facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك يقود السياسة الأردنية برؤية استباقية واستشرافية


جميل النمري
12-10-2008 03:00 AM

زيارة الملك المقبلة لدول أميركا اللاتينية في زمن تمردها على الهيمنة الأميركية وتحولها يسارا يستكمل "الحملة الشرقية" لجلالته بالزيارات المتواترة للصين وروسيا ودول آسيوية أخرى، في تنويع جريء لعلاقات المملكة وخياراتها ورؤيتها لمصالحها الاقتصادية . . والسياسية أيضا بالتقليل من الاعتماد على الولايات المتحدّة الأميركية أو الارتهان لها.

سيبقى الأردن صديقا حميما لأميركا وسيبقى جلالة الملك شخصية مميزة تحظى بالمودّة والتقدير لدى الوسط السياسي الأميركي بجناحيه الديمقراطي والجمهوري، فالتوسع والتنويع الحيوي لعلاقات المملكة لا يتناقض مع الخطاب العقلاني والعصري والحداثي وباللغة القريبة من العقل والوجدان الغربي التي لا يجد الرأي العام والساسة الغربيون مثيلا لها لدى زعماء آخرين في المنطقة، ونستذكر خطاب الملك في افتتاح الكونغرس الأميركي حين وقف رجال الكونغرس طويلا مصفقين لهذا الخطاب الجريء والمنحاز بقوّة للحقوق الفلسطينية والناقد بقوّة للسياسات التي تتجاهل تلك الحقوق.

ورغم الحرص على العلاقات مع أميركا فان الحكمة وبعد النظر يقتضيان التحسب للمستقبل واضعين نصب أعيننا المقولة البريطانية من عهد الأمبراطورية "لدينا مصالح دائمة وليس سياسة دائمة"، فلا يمكن الرهان على الصداقة أو الارتهان لحسن النوايا تجاه الأردن هويّة وكيانا ونظاما سياسيا إذا استمرّ العمل على تدمير فرص الدولة الفلسطينية، فالبديل الإسرائيلي لن يكون طبعا الدولة ثنائية القومية بين النهر والبحر بل الدولة ثنائية الهوية الوطنية شرق النهر.

وفي توجه استباقي استشرافي يدير جلالة الملك السياسة الأردنية منذ بعض الوقت وتحديدا منذ ظهور ملامح الانهيار الأميركي في المنطقة على قاعدة تخطي الخنادق ومدّ الجسور وتجاوز تقسيمات الحقبة السابقة. ولم يكن ذلك بالمنطق الانتهازي لبعض الجهات في المنطقة، نعني منطق السمسرة والتجارة في المواقف، فالأردن لا يقفز من حضن لحضن بل يقوم من موقعه وقناعاته الثابتة كقوة اعتدال ملتزمة بالشرعية والقانون الدولي ومنحازة للسلام والاستقرار بالانفتاح على القوى المحسوبة على الممانعة للبحث عن توافقات جديدة وواقعية نواجه بها المتغيرات.

توسيع وتنويع الخيارات والعلاقات يكاد يمثل أيضا استباقا واستشرافا للتغير في الواقع الدولي في ضوء الأزمة المالية والاقتصادية الكبرى اليوم حيث تتحول أميركا من قائد للعالم إلى عبء عليه. وأميركا طبعا ستتجاوز الأزمة في النهاية لكن بعد أن تكون قد نزلت درجتين عن رأس السلم الذي كانت تقف عليه.
jamil.nimri@alghad.jo
...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :