محمد المجالي .. رحلة واعدة نحو الأدوار الأولى!
08-10-2008 03:00 AM
عمون - لفت الفنان محمد المجالي الأنظار إليه بدور "سهم" في مسلسل "نمر بن عدوان"، الذي عرض في رمضان الماضي وأحدث زخماً كبيراً في مجال الأعمال الدرامية، وإقبال المحطات على إنتاجها وطلبها.
الحضور اللافت والقريب من القلب في "نمر بن عدوان"، أهّل المجالي ليقترب من أدوار البطولة الأولى عدّة درجات مرة واحدة، ورشحه للعب دور "حسن" العاشق الولهان، في مسلسل "عيون عليا"، الذي يلاحق قصة حبه ومحبوبته بلا كلل وملل، بينما الآخرون يسعون وراء ثاراتهم.
ومن الواضح أن أداء المجالي لشخصية "حسن"، سيكون له ما سيكون من النتائج، التي يُختلف التقديرات حولها وتتباين، إلا أنه من المؤكد أنها ستعزز مكانة المجالي وحضوره في الصف الأول من الجيل الجديد من الفنانين الأردنيين، وستلقي على عاتقه بأعباء إضافية بسرعة لم يتوقعها، لا سيما لجهة تأكيد حضور مستمر على الشاشة.
أمام المجالي خيارات كثيرة متاحة، من الأعمال البدوية وحتى التاريخية مروراً بالأعمال الاجتماعية المعاصرة؛ ولكنه فيها كلها مرصود - على ما يبدو - لأدوار رومانسية، شخصيات مرهفة، تعبر عن نفسها بإيماءات الوجه، والنظرات الصامتة.
ويواجه المجالي تحدياً خاصاً، بالذات، في مجال تحقيق ذات النجاح في الأعمال الاجتماعية المعاصرة، التي سيكون عليه أن يستثمر كل قدرة لديه، مهما قلّت، لا سيما وأنه سيكون مجرداً فيها من إكسسوارات الأعمال البدوية والتاريخية، التي تخفي العثرات المحتملة في حركات الجسد وإيماءاته غير المناسبة، والأهم من ذلك، سيكون عليه أن يحبب الكاميرا بوجهه بالقدر ذاته الذي سيحبه به الجمهور.
وفي هذا السياق، لدى المجالي أسباب كثيرة للثقة بالنفس والطمأنينة، المبنية على مواصفات شخصية ومهنية متعددة، تشكل بالنسبة له فرصاص إضافية، لاجتياز مرحلة إثبات النفس، في مهنة يتنافس فيها الفنان مع زميله الفنان، ومع الكاميرا، ومع نفسه. ومن المؤكد انه في حال نجاحه في ذلك، لن يستطيع نسيان "نمر بن عدوان" ولا "عيون عليا".
بالرغم من رصيده السابق، فإن أمام المجالي رحلة مهنية طويلة، للتوّ بدأت، وستقوده إلى مجاهيل جديدة، تفرض عليه الاستعداد لكل عمل، والحذر في التعامل مع كل دور، والنظر ملياً في مرآة الإنجاز بعد كل تجربة، ليتسنى له أن يواكب تجربته بالمعرفة .. المعرفة حول نفسه وحول طبيعة خطواته التالية.
أن من المؤشرات الإيجابية، التي تؤكد على نهوض الدراما الأردنية من عثراتها الطويلة، هو نهوضها بالمهمة الصعبة المتمثلة بتقديم الوجوه الجديدة، وتوفير الفرص للوجوه المعروفة، وهذا ما نراه اليوم ماثلاً للعيان. بينما تظهر المسؤولية في هذا الإطار في نفض الفنانين، لا سيما الجيل الجديد، الغبار عن المهنة والتعامل معها بجدية وبالتعب على النفس وتطوير الذات.
رحلة الفنان المجالي الواعدة تبدو أكثر من أية رحلة أخرى محكومة بهذه المعادلة، وهذا ما يشيع روح الطمأنينة إزائها. فصاحبها جدي على قدر جدية المهنة، ويمتلك إمكانيات واعدة بقدر رحلته، ويمتلك حصوراً عذباً على الشاشة يفتح أمامه أبواب مختلف الأدوار والشخصيات.