التسجيل او الانتخاب، فسلبية الناس هنا، وهي مفهومة الدوافع، تقتل عمل الهيئة، اضافة الى ان غياب الجهات الاخرى يجعل الرسالة خافتة، وضعيفة التأثير، وهذا يعني فعليا ان الهيئة المستقلة للانتخابات تدفع فاتورة النواب، وفشلهم، اضعاف قدرتها، اذ انها تواجه صورة انطباعية سيئة جدا، عن الانتخابات والنواب، ومطلوب منها، اقناع المواطن بالتخلص منها، لصالح انتخابات قد تكون مختلفة.

هذه مؤشرات خطيرة، ولابد من تدخل مركز القرار، من اجل رد الروح الى العملية الانتخابية، عبر تحريك كل الجهات الرسمية وغير الرسمية، لحض الناس على المشاركة، ومتابعة كل تفاصيل العملية الانتخابية، ولربما يكون مطلوبا من الناس ايضا، ان يتخلوا عن سلبيتهم هذه المرة، لعل الانتخابات تكون مختلفة، فهذه سلبية، مدفوعة الثمن، وغيابنا، سيأتينا غدا بنواب لايمثلوننا، ولحظتها نصيح من اين جيء بهؤلاء، ولربما الاجابة، انهم وصلوا جراء غيابنا، وليس جراء تصويت بعضنا لهم.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :