facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اين ذهبت المليارات؟


ماهر ابو طير
07-09-2008 03:00 AM

يأتي الملك ليأمر بمائتي دينار لكل عسكري عامل او متقاعد ، ومع المائتين ، مائة اخرى تم دفعها كذلك للعاملين في الدولة بمن فيهم العسكريون ، ليكون المجموع مائة وستين مليون دينار تقريبا.

بالمقابل قامت عشرات الشركات في القطاع الخاص بدفع مبالغ للعاملين فيها ، حدها الادنى مائة دينار ، ويقدر خبراء المبالغ التي دفعتها شركات في القطاع الخاص بعدة ملايين ، كلها استجابة لتوجيه الملك ، ومع هذه المبالغ طرود الخير الملكية ، وعشرات الاف الطرود الخيرية التي يوزعها مواطنون ومحسنون ، وملايين الدنانير التي ينفقها متبرعون في رمضان ، على اوجه الخير ، عبر لجان خيرية او مؤسسات او منح وغير ذلك من وسائل ، ويضاف الى ما سبق موازنة الديوان الملكي المخصصة للانفاق على العلاج والمنح الدارسية او التخصيصات الملكية للمشاريع ، وايضا موازنة التنمية الاجتماعية والمعونة الوطنية ، وتكية ام علي ، وما تنفقه جمعية المركز الخيري الاسلامي وحجم استثماراتها ، ومئات الجمعيات الخيرية الاخرى ، ومئات المتبرعين العرب الذين ينفقون اموالهم في الاردن ، لاكتشفنا بعد كل هذا ان حجم المبالغ التي يتم رصدها للناس خارح المنتظر والمتوقع ، قد تصل في بعض الحالات الى مليار دولار ، ولو حسبنا بشكل دقيق كلف المبادرات الملكية ، وكلف الاموال المخصصة لها ، لوجدناها انها تكلف مبالغ مالية طائلة ، وليس ادل على ذلك من ان اخر لفتتين كلفتا ما يزيد عن مائة وستين مليون دينار.

القصد من الكلام ، هو ان هناك فقرا ، وهناك مقابله انفاق هائل من جانب مئات الجهات والاشخاص والمؤسسات ، وهذه المبالغ التي يتم انفاقها تذهب في النهاية الى السوق ويتم تدويرها بين ايدي الناس ، وتنعكس ايجابيا على حركة السوق ، وتترك اثرا سياسيا واجتماعيا هائلا ، ليس اقله الرضى الذي تقرأه على وجوه العسكر العاملين والمتقاعدين حين اسعفهم الملك على وجه المدارس ورمضان والعيد ، والقصد من الكلام اننا اذا قمنا بدراسة حجم المبالغ التي يتم انفاقها خلال السنة ، تحت مسميات مختلفة ، ومن جهات مختلفة لاكتشفنا انه انفاق كبير جدا ، يفوق دولا بترولية في بعض الحالات ، لكننا نكتشف بالمقابل ان هناك توجيها لانفاق المال عبر اشكال محددة ، وحجم الاموال التي ينفقها متبرعون على طرود الخير ، كبيرة جدا الى الدرجة التي كان من الاجدى تخصيصها لتعليم الطلاب ، ونكتشف ايضا ان الجزء الاكبر من الانفاق على الاطفال يذهب للايتام وتتكرر المعونات عبر وسائل عدة ، فالجميع يركز على الايتام ، فيما يغيب الدعم عن نوعيات اخرى محتاجة.

الخلاصة هي في وجود انفاق هائل على الناس عبر الدولة ومؤسساتها والقطاع الخاص والمتبرعون ، غير ان هذا الانفاق يعاني من بعض التشوهات في اوجه انفاقه ووصوله ، واليوم انا بصراحة مع العمل التنموي الذي يقدم للناس فرصا تشغيلية وتنمية لمهارات محددة بدلا من سياسة الحقن بالمساعدات ، خصوصا ، انني اكتشفت عشرات الادلة على ان الحقن بالمال او المساعدات العينية لا يغير من واقع العائلات ، وكان من الاولى ان يتم التركيز على انتشال العائلات بتعليم من فيها ووضعهم امام فرص عمل حقيقية ، الامر ينطبق على عدم وجود شبكة معلوماتية ، تجعل كل جهة تعرف عن الجهة الاخرى...ماذا قدمت ، لهذه العائلة او تلك ، حتى لا نصحو ونكتشف ان هناك عائلات تحصل على الحد الادنى ، وهناك عائلات تحصل على اضعاف حصتها ، عبر الدولة والقطاع الخاص والمساجد والمتبرعين ، وعندها نحتار بسر الانفاق الهائل الذي يسأل البعض لماذا لا نرى نتائجه على الناس.

رمضان كريم ، والله عز وجل يكرم الفقراء وكل من كان دخله قليلا ، غير اننا يجب اليوم ان نجلس لنسأل الاسئلة حول سر اختلال المعادلة بين الانفاق الهائل ، وعدم رؤية نتائج كما نفترض على ارض الواقع ، على حياة الناس... ولو حسبنا الاموال التي انفقها القطاع الخاص فقط والمتبرعون ومخصصات المعونة الوطنية خلال العقد الاخير لاكتشفنا اننا هدرنا مليارات دون ان نرى نتائجها على الارض.

m.tair@addustour.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :