كثيرون يمرّون مرور الكرام بالحياة ، وكثيرون مقيّدون على هامشها، وقلّة من الرجال كانوا بحجم قبيلة ولا يقاسون بعدد، لأن مواقفهم تشهد لهم، والرجال مواقف ، والذاكرة والناس لا ينسون، وأن هناك من يسبق صيته صوته، وأن هناك من يسبق صوته يده بالعطاء والبذل، محمود العقلة الطحيمر الزيود من الرجال الذين سطروا أسماءهم في العطاء والعمل العام وإصلاح ذات البين، وكان نجما يهتدى به عندما يقصده الرجال لفك النشب بينهم .. وكان بيته منهلا وملجأ لذوي الحاجات والملهوف والمظلوم.

من الأوائل الذين بنوا مدينة " الهاشمية " وشاركوا مع الخيرين من أبنائها في تأسيس مؤسساتها الأهلية من بلدية ونادي وجمعية ، فكان من جيل المؤسسين الذين ذاقوا مرّ العمل العام وحلو الإنجاز رغم إرهاصات المجتمع والحكومة .

كان ديوانه عامرا بالطيب والشعر وقصص البطولة والعسكر والشهداء في فلسطين ، وكان بيته ملتقى للسياسين وأصحاب الفكر في ذروة عودة الديموقراطية والإنتخابات .

اليوم يغادرنا ويرحل إلى دار الحق وقد قدم ما عليه تجاه ربه ووطنه وأهله راضيا مرضيا ، وظل مجاورا للمسجد عابدا لله ومؤديّا لفروضه رغم تعب السنين .

رحمك الله يا "أبا عمر" وغفر لك وأسكنك جناته ، ولنا ولأهلك الصبر والسلوان وحسن العزاء